متفرقات
19/04/2018

أبو الفضل العبَّاس(ع) ناصر الرِّسالة

أبو الفضل العبَّاس(ع) ناصر الرِّسالة

يقول تعالى في كتابه العزيز: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: 23].

من مصاديق هذه الآية المباركة، أبو الفضل العباس(ع)، وهو من هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لله، وضحوا بها في سبيل إعلاء كلمته ونصرة دينه، وعاهدوا الله على الوفاء له ولعباده الصّالحين، فقدموا أرواحهم فداءً للرسالة.

في ذكرى ولادته المباركة، نعيش في أجواء العزّة والكرامة والشّهامة التي رسمها العباس(ع) بدمائه الطاهرة، ونعيش الإباء ورفض الظّلم، والتعالي عن الصّغائر، والتضحية في سبيل الهدف الأسمى، وهو رضا الله تعالى.

وفي أجواء ولادته وولادة أخيه الحسين(ع)، نستحضر ما قاله سماحة العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في هاتين المناسبتين:

"في أجواء الإمام الحسين(ع)، نلتقي بالرّجل الكبير أبي الفضل العبّاس(ع)، هذا الإنسان الذي يقول عنه الإمام الصّادق(ع) في كلمات مختصرة، ولكنّها تعطي عناصر الشخصيّة الّتي تفسّر كلّ ما قام به العباس(ع)، مع أنَّ التاريخ لم يحدّثنا عن الكثير من تفاصيل حياته: "كان عمّنا العباس نافذ البصيرة"، فلقد كان يتمتع ببصيرة في عقله يبصر بها الحقّ، وبصيرة في قلبه يبصر بها مواطن الإحساس والشّعور والعاطفة، فيما يحبّه الله ويرضاه من الجانب العاطفي للإنسان، وكان يملك البصيرة في حركته في الحياة، عندما يواجه الخطّ المستقيم والخطّ المنحرف.

وكان "نافذ البصيرة، صلب الإيمان"، فلم يكن إيمانه الإيمان الّذي يمكن أن يهتزّ أمام التحدّيات، سواء كانت تحدّيات الترغيب أو الترهيب، ولذلك عندما نادى (الشِّمر): أين بنو أختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟ لأنه كانت هناك خؤولة تربطه به، نرى أنّ العباس رفض أن يستجيب، ولكنّ الإمام الحسين(ع) قال لهم: استجيبوا له، فإنه بعض أخوالكم، وإن كان فاسقاً.. وعندما طرح عليه الشّمر الأمان، ردَّ عليه بكلامٍ قاسٍ، ليؤكِّد له أنّ القضيّة ليست قضيّة أمان وبحث عن الحياة الوادعة الرخيَّة، ولكنّها قضية رسالة نبحث عن حركتها في الواقع.

وجاهد مع أبي عبدالله الحسين(ع) وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً، ونحن نقرأ في الزيارة: "السّلام على العبد الصَّالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين، فنِعْمَ الأخ المواسي"، كما أنّنا نلتقي مع حركة (العباس) في قتاله في هذين البيتين اللّذين قد يكونان رجزاً له، وقد يكونان لسان حاله عندما قطعت يمينه:

والله إن قطعتُم يميني          إنّي أحامي أبداً عن ديني

فالإمام الحسين(ع) هناك يقول: "خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدّي"، في خطّ الدعوة. والعبّاس هنا يطلقها دفاعاً عن خطّ الدعوة أيضاً، فعندما وصلت الأمور حدّاً أنّ الدّين يواجه التحدّيات التي تريد إسقاطه، وقف العباس(ع) محامياً وذابّاً ومدافعاً: "إنّي أحامي أبداً عن ديني"، ليبيّن أنَّ هذه الحركة إنما كانت حركة إصلاح في أمَّة رسول الله(ص) وحمايةً للدّين، "وعن إمامٍ صادق اليقين"، ولم يقُل عن أخي، لأنّ القضية في وعي العباس وفي وجدانه، لم تكن قضيّة أخوّة يدافع عنها، ولكنّها كانت قضيّة قيادة يدافع عن حركتها وعن رسالتها في حركة التحدّيات التي واجهها.

وعن إمامٍ صادقِ اليقينِ        نجلِ النّبيِّ الطّاهرِ الأمينِ"

من محاضرة لسماحته، بتاريخ 28/11/1998.

فسلام عليه يوم ولادته المباركة، ويوم شهادته الخالدة، ويوم يبعث عند ربّ غفور كريم شكور.

يقول تعالى في كتابه العزيز: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب: 23].

من مصاديق هذه الآية المباركة، أبو الفضل العباس(ع)، وهو من هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لله، وضحوا بها في سبيل إعلاء كلمته ونصرة دينه، وعاهدوا الله على الوفاء له ولعباده الصّالحين، فقدموا أرواحهم فداءً للرسالة.

في ذكرى ولادته المباركة، نعيش في أجواء العزّة والكرامة والشّهامة التي رسمها العباس(ع) بدمائه الطاهرة، ونعيش الإباء ورفض الظّلم، والتعالي عن الصّغائر، والتضحية في سبيل الهدف الأسمى، وهو رضا الله تعالى.

وفي أجواء ولادته وولادة أخيه الحسين(ع)، نستحضر ما قاله سماحة العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في هاتين المناسبتين:

"في أجواء الإمام الحسين(ع)، نلتقي بالرّجل الكبير أبي الفضل العبّاس(ع)، هذا الإنسان الذي يقول عنه الإمام الصّادق(ع) في كلمات مختصرة، ولكنّها تعطي عناصر الشخصيّة الّتي تفسّر كلّ ما قام به العباس(ع)، مع أنَّ التاريخ لم يحدّثنا عن الكثير من تفاصيل حياته: "كان عمّنا العباس نافذ البصيرة"، فلقد كان يتمتع ببصيرة في عقله يبصر بها الحقّ، وبصيرة في قلبه يبصر بها مواطن الإحساس والشّعور والعاطفة، فيما يحبّه الله ويرضاه من الجانب العاطفي للإنسان، وكان يملك البصيرة في حركته في الحياة، عندما يواجه الخطّ المستقيم والخطّ المنحرف.

وكان "نافذ البصيرة، صلب الإيمان"، فلم يكن إيمانه الإيمان الّذي يمكن أن يهتزّ أمام التحدّيات، سواء كانت تحدّيات الترغيب أو الترهيب، ولذلك عندما نادى (الشِّمر): أين بنو أختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟ لأنه كانت هناك خؤولة تربطه به، نرى أنّ العباس رفض أن يستجيب، ولكنّ الإمام الحسين(ع) قال لهم: استجيبوا له، فإنه بعض أخوالكم، وإن كان فاسقاً.. وعندما طرح عليه الشّمر الأمان، ردَّ عليه بكلامٍ قاسٍ، ليؤكِّد له أنّ القضيّة ليست قضيّة أمان وبحث عن الحياة الوادعة الرخيَّة، ولكنّها قضية رسالة نبحث عن حركتها في الواقع.

وجاهد مع أبي عبدالله الحسين(ع) وأبلى بلاءً حسناً ومضى شهيداً، ونحن نقرأ في الزيارة: "السّلام على العبد الصَّالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين، فنِعْمَ الأخ المواسي"، كما أنّنا نلتقي مع حركة (العباس) في قتاله في هذين البيتين اللّذين قد يكونان رجزاً له، وقد يكونان لسان حاله عندما قطعت يمينه:

والله إن قطعتُم يميني          إنّي أحامي أبداً عن ديني

فالإمام الحسين(ع) هناك يقول: "خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدّي"، في خطّ الدعوة. والعبّاس هنا يطلقها دفاعاً عن خطّ الدعوة أيضاً، فعندما وصلت الأمور حدّاً أنّ الدّين يواجه التحدّيات التي تريد إسقاطه، وقف العباس(ع) محامياً وذابّاً ومدافعاً: "إنّي أحامي أبداً عن ديني"، ليبيّن أنَّ هذه الحركة إنما كانت حركة إصلاح في أمَّة رسول الله(ص) وحمايةً للدّين، "وعن إمامٍ صادق اليقين"، ولم يقُل عن أخي، لأنّ القضية في وعي العباس وفي وجدانه، لم تكن قضيّة أخوّة يدافع عنها، ولكنّها كانت قضيّة قيادة يدافع عن حركتها وعن رسالتها في حركة التحدّيات التي واجهها.

وعن إمامٍ صادقِ اليقينِ        نجلِ النّبيِّ الطّاهرِ الأمينِ"

من محاضرة لسماحته، بتاريخ 28/11/1998.

فسلام عليه يوم ولادته المباركة، ويوم شهادته الخالدة، ويوم يبعث عند ربّ غفور كريم شكور.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية