قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
المراد بالرّجس هنا الذّنوب. وقد استدلّ الشيعة بهذه الآية على عصمة أهل البيت،
وقالوا: "إنما" أداة حصر تدلّ على ثبوت الطهارة من الذّنوب لأهل البيت دون غيرهم،
ولا معنى للعصمة إلا الطّهارة من الذنوب .
وفي "صحيح مسلم" القسم الثاني من الجزء الثاني، ص 116 طبعة 1348 هـ، ما نصه بالحرف:
«قالت عائشة: خرج النبيّ (ص) غداة وعليه مرط مرحل - برد من برود اليمن - من شعر
أسود، فجاء الحسن بن عليّ، فأدخله، ثم جاء الحسين، فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها،
ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}». ومثله سنداً ودلالةً ما رواه
الترمذي في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمّة الحديث من أهل السنَّة
.
وفي تفسير الطبري عن أبي سعيد الخدري الصحابي الجليل، وأمّ سلمة زوجة الرّسول (ص):
«قالت: لما نزلت آية {إنما يريد الله ليذهبَ عنكم الرِّجس أهل البيت...}، دعا رسول
الله (ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، ووضع عليهم كساءً وقال: اللّهمّ هؤلاء أهل
بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أمّ سلمة: ألست منهم؟ قال:
أنت إلى خير». ومثله في تفسير "البحر المحيط" للأندلسي، والتسهيل للحافظ، والدرّ
المنثور للسيوطي، وغيرها من التّفاسير .
وفي ج 1، ص 88، نقلنا ما قاله محيي الدين بن عربي حول هذه الآية في الجزء الأوّل
والثاني من الفتوحات المكية، وننقل الآن ما قاله عن أهل البيت في الجزء الرابع ص
139 طبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر، قال: «إنّ النبي (ص) وأهل بيته على السواء
في مودّتنا فيهم، فمن كره أهل بيته، فقد كره النبيّ (ص)، فإنّه واحد من أهل بيته،
فمن خانهم، فقد خان رسول الله (ص)».
{واذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ والْحِكْمَةِ إِنَّ الله
كانَ لَطِيفاً خَبِيراً}[الأحزاب: 34].
المراد بالحكمة هنا السنَّة النبويَّة، لاقترانها بكتاب الله وآياته، والمعنى:
اُشكرن يا نساء النبيّ إنعام الله عليكنّ، حيث جعلكن في بيوت تسمعن فيها تلاوة كتاب
الله وسنّة نبيّه، وهي نور للعقول، وربيع للقلوب .
وتسأل: إنّ سياق الآيات يدلّ على أنّ المراد بآية التطهير نساء النبيّ (ص)، فكيف
أخرجهنّ عنها من نقلت عنهم من المفسّرين والمحدّثين؟
الجواب أوّلاً: إنَّ صاحب تفسير المنار، نقل عن أستاذه الشيخ محمد عبده في ج 2 ص
451 طبعة ثانية: «إنَّ من عادة القرآن أن ينتقل بالإنسان من شأنٍ إلى شأنٍ آخر، ثم
يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرَّة بعد المرَّة». وقال الإمام جعفر الصَّادق
(ع): "إنَّ الآية من القرآن يكون أوَّلها في شيء، وآخرها في شيء آخر". وعلى هذا،
فلا يصحّ الاعتماد على دلالة السّياق لآي الذّكر الحكيم كقاعدة كليّة .
ثانياً: لو سلَّمنا - جدلاً - بصحّة الاعتماد على دلالة السّياق للآيات، فإنَّ قوله
تعالى: «ليذهب عنكم.. ويطهّركم» بضمير المذكّر دون ضمير المؤنّث، هو نصّ صريح على
إخراجهنّ من الآية . وليس من شكّ أنّ دلالة النّصّ مقدّمة على دلالة السّياق، لأنها
أقوى وأظهر .
ثالثاً: إنّ المفسّرين والمحدّثين الذين ذكرناهم، قد اعتمدوا في إخراجهنّ على
الحديث الصّحيح عن الرّسول الأعظم (ص)، وقد اتّفقت كلمة المسلمين على أنّ السنّة
النبويّة تفسير وبيان لكتاب الله.
قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
المراد بالرّجس هنا الذّنوب. وقد استدلّ الشيعة بهذه الآية على عصمة أهل البيت،
وقالوا: "إنما" أداة حصر تدلّ على ثبوت الطهارة من الذّنوب لأهل البيت دون غيرهم،
ولا معنى للعصمة إلا الطّهارة من الذنوب .
وفي "صحيح مسلم" القسم الثاني من الجزء الثاني، ص 116 طبعة 1348 هـ، ما نصه بالحرف:
«قالت عائشة: خرج النبيّ (ص) غداة وعليه مرط مرحل - برد من برود اليمن - من شعر
أسود، فجاء الحسن بن عليّ، فأدخله، ثم جاء الحسين، فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها،
ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}». ومثله سنداً ودلالةً ما رواه
الترمذي في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمّة الحديث من أهل السنَّة
.
وفي تفسير الطبري عن أبي سعيد الخدري الصحابي الجليل، وأمّ سلمة زوجة الرّسول (ص):
«قالت: لما نزلت آية {إنما يريد الله ليذهبَ عنكم الرِّجس أهل البيت...}، دعا رسول
الله (ص) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، ووضع عليهم كساءً وقال: اللّهمّ هؤلاء أهل
بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً. قالت أمّ سلمة: ألست منهم؟ قال:
أنت إلى خير». ومثله في تفسير "البحر المحيط" للأندلسي، والتسهيل للحافظ، والدرّ
المنثور للسيوطي، وغيرها من التّفاسير .
وفي ج 1، ص 88، نقلنا ما قاله محيي الدين بن عربي حول هذه الآية في الجزء الأوّل
والثاني من الفتوحات المكية، وننقل الآن ما قاله عن أهل البيت في الجزء الرابع ص
139 طبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر، قال: «إنّ النبي (ص) وأهل بيته على السواء
في مودّتنا فيهم، فمن كره أهل بيته، فقد كره النبيّ (ص)، فإنّه واحد من أهل بيته،
فمن خانهم، فقد خان رسول الله (ص)».
{واذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ والْحِكْمَةِ إِنَّ الله
كانَ لَطِيفاً خَبِيراً}[الأحزاب: 34].
المراد بالحكمة هنا السنَّة النبويَّة، لاقترانها بكتاب الله وآياته، والمعنى:
اُشكرن يا نساء النبيّ إنعام الله عليكنّ، حيث جعلكن في بيوت تسمعن فيها تلاوة كتاب
الله وسنّة نبيّه، وهي نور للعقول، وربيع للقلوب .
وتسأل: إنّ سياق الآيات يدلّ على أنّ المراد بآية التطهير نساء النبيّ (ص)، فكيف
أخرجهنّ عنها من نقلت عنهم من المفسّرين والمحدّثين؟
الجواب أوّلاً: إنَّ صاحب تفسير المنار، نقل عن أستاذه الشيخ محمد عبده في ج 2 ص
451 طبعة ثانية: «إنَّ من عادة القرآن أن ينتقل بالإنسان من شأنٍ إلى شأنٍ آخر، ثم
يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرَّة بعد المرَّة». وقال الإمام جعفر الصَّادق
(ع): "إنَّ الآية من القرآن يكون أوَّلها في شيء، وآخرها في شيء آخر". وعلى هذا،
فلا يصحّ الاعتماد على دلالة السّياق لآي الذّكر الحكيم كقاعدة كليّة .
ثانياً: لو سلَّمنا - جدلاً - بصحّة الاعتماد على دلالة السّياق للآيات، فإنَّ قوله
تعالى: «ليذهب عنكم.. ويطهّركم» بضمير المذكّر دون ضمير المؤنّث، هو نصّ صريح على
إخراجهنّ من الآية . وليس من شكّ أنّ دلالة النّصّ مقدّمة على دلالة السّياق، لأنها
أقوى وأظهر .
ثالثاً: إنّ المفسّرين والمحدّثين الذين ذكرناهم، قد اعتمدوا في إخراجهنّ على
الحديث الصّحيح عن الرّسول الأعظم (ص)، وقد اتّفقت كلمة المسلمين على أنّ السنّة
النبويّة تفسير وبيان لكتاب الله.