إنَّ علينا أن نفكِّر في قضايانا على أساس الحجم الكبير الَّذي يتَّسع للأمَّة، ويتحرّك على أساسها. ولهذا كنَّا نقول: إنَّ قيمة المقاومة في الجنوب، ليس في أن تحرِّر الجنوب وحسب، بل أن تثوِّر العالم الإسلاميَّ، أن تخلق في هذا الجيل والأجيال المقبلة إحساساً بالثَّورة الحقيقيَّة التي لا يستهلكها حاكم، أو يحرّكها إنسان متعامل مع الاستعمار، إحساساً بالثَّورة الحقيقيَّة التي تنبع من واقع الشَّعب، على أساس ما يختزنه من حالة الذّلّ التي يريد حكَّامه أن يجعلوه يتحرَّك من خلالها، ومن حالة الخضوع التي يريدونه أن يعيش فيها أمام الاستعمار وعملائه...
نحن لن نستطيع أن نفهم قضيَّة وجود "إسرائيل" في المنطقة من خلال الدَّائرة الإقليميَّة الضيِّقة، علينا أن نفهمها من خلال الدائرة السياسيَّة الواسعة للعالـم...
ومن خلال تجربتنا في لبنان، نستطيع أن نقدِّم إلى الشّعوب في العالم هذا النَّموذج الَّذي يقول لهم: إنَّ باستطاعتكم إرباك الاستعمار العالمي في بعض معادلاته ومخطَّطاته، وبهذا تشعر الشّعوب بواقعيَّة الثَّورة على الاستعمار، لأنَّ كثيراً منها لا يعتقد أنَّ الثَّورة على الاستعمار تمثل حالةً واقعيَّةً في السياسة...
ونحن عندما نريد أن نتحرَّك ضدّ "إسرائيل"، نهدف إلى أن نقدِّم إلى شعوبنا النموذج الأمثل والحيّ والمتقدّم، النموذج الَّذي يقول إنَّنا يمكننا أن نربك "إسرائيل"، نهزمها، نخرِّب معادلاتها...
إنَّ الإنسان المسلم والمستضعف الَّذي يعمل للحريَّة، لا يعمل بحجم اللَّحظات الحاضرة التي يعيشها، بل يعمل على مستوى المستقبل؛ كلّ جيل يحضِّر للجيل الآخر ظروفاً جديدة وأرضاً جديدة، وكلّ جيل يقطع مسافةً يهيِّئ فيها الطريق الطويل للجيل القادم.
علينا أن نفكّر أنّنا مدعوّون من الله تعالى إلى حمل الأمانة؛ أمانة الإسلام والحريَّة والعدالة للإنسان كلِّه، وذلك من خلال جهدنا الَّذي يتحرّك في طريق الأجيال القادمة.
علينا أن نفكِّر أنَّنا إذا لـم نحقِّق أهدافنا في مرحلتنا الحاضرة، فلا بُدَّ أن نحقِّقها في المستقبل. إنَّ مثل هذا الأفق الواسع قد تتصوَّرونه خيالياً، ولكنَّه أفق واقعيّ، لأنَّ كلَّ الأنبياء فكِّروا فيه، كلّ نبيٍّ كان يفكِّر في حجم العالـم، ثـم يبدأ بدعوة الواحد والاثنين والثَّلاثة وعينه على العالـم، وهكذا تندفع خطواته حسب سعة آفاقه. كلّ نبيٍّ كان يفكِّر بهذه الطريقة، وكلّ جيل يريد أن يحمل رسالة عليه أن يفكر بهذه الطّريقة. وليس معنى أن تفكِّر في حجم العالم أن تنشغل عن أرضك وساحتك، بل أن تحاول تحريك ساحتك من خلال المواقع التي تأتي منها المشاكل لساحتك، وبذلك تجعل من نفسك مشكلةً للاستعمار وللاستكبار والطغيان، تجعل من نفسك مشكلة هنا وهناك...
* من كتاب "إرادة القوَّة".
إنَّ علينا أن نفكِّر في قضايانا على أساس الحجم الكبير الَّذي يتَّسع للأمَّة، ويتحرّك على أساسها. ولهذا كنَّا نقول: إنَّ قيمة المقاومة في الجنوب، ليس في أن تحرِّر الجنوب وحسب، بل أن تثوِّر العالم الإسلاميَّ، أن تخلق في هذا الجيل والأجيال المقبلة إحساساً بالثَّورة الحقيقيَّة التي لا يستهلكها حاكم، أو يحرّكها إنسان متعامل مع الاستعمار، إحساساً بالثَّورة الحقيقيَّة التي تنبع من واقع الشَّعب، على أساس ما يختزنه من حالة الذّلّ التي يريد حكَّامه أن يجعلوه يتحرَّك من خلالها، ومن حالة الخضوع التي يريدونه أن يعيش فيها أمام الاستعمار وعملائه...
نحن لن نستطيع أن نفهم قضيَّة وجود "إسرائيل" في المنطقة من خلال الدَّائرة الإقليميَّة الضيِّقة، علينا أن نفهمها من خلال الدائرة السياسيَّة الواسعة للعالـم...
ومن خلال تجربتنا في لبنان، نستطيع أن نقدِّم إلى الشّعوب في العالم هذا النَّموذج الَّذي يقول لهم: إنَّ باستطاعتكم إرباك الاستعمار العالمي في بعض معادلاته ومخطَّطاته، وبهذا تشعر الشّعوب بواقعيَّة الثَّورة على الاستعمار، لأنَّ كثيراً منها لا يعتقد أنَّ الثَّورة على الاستعمار تمثل حالةً واقعيَّةً في السياسة...
ونحن عندما نريد أن نتحرَّك ضدّ "إسرائيل"، نهدف إلى أن نقدِّم إلى شعوبنا النموذج الأمثل والحيّ والمتقدّم، النموذج الَّذي يقول إنَّنا يمكننا أن نربك "إسرائيل"، نهزمها، نخرِّب معادلاتها...
إنَّ الإنسان المسلم والمستضعف الَّذي يعمل للحريَّة، لا يعمل بحجم اللَّحظات الحاضرة التي يعيشها، بل يعمل على مستوى المستقبل؛ كلّ جيل يحضِّر للجيل الآخر ظروفاً جديدة وأرضاً جديدة، وكلّ جيل يقطع مسافةً يهيِّئ فيها الطريق الطويل للجيل القادم.
علينا أن نفكّر أنّنا مدعوّون من الله تعالى إلى حمل الأمانة؛ أمانة الإسلام والحريَّة والعدالة للإنسان كلِّه، وذلك من خلال جهدنا الَّذي يتحرّك في طريق الأجيال القادمة.
علينا أن نفكِّر أنَّنا إذا لـم نحقِّق أهدافنا في مرحلتنا الحاضرة، فلا بُدَّ أن نحقِّقها في المستقبل. إنَّ مثل هذا الأفق الواسع قد تتصوَّرونه خيالياً، ولكنَّه أفق واقعيّ، لأنَّ كلَّ الأنبياء فكِّروا فيه، كلّ نبيٍّ كان يفكِّر في حجم العالـم، ثـم يبدأ بدعوة الواحد والاثنين والثَّلاثة وعينه على العالـم، وهكذا تندفع خطواته حسب سعة آفاقه. كلّ نبيٍّ كان يفكِّر بهذه الطريقة، وكلّ جيل يريد أن يحمل رسالة عليه أن يفكر بهذه الطّريقة. وليس معنى أن تفكِّر في حجم العالم أن تنشغل عن أرضك وساحتك، بل أن تحاول تحريك ساحتك من خلال المواقع التي تأتي منها المشاكل لساحتك، وبذلك تجعل من نفسك مشكلةً للاستعمار وللاستكبار والطغيان، تجعل من نفسك مشكلة هنا وهناك...
* من كتاب "إرادة القوَّة".