مجلس تأبين في البحرين: "فضل الله الجامع"
|
تتواصل في البحرين، مجالس تأبين المرجع الإسلاميّ الرّاحل، آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله، حيث أقامت عائلة الدّيلمي منتدى تأبينيّاً للفقيد الكبير، تحت عنوان: «فضل الله الجامع»، وحضره حشدٌ كبير من المؤمنين.
وابتدأ الحفل بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، أعقبتها ثلاث فقرات شعريّة. فكانت القصيدة الأولى للشّاعر مجتبى التتان، عنوانها «من وحي فضل الله»، أشار فيها إلى الخصال التي تميّز بها العلامة فضل الله.
أمّا القصيدة الثّانية، فكانت للشّاعر فاضل رحمة، بعنوان «من أين أبدأ»، حاكى من خلالها حالة الحزن والألم الّتي ألمت بالأمّة الإسلاميّة بعد رحيل المرجع فضل الله. وألقى الشّاعر عبد الله إبراهيم آل جواد قصيدةً أخرى في العلامة فضل الله.
وسادت حالة من الصّمت والتّفكير، بعد أن بُثّ مقطع صوتي للعلامة فضل الله، يحثّ فيه المسلمين على التّلاحم والتّلاؤم، وترك الفرقة والتّنازع بينهم، ونزع حالة الحقد والبغضاء الّتي تسكن قلوبهم عند حدوث أيّة مشكلة أو خلاف. وكان من كلام المرجع الرّاحل: «علّمتنا الأوضاع القلقة في مجتمعاتنا أن نحقد على بعضنا البعض إذا اختلفنا سياسيّاً أو اجتماعيّاً، وأدخلنا المرجعيّات في أحقادنا».
كما ذكر فضل الله في المقطع الصّوتي، أنّ «الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {إنما المؤمنون إخوة}، ونحن نقول في أدبيّاتنا السياسيّة "إنما المؤمنون أعداء"، نحيا في غفلة وجهل وتخلّف».
وألقى سماحة الشّيخ جعفر الشّاخوري كلمةً بعنوان «فكر السيّد فضل الله... بين الأصالة والتّجديد»، أكّد خلالها أنّ سماحة المرجع الرّاحل السيّد فضل الله، كان يحمل همّ التّجديد دائماً، مشيراً إلى أنّ «قلق التّجديد كان حاضراً في كلّ دروس السيّد فضل الله الحوزويّة».
وتابع الشّاخوري: «أنتج السيّد فضل الله طوال حياته العديد من الكتب الفكريّة، وكان من أهمّها ما أنتجه في أواخر السّبعينات، مثل "الإسلام ومنطق القوّة"، و"خطوات على طريق الإسلام"، و"قضايانا على ضوء الإسلام"، و"أسلوب الدّعوة في القرآن".
وتطرّق الشّاخوري إلى بعض المسائل التي شكّلت خروجاً عن المألوف بالنّسبة إلى المرجع السيّد فضل الله، ومن بينها جواز أكل ثمار البحر، وكذلك مسألة طهارة الإنسان، بغضّ النّظر عن ديانته.
من جانبه، اعتبر الحاج خليل الدّيلمي أنّ «أقلّ ما يمكن أن نقيمه للعلامة الكبير، آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله، أن نقيم له مجلساً ومنتدى تأبينيّاً نتحدّث فيه عن فكر السيّد النيّر"، واعتبر أنّ الوصول إلى فكر السيّد ومعرفة النهج المنفتح الّذي كان عليه، يحتاج إلى جلساتٍ ومؤتمراتٍ كثيرةٍ ومستمرّة. وقال: «ستبقى ذكرى فضل الله حاضرةً في كلّ الأيّام، فهو إن مات جسداً، إلا أنّ روحه باقية، وأفكاره يستضيء بها النّاس في كلّ مكانٍ وزمان».
|