متفرقات
24/02/2021

أهل البيت (ع) أئمّة الإسلام وقادته

أهل البيت (ع) أئمّة الإسلام وقادته

إنّ دور أهل البيت (ع) هو تأصيل القواعد الإسلاميّة، وحراسة المفاهيم الإسلاميّة من الانحراف، وقيادة الواقع الإسلاميّ لتحقيق الأهداف الكبرى. وهذا ما عبَّر عنه أمير المؤمنين عليّ (ع): "اللّهمَّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منَّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من فضول الحطام، ولكنْ لِنَرِدَ المعالِم من دينك، ونُظهِرَ الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادِك، وتُقام المُعَطَّلَة من حدودك"1.

ويقول إمام الحقّ والهدى أيضاً: "أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود النّاصر، وما أخذ الله على العلماء ألَّا يقارّوا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيتُ حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"2.

وقال (ع) في كلمةٍ أخرى: "ليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أُريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم"3، وقال أيضاً: "والله لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جورٌ إلّا عليَّ خاصّة"4.

إنّهم أئمّة الإسلام وقادته، ولذلك، لا يريدون للنّاس أن يتشيَّعوا لهم من خلال الحبّ الذاتيّ، فقد قال الإمام زين العابدين (ع): "أحبُّونا حبَّ الإسلام"5، وقال أبو جعفر (ع) وهو يخاطب جابر: "يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبِّنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلَّا مَنِ اتَّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلَّا بالتّواضع، والتّخشّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصّوم، والصّلاة، والبرّ بالوالدين، والتعهُّد للجيران من الفقراء وأهل المَسْكَنَة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن النّاس إلَّا من خير، وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء"6.

هذا هو خطُّ أهل البيت (ع): "رضى الله رضانا أهل البيت"7، فهم (ع) يرضون بما يُرضي الله، ويغضبون لِما يغضب الله. فليس التشيُّع خطّاً مزيداً في الإسلام، بل هو في طول خطَّ الإسلام، يتحرَّك الأئمَّة (ع) فيه من خلال رسول الله (ص) في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم، وينطلقون على أساس الإسلام كلّه، لا يزيدون فيه حرفاً ولا يُنقضون منه حرفاً، لأنّهم مؤتمنون عليه في كلِّ مجالاته العامَّة والخاصَّة، وهم حججُ الله على عباده ـــ بعد رسول الله ـــ وخلفاؤه في أُمّته، وأُمناء الله في أرضه، وذلك لما يملكون من المعرفة والانفتاح على الله ورسوله، كما عبَّر عن ذلك رسول الله (ص)، عندما قال في واقعة خيبر: "لأعطيَنَّ الرّاية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله"8، وهي صفة كلّ إمام من أئمّة أهل البيت (ع).

* من كتاب "فقه الحياة".

[1]نهج البلاغة، ج2، ص 13.

[2] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص 224.

[3]نهج البلاغة، ج2، ص 19.

[4] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج6، ص 166.

[5]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج46، ص 73.

[6]الكافي، الشّيخ الكليني، ج 2، ص 74.

[7]بحار الأنوار، ج44، ص367.

[8]الكافي، ج8، ص 351.

إنّ دور أهل البيت (ع) هو تأصيل القواعد الإسلاميّة، وحراسة المفاهيم الإسلاميّة من الانحراف، وقيادة الواقع الإسلاميّ لتحقيق الأهداف الكبرى. وهذا ما عبَّر عنه أمير المؤمنين عليّ (ع): "اللّهمَّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منَّا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من فضول الحطام، ولكنْ لِنَرِدَ المعالِم من دينك، ونُظهِرَ الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادِك، وتُقام المُعَطَّلَة من حدودك"1.

ويقول إمام الحقّ والهدى أيضاً: "أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود النّاصر، وما أخذ الله على العلماء ألَّا يقارّوا على كظّة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيتُ حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"2.

وقال (ع) في كلمةٍ أخرى: "ليس أمري وأمركم واحداً، إنّي أُريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم"3، وقال أيضاً: "والله لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جورٌ إلّا عليَّ خاصّة"4.

إنّهم أئمّة الإسلام وقادته، ولذلك، لا يريدون للنّاس أن يتشيَّعوا لهم من خلال الحبّ الذاتيّ، فقد قال الإمام زين العابدين (ع): "أحبُّونا حبَّ الإسلام"5، وقال أبو جعفر (ع) وهو يخاطب جابر: "يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيّع أن يقول بحبِّنا أهل البيت؟ فوالله ما شيعتنا إلَّا مَنِ اتَّقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلَّا بالتّواضع، والتّخشّع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصّوم، والصّلاة، والبرّ بالوالدين، والتعهُّد للجيران من الفقراء وأهل المَسْكَنَة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن النّاس إلَّا من خير، وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء"6.

هذا هو خطُّ أهل البيت (ع): "رضى الله رضانا أهل البيت"7، فهم (ع) يرضون بما يُرضي الله، ويغضبون لِما يغضب الله. فليس التشيُّع خطّاً مزيداً في الإسلام، بل هو في طول خطَّ الإسلام، يتحرَّك الأئمَّة (ع) فيه من خلال رسول الله (ص) في أقوالهم وأفعالهم ومواقفهم، وينطلقون على أساس الإسلام كلّه، لا يزيدون فيه حرفاً ولا يُنقضون منه حرفاً، لأنّهم مؤتمنون عليه في كلِّ مجالاته العامَّة والخاصَّة، وهم حججُ الله على عباده ـــ بعد رسول الله ـــ وخلفاؤه في أُمّته، وأُمناء الله في أرضه، وذلك لما يملكون من المعرفة والانفتاح على الله ورسوله، كما عبَّر عن ذلك رسول الله (ص)، عندما قال في واقعة خيبر: "لأعطيَنَّ الرّاية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله"8، وهي صفة كلّ إمام من أئمّة أهل البيت (ع).

* من كتاب "فقه الحياة".

[1]نهج البلاغة، ج2، ص 13.

[2] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص 224.

[3]نهج البلاغة، ج2، ص 19.

[4] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج6، ص 166.

[5]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج46، ص 73.

[6]الكافي، الشّيخ الكليني، ج 2، ص 74.

[7]بحار الأنوار، ج44، ص367.

[8]الكافي، ج8، ص 351.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية