متفرقات
28/11/2022

السيِّدةُ زينبُ (ع) القدوةُ في البطولةِ والعنفوان

السيِّدةُ زينبُ (ع) القدوةُ في البطولةِ والعنفوان

إنَّ زينب (ع)، بالرغم من أننا حصرناها في الدائرة البكائية، فإننا من خلال ما ندرسه من مسيرتها في كربلاء، وبالرّغم من أن التاريخ لم يحدّثنا عن سيرتها قبل كربلاء، وعن سيرتها بعد كربلاء تفصيلاً، ولكنَّها كانت القائد في غياب القائد، وكانت الصَّابرة كأعمق وأرحب ما يكون الصبر، وكانت البطلة أمام المأساة، وهي القائلة: "اللَّهمَّ تقبّل منّا هذا القربان". فأيّ أخت تعيش هذه المأساة التي تمثَّلت في كل هذه الوحشيّة الأمويّة في حصد الأطفال والشيوخ والشباب وبعض النساء، وهي لا تتوجَّه إلَّا إلى الله، وهي ترى أنَّ المسألة ليست مصيبة شخصية في داخل الذات، وإنما هي جهاد في سبيل الله.

وإذ تتمثّل كل هذه الصفوة الطيبة وإمامهم الحسين (ع)، لتعتبر أنَّ أخاها قربان تُقدِّمه إلى الله من أجل الإسلام، ومن أجل إصلاح أمَّة جده، ولإبقاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطاً للإنسان كلّه، وليكون الإنسان المسلم عزيزاً أمام كلّ التحديات...

لقد عاشت زينب (ع) كلّ فكر الحسين (ع) وكلَّ روحيَّته، ولهذا كانت الصَّابرة في كربلاء، بحيث لم يسمع منها حالة بكائيَّة إلَّا في بعض القضايا التي كانت تريد أن تحتوي آلام الحسين (ع) في عليّ الأكبر (ع)، وما عدا ذلك، كانت في أقسى الحالات الصَّامدة كصمود الحسين (ع)، وقد تجلَّى ذلك في عدة مواقف، حيث استطاعت أن تقف بكلِّ عنفوان وبكلّ شموخ أمام ابن زياد، عندما قالت له: "إنَّما يفتضح الفاجر، ويكذب الفاسق، وهو غيرنا، ثكلتك أمّك يا بن مرجانة"، وعندما وقفت أمام أهل الكوفة وأنَّبتهم بكلّ عنفوان المرأة المسلمة البطلة القويَّة التي تنظر إلى كلِّ هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشَّيطان، وعندما وقفت أمام يزيد وتحدثت معه بأسلوب من أروع الأساليب التي مزجت فيها القوة بالعاطفة، وقالت له: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا".

ولذلك، فنحن نقول لكلِّ النساء المسلمات، إنَّ عليهنَّ أن ينطلقن من هذه الشجاعة البطوليَّة للسيِّدة زينب (ع)، ونقول لكلّ أتباع أهل البيت (ع): ادرسوا زينب (ع) في حجم قضيَّة المرأة في العالم، فلا تحصروها في دائرة المأساة، حتى لا تضيع زينب (ع) عن وجداننا الثقافي والروحي والسياسي.

أيها الأحبة، إننا نواجه مرحلة من أصعب المراحل في كل التاريخ الإسلامي، حيث برز الاستكبار كله إلى الاستضعاف كله، وبرز الكفر كله إلى الإسلام كله... نحن بحاجة إليك يا بطلة كربلاء، إننا بحاجة إلى بطولات المرأة المسلمة، وأنت القدوة في البطولة، كما أنت القدوة في الوعي، وأنت القدوة في كل ما تنفتحين به على الله.

إن ذكرى الحوراء (ع) يمكن أن يكسبنا الشعور بالعنفوان، لأنَّ عندنا امرأة عظيمة كبطلة كربلاء. فسلام عليها يوم ولدت، ويوم التقت بالله في رحابه، ويوم تبعث في الآخرة لتكون المثل الأعلى هناك.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 11.

إنَّ زينب (ع)، بالرغم من أننا حصرناها في الدائرة البكائية، فإننا من خلال ما ندرسه من مسيرتها في كربلاء، وبالرّغم من أن التاريخ لم يحدّثنا عن سيرتها قبل كربلاء، وعن سيرتها بعد كربلاء تفصيلاً، ولكنَّها كانت القائد في غياب القائد، وكانت الصَّابرة كأعمق وأرحب ما يكون الصبر، وكانت البطلة أمام المأساة، وهي القائلة: "اللَّهمَّ تقبّل منّا هذا القربان". فأيّ أخت تعيش هذه المأساة التي تمثَّلت في كل هذه الوحشيّة الأمويّة في حصد الأطفال والشيوخ والشباب وبعض النساء، وهي لا تتوجَّه إلَّا إلى الله، وهي ترى أنَّ المسألة ليست مصيبة شخصية في داخل الذات، وإنما هي جهاد في سبيل الله.

وإذ تتمثّل كل هذه الصفوة الطيبة وإمامهم الحسين (ع)، لتعتبر أنَّ أخاها قربان تُقدِّمه إلى الله من أجل الإسلام، ومن أجل إصلاح أمَّة جده، ولإبقاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطاً للإنسان كلّه، وليكون الإنسان المسلم عزيزاً أمام كلّ التحديات...

لقد عاشت زينب (ع) كلّ فكر الحسين (ع) وكلَّ روحيَّته، ولهذا كانت الصَّابرة في كربلاء، بحيث لم يسمع منها حالة بكائيَّة إلَّا في بعض القضايا التي كانت تريد أن تحتوي آلام الحسين (ع) في عليّ الأكبر (ع)، وما عدا ذلك، كانت في أقسى الحالات الصَّامدة كصمود الحسين (ع)، وقد تجلَّى ذلك في عدة مواقف، حيث استطاعت أن تقف بكلِّ عنفوان وبكلّ شموخ أمام ابن زياد، عندما قالت له: "إنَّما يفتضح الفاجر، ويكذب الفاسق، وهو غيرنا، ثكلتك أمّك يا بن مرجانة"، وعندما وقفت أمام أهل الكوفة وأنَّبتهم بكلّ عنفوان المرأة المسلمة البطلة القويَّة التي تنظر إلى كلِّ هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشَّيطان، وعندما وقفت أمام يزيد وتحدثت معه بأسلوب من أروع الأساليب التي مزجت فيها القوة بالعاطفة، وقالت له: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا".

ولذلك، فنحن نقول لكلِّ النساء المسلمات، إنَّ عليهنَّ أن ينطلقن من هذه الشجاعة البطوليَّة للسيِّدة زينب (ع)، ونقول لكلّ أتباع أهل البيت (ع): ادرسوا زينب (ع) في حجم قضيَّة المرأة في العالم، فلا تحصروها في دائرة المأساة، حتى لا تضيع زينب (ع) عن وجداننا الثقافي والروحي والسياسي.

أيها الأحبة، إننا نواجه مرحلة من أصعب المراحل في كل التاريخ الإسلامي، حيث برز الاستكبار كله إلى الاستضعاف كله، وبرز الكفر كله إلى الإسلام كله... نحن بحاجة إليك يا بطلة كربلاء، إننا بحاجة إلى بطولات المرأة المسلمة، وأنت القدوة في البطولة، كما أنت القدوة في الوعي، وأنت القدوة في كل ما تنفتحين به على الله.

إن ذكرى الحوراء (ع) يمكن أن يكسبنا الشعور بالعنفوان، لأنَّ عندنا امرأة عظيمة كبطلة كربلاء. فسلام عليها يوم ولدت، ويوم التقت بالله في رحابه، ويوم تبعث في الآخرة لتكون المثل الأعلى هناك.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 11.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية