مجلس فاتحةٍ عن روح المرجع فضل الله في كيفون

مجلس فاتحةٍ عن روح المرجع فضل الله في كيفون

مجلس فاتحةٍ عن روح المرجع فضل الله في كيفون

أقامت بلدة كيفون في قضاء عاليه- جبل لبنان، و"جمعيّة كيفون الخيريّة"، مجلس فاتحةٍ عن روح الرّاحل العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، بمشاركة عائلة الفقيد، في قاعة النّادي الحسيني في البلدة، حضره الوزيران غازي العريضي وأكرم شهيّب، والنوّاب: فادي الأعور، آلان عون، بلال فرحات ممثّلاً كتلة الوفاء للمقاومة، ناصيف قزّي ممثلاً النّائب ميشال عون، لواء جابر ممثلاً رئيس الحزب الدّيموقراطي النّائب طلال إرسلان، بلال داغر ممثّلاً قيادة "حزب الله"، نائب رئيس "تيار التّوحيد" سليمان الصّايغ، وممثّلو الأحزاب في المنطقة، رئيس بلديّة كيفون ناصر سعد، و إمام مسجد القدس في صيدا، الشّيخ ماهر حمود، وفاعليّات روحيّة من كافّة الطّوائف، وحشد كبير من الحضور.

وألقى رئيس جمعيّة كيفون الخيريّة علي الحاج، كلمةً قال فيها: "هذا الجبل الأشمّ الوفيّ للمبادئ والقيم الإنسانيّة. نعم، هي صرخة وفاء وإخلاص لنقوم بأقلّ ما يمكن من الواجب الإنسانيّ الحضاريّ".

وتحدّث الدّكتور قزّي فقال: "شاءت العناية الإلهيّة أن يرحل السيّد إلى دنيا الحقّ في لحظةٍ قد تكون هي الأدقّ في مسيرتنا الوطنيّة، لحظة مصيريّة في صراعنا المرير أوّلاً مع ذاتنا ومع المؤامرات والمخطّطات الدّوليّة والإقليميّة".

وألقى إمام مسجد القدس في صيدا، الشّيخ ماهر حمود، كلمةً سأل فيها: "أليس الرّجل قدّم الحجج الدّامغة على وحدة الأمّة، وعلى وحدة لبنان، وعلى أهميّة المقاومة، وعلى أحقيّتنا بفلسطين، وعلى أحقيّتنا بالأخوّة الأمميّة، وأن نكون أخوةً متحابّين مسلمين على اختلاف المذاهب، مسلمين ومسيحيّين؟ ألسنا شيئاً واحداً في القيم والأخلاق والأهداف وفي المستقبل الّذي يجمعنا"؟

وتحدّث الوزير العريضي فقال: "إن هذا اللقاء يأتي عفويّاً طبيعيّاً في وقفة وفاءٍ وتقديرٍ لمسيرة هذا العلامة الكبير، وقد جمعتني به علاقة امتدّت إلى ما يزيد عن العشرين عاماً، ولو قدِّر لي يوماً أن أنشر محاضر جلساتي مع هذا العلامة الكبير، لكتبت كثيراً دون مبالغة، وهو بحر من العلم والمعرفة والثّقافة والفكر والإنسانيّة، كانت جلساتنا طويلةً، ولطالما حدّثني عن رجلٍ كبيرٍ كان يحفظ له دائماً التّقدير والاحترام لمسيرته وموسعته وعلمه وفكره وثقافته وانفتاحه وتفاعله مع ثقافات العالم وحضاراته كلّها، عنيت الشّهيد الكبير كمال جنبلاط، وما أروع الجلسات بعيداً عن الضّجيج والصّخب السياسيّ والشّتائم ومظاهر الانحدار والانهيار في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة، عندما تجلس في مقام رجلٍ كبيرٍ كهذا السيّد، يتحدّث عن سيّدٍ كبيرٍ آخر، والجامع بينهما علم وثقافة وفكر وإنسانيّة، والأهمّ أخلاق! ولطالما كان يركّز على الأخلاق في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة، وكم نفتقد هذه الميزة اليوم، عندما نتطلّع إلى ما يحيط بحياتنا السياسيّة في لبنان من مظاهر لا تمتّ بصلةٍ إلى الأخلاق التي تعتبر السّلاح الأمضى في موقع القيادة، والرّكيزة الأساس فيها...".

وأضاف العريضي: "كرجلٍ سياسيّ، تقضي الضّرورة أن تلتقي بعددٍ كبير من النّاس، هذه طبيعة العمل، لكن كرجلٍ تبحث عن معرفةٍ وعلم، وتريد أن تغني فكرك وثقافتك وتجربتك، فأنت تزور ليس من باب الواجب، بل من باب الحاجة لنفسك، تزور أربعةً أو خمسةً في لبنان، وسماحة السيّد كان في طليعة هؤلاء؛ هذا العلامة لم يرث عرش أحد، ولم يجلس على عرش أحد، بل بنى عرشه بنفسه، أمّا دعائم هذا العرش واعمدته، فكمّ هائل، وتراكم كبير من الثّقافة والمعرفة والمخزون العلميّ الّذي ميّز مسيرته، فكان الأقوى، وهو مجتهد ومجاهد، مجتهد مجدّد في الدّين والعقيدة والفكر والعلم الّذي استند إليه، فتميّز عن غيره من العلماء، وهو استند إلى العلم أساسا، وكان له أتباع ومقلّدون التزموا فتاوى تصدر عنه، انطلق من الدّين، اجتهد والتزم بالعلم، فالتزموا معه، وكان مجاهداً في سياق اجتهاده، فكان مقاوماً، وهو بمواقفه وتراثه وتاريخه وتوجيهاته أعطى روحاً ونفساً وقوّةً وبعداً لكلّ المقاومين في كلّ السّاحات".

وأخيراً، ألقى السيّد علي فضل الله كلمة العائلة فقال: "السيّد فضل الله أحبّ الله حبّاً عميقاً، بحيث كان الله حاضراً في عقله وقلبه وحياته، وعندما أحبّ الله، انطلق إلى الحياة يعطي الحياة حبّاً لأنّه كان يعتقد أنّ الّذي يحبّ الله، لا يمكن إلا أن يكون مفتوح القلب، لأن الله الذي أحبّه هو كذلك في الحياة، شمسه عندما تشرق تشرق على الجميع، وعندما ينزل المطر، فإنّه لا يفرّق بين أرضٍ وأرض، مطر ينـزل على الجميع، وكذلك هواؤه، وهكذا كلّ البركات الّتي تأتي منه، والّذين ينطلقون مع الله، لا يمكن إلا أن يكونوا قلوباً مفتوحةً على الآخرين، لا يمكن أن يكونوا منغلقين متعصّبين متزمّتين، لا بدّ لهم من أن يعيشوا في الهواء الطّلق وليس في الكهوف، ولذلك أحبّ كلّ النّاس، وهذه هي القيمة الّتي على أساسها انطلق في حياته، وشعر بأنّه معنيّ بأن يعيش آلام النّاس وآمالهم وأحلامهم وطموحاتهم، ولهذا شعر بمسؤوليّته عن كلّ الّذين يعانون في الحياة من فقرٍ ويتمٍ وظلمٍ واحتلالٍ، ومن كلّ هؤلاء المستكبرين".

 

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22 شعبان 1431 هـ  الموافق: 03/08/2010 م

مجلس فاتحةٍ عن روح المرجع فضل الله في كيفون

أقامت بلدة كيفون في قضاء عاليه- جبل لبنان، و"جمعيّة كيفون الخيريّة"، مجلس فاتحةٍ عن روح الرّاحل العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، بمشاركة عائلة الفقيد، في قاعة النّادي الحسيني في البلدة، حضره الوزيران غازي العريضي وأكرم شهيّب، والنوّاب: فادي الأعور، آلان عون، بلال فرحات ممثّلاً كتلة الوفاء للمقاومة، ناصيف قزّي ممثلاً النّائب ميشال عون، لواء جابر ممثلاً رئيس الحزب الدّيموقراطي النّائب طلال إرسلان، بلال داغر ممثّلاً قيادة "حزب الله"، نائب رئيس "تيار التّوحيد" سليمان الصّايغ، وممثّلو الأحزاب في المنطقة، رئيس بلديّة كيفون ناصر سعد، و إمام مسجد القدس في صيدا، الشّيخ ماهر حمود، وفاعليّات روحيّة من كافّة الطّوائف، وحشد كبير من الحضور.

وألقى رئيس جمعيّة كيفون الخيريّة علي الحاج، كلمةً قال فيها: "هذا الجبل الأشمّ الوفيّ للمبادئ والقيم الإنسانيّة. نعم، هي صرخة وفاء وإخلاص لنقوم بأقلّ ما يمكن من الواجب الإنسانيّ الحضاريّ".

وتحدّث الدّكتور قزّي فقال: "شاءت العناية الإلهيّة أن يرحل السيّد إلى دنيا الحقّ في لحظةٍ قد تكون هي الأدقّ في مسيرتنا الوطنيّة، لحظة مصيريّة في صراعنا المرير أوّلاً مع ذاتنا ومع المؤامرات والمخطّطات الدّوليّة والإقليميّة".

وألقى إمام مسجد القدس في صيدا، الشّيخ ماهر حمود، كلمةً سأل فيها: "أليس الرّجل قدّم الحجج الدّامغة على وحدة الأمّة، وعلى وحدة لبنان، وعلى أهميّة المقاومة، وعلى أحقيّتنا بفلسطين، وعلى أحقيّتنا بالأخوّة الأمميّة، وأن نكون أخوةً متحابّين مسلمين على اختلاف المذاهب، مسلمين ومسيحيّين؟ ألسنا شيئاً واحداً في القيم والأخلاق والأهداف وفي المستقبل الّذي يجمعنا"؟

وتحدّث الوزير العريضي فقال: "إن هذا اللقاء يأتي عفويّاً طبيعيّاً في وقفة وفاءٍ وتقديرٍ لمسيرة هذا العلامة الكبير، وقد جمعتني به علاقة امتدّت إلى ما يزيد عن العشرين عاماً، ولو قدِّر لي يوماً أن أنشر محاضر جلساتي مع هذا العلامة الكبير، لكتبت كثيراً دون مبالغة، وهو بحر من العلم والمعرفة والثّقافة والفكر والإنسانيّة، كانت جلساتنا طويلةً، ولطالما حدّثني عن رجلٍ كبيرٍ كان يحفظ له دائماً التّقدير والاحترام لمسيرته وموسعته وعلمه وفكره وثقافته وانفتاحه وتفاعله مع ثقافات العالم وحضاراته كلّها، عنيت الشّهيد الكبير كمال جنبلاط، وما أروع الجلسات بعيداً عن الضّجيج والصّخب السياسيّ والشّتائم ومظاهر الانحدار والانهيار في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة، عندما تجلس في مقام رجلٍ كبيرٍ كهذا السيّد، يتحدّث عن سيّدٍ كبيرٍ آخر، والجامع بينهما علم وثقافة وفكر وإنسانيّة، والأهمّ أخلاق! ولطالما كان يركّز على الأخلاق في الحياة السياسيّة اللّبنانيّة، وكم نفتقد هذه الميزة اليوم، عندما نتطلّع إلى ما يحيط بحياتنا السياسيّة في لبنان من مظاهر لا تمتّ بصلةٍ إلى الأخلاق التي تعتبر السّلاح الأمضى في موقع القيادة، والرّكيزة الأساس فيها...".

وأضاف العريضي: "كرجلٍ سياسيّ، تقضي الضّرورة أن تلتقي بعددٍ كبير من النّاس، هذه طبيعة العمل، لكن كرجلٍ تبحث عن معرفةٍ وعلم، وتريد أن تغني فكرك وثقافتك وتجربتك، فأنت تزور ليس من باب الواجب، بل من باب الحاجة لنفسك، تزور أربعةً أو خمسةً في لبنان، وسماحة السيّد كان في طليعة هؤلاء؛ هذا العلامة لم يرث عرش أحد، ولم يجلس على عرش أحد، بل بنى عرشه بنفسه، أمّا دعائم هذا العرش واعمدته، فكمّ هائل، وتراكم كبير من الثّقافة والمعرفة والمخزون العلميّ الّذي ميّز مسيرته، فكان الأقوى، وهو مجتهد ومجاهد، مجتهد مجدّد في الدّين والعقيدة والفكر والعلم الّذي استند إليه، فتميّز عن غيره من العلماء، وهو استند إلى العلم أساسا، وكان له أتباع ومقلّدون التزموا فتاوى تصدر عنه، انطلق من الدّين، اجتهد والتزم بالعلم، فالتزموا معه، وكان مجاهداً في سياق اجتهاده، فكان مقاوماً، وهو بمواقفه وتراثه وتاريخه وتوجيهاته أعطى روحاً ونفساً وقوّةً وبعداً لكلّ المقاومين في كلّ السّاحات".

وأخيراً، ألقى السيّد علي فضل الله كلمة العائلة فقال: "السيّد فضل الله أحبّ الله حبّاً عميقاً، بحيث كان الله حاضراً في عقله وقلبه وحياته، وعندما أحبّ الله، انطلق إلى الحياة يعطي الحياة حبّاً لأنّه كان يعتقد أنّ الّذي يحبّ الله، لا يمكن إلا أن يكون مفتوح القلب، لأن الله الذي أحبّه هو كذلك في الحياة، شمسه عندما تشرق تشرق على الجميع، وعندما ينزل المطر، فإنّه لا يفرّق بين أرضٍ وأرض، مطر ينـزل على الجميع، وكذلك هواؤه، وهكذا كلّ البركات الّتي تأتي منه، والّذين ينطلقون مع الله، لا يمكن إلا أن يكونوا قلوباً مفتوحةً على الآخرين، لا يمكن أن يكونوا منغلقين متعصّبين متزمّتين، لا بدّ لهم من أن يعيشوا في الهواء الطّلق وليس في الكهوف، ولذلك أحبّ كلّ النّاس، وهذه هي القيمة الّتي على أساسها انطلق في حياته، وشعر بأنّه معنيّ بأن يعيش آلام النّاس وآمالهم وأحلامهم وطموحاتهم، ولهذا شعر بمسؤوليّته عن كلّ الّذين يعانون في الحياة من فقرٍ ويتمٍ وظلمٍ واحتلالٍ، ومن كلّ هؤلاء المستكبرين".

 

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22 شعبان 1431 هـ  الموافق: 03/08/2010 م

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية