كتابات
15/08/2023

المراهقةُ مرحلةُ تحوّلٍ مهمٍّ

المراهقةُ مرحلةُ تحوّلٍ مهمٍّ

إنَّ مصطلح "المراهقة" هو مصطلح حديث جاءت به الثقافة الغربيَّة، وهو يعني مرحلة عمريَّة قد تمتدّ من البلوغ وحتّى الثَّامنة عشرة أو أكثر، وقد تختلف فترتها بين شخصٍ وآخر، بحسب المؤثّرات الوراثيّة والبيئيّة.
والمراهقة ـــ من خلال هذا المفهوم ـــ تعني مجمل التغيّرات الجسديَّة والانفعاليَّة والعقليَّة والروحيَّة والاجتماعيَّة التي تطرأ على الشخصيَّة الإنسانيَّة.
وعلى هذا الأساس، تعتبر المراهقة حالة تحوّل مهمّ في شخصيَّة الطفل، بحيث تفرض تعاملاً خاصّاً يختلف في بعض مفرداته عمّا كنّا نعامله سابقاً. والإسلام في طبيعة تعامله مع المراهق، يأخذ في حساباته كلّ الظروف الموضوعيَّة المحيطة، ليقدّم إليه من التعاليم التي تخفّف من أزماته، وتصوّب له مساره...
وإنّ المراهق بما يحصل له من تغيّرات جسديَّة مفاجئة، يتكوَّن لديه استعداد نفسي للقلق، بحيث يتحوَّل إلى مظاهر واقعيَّة إذا أهمل المربُّون أمر تربيته ورعايته وتحضيره المتوازن لهذه المرحلة. لذا، فنحن نعتقد أنَّ المراهقة حالة طبيعيَّة في حياة الولد، تتّصل قبل أيِّ شيء بالجانب الجنسي الَّذي يفرض نفسه على الجسد بقوَّة، وهو أمر يصبح صعباً في ظلِّ غياب وسائل التَّنفيس عن الاحتقان الذي تفرزه، ما يؤدّي إلى حالة توتّر قد يعبّر المراهق عنها بطريقة عدوانيَّة نحو نفسه أو نحو مَنْ حوله.
لذلك، لا بدّ أنْ نتعامل مع المراهق بطريقة خاصَّة تراعي حالته الخاصَّة، فحالات الجنون لا تقتصر على جنون العقل بالمعنى المرضي، فهناك أيضاً جنون الغريزة والانفعالات الَّذي قد يخضع له الإنسان دون أنْ يكون مجنوناً. إنَّ جنون الغريزة تماماً كجنون الطبيعة الَّتي تصبح في حالة هياج عند حدوث الفيضانات والزلازل والبراكين، دون أن يكون ذلك أمراً غير طبيعي. إنَّ مرحلة المراهقة تمثّل مرحلة جنون الغريزة الَّتي كانت هامدة قبل فترة وجيزة، كان الإنسان فيها يمارس حياته بشكلٍ طبيعيّ، ولا شكّ أنّ جنون الغريزة يمثّل مشكلة لصاحبها في مجتمعٍ تنتشر فيه القيود التي تعيق إشباعها. من هنا، جاء اعتراف الإسلام بالجانب الجنسي في حياة النَّاس، واعتباره أمراً عاديّاً لا يحمل التهاويل المحيطة به، لقد اعتبر الإسلام الجنس حاجة طبيعيّة، ورأى في تعبير الذكر للأنثى أو الأنثى للذكر عن الحاجة الجنسيَّة ضمن الحدود الشرعيَّة، أمراً عادياً جداً. المشكلة أنَّ المجتمع أرهق العلاقات الزوجيَّة، وأحاطها بكثيرٍ من التقاليد والعادات الَّتي عقَّدت إنشاءها. لقد أراد الإسلام تسهيل الزواج، فمن الممكن لطالِبَيْن على مقاعد الدّراسة أن يتزوّجا، وكلّ منهما يعيش عند أهله، ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بالزواج المبكر.
المجتمع الذي لا يريد الهروب من المشكلة، عليه أن يغيِّر قوانينه ويغيِّر نظرته إلى الجنس في حياة الإنسان، ولن تكون لدى المراهق مشاكل صعبة عندما نسهِّل أمر زواجه، بحيث نزوّج الفتاة والشابّ بمجرّد بلوغهما، ونطوِّق المشاكل التي يمكن أن تنشأ عن الزّواج نفسه، وعن إنجاب الأطفال بوسائل شرعيَّة لتنظيم النسل وما إلى ذلك.
إنَّ مجتمعنا، في رأيي، يهرب من المشكلة الجنسيَّة هروباً، ويجبر الأولاد والبنات على الانحراف، وخصوصاً عندما يرميهم في وسط مفتوح ومختلط، حيث يوجد حالة تماس دائم بين الذكر والأنثى على مقاعد الدّراسة، وفي أجواء توحي بالإغراء.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
إنَّ مصطلح "المراهقة" هو مصطلح حديث جاءت به الثقافة الغربيَّة، وهو يعني مرحلة عمريَّة قد تمتدّ من البلوغ وحتّى الثَّامنة عشرة أو أكثر، وقد تختلف فترتها بين شخصٍ وآخر، بحسب المؤثّرات الوراثيّة والبيئيّة.
والمراهقة ـــ من خلال هذا المفهوم ـــ تعني مجمل التغيّرات الجسديَّة والانفعاليَّة والعقليَّة والروحيَّة والاجتماعيَّة التي تطرأ على الشخصيَّة الإنسانيَّة.
وعلى هذا الأساس، تعتبر المراهقة حالة تحوّل مهمّ في شخصيَّة الطفل، بحيث تفرض تعاملاً خاصّاً يختلف في بعض مفرداته عمّا كنّا نعامله سابقاً. والإسلام في طبيعة تعامله مع المراهق، يأخذ في حساباته كلّ الظروف الموضوعيَّة المحيطة، ليقدّم إليه من التعاليم التي تخفّف من أزماته، وتصوّب له مساره...
وإنّ المراهق بما يحصل له من تغيّرات جسديَّة مفاجئة، يتكوَّن لديه استعداد نفسي للقلق، بحيث يتحوَّل إلى مظاهر واقعيَّة إذا أهمل المربُّون أمر تربيته ورعايته وتحضيره المتوازن لهذه المرحلة. لذا، فنحن نعتقد أنَّ المراهقة حالة طبيعيَّة في حياة الولد، تتّصل قبل أيِّ شيء بالجانب الجنسي الَّذي يفرض نفسه على الجسد بقوَّة، وهو أمر يصبح صعباً في ظلِّ غياب وسائل التَّنفيس عن الاحتقان الذي تفرزه، ما يؤدّي إلى حالة توتّر قد يعبّر المراهق عنها بطريقة عدوانيَّة نحو نفسه أو نحو مَنْ حوله.
لذلك، لا بدّ أنْ نتعامل مع المراهق بطريقة خاصَّة تراعي حالته الخاصَّة، فحالات الجنون لا تقتصر على جنون العقل بالمعنى المرضي، فهناك أيضاً جنون الغريزة والانفعالات الَّذي قد يخضع له الإنسان دون أنْ يكون مجنوناً. إنَّ جنون الغريزة تماماً كجنون الطبيعة الَّتي تصبح في حالة هياج عند حدوث الفيضانات والزلازل والبراكين، دون أن يكون ذلك أمراً غير طبيعي. إنَّ مرحلة المراهقة تمثّل مرحلة جنون الغريزة الَّتي كانت هامدة قبل فترة وجيزة، كان الإنسان فيها يمارس حياته بشكلٍ طبيعيّ، ولا شكّ أنّ جنون الغريزة يمثّل مشكلة لصاحبها في مجتمعٍ تنتشر فيه القيود التي تعيق إشباعها. من هنا، جاء اعتراف الإسلام بالجانب الجنسي في حياة النَّاس، واعتباره أمراً عاديّاً لا يحمل التهاويل المحيطة به، لقد اعتبر الإسلام الجنس حاجة طبيعيّة، ورأى في تعبير الذكر للأنثى أو الأنثى للذكر عن الحاجة الجنسيَّة ضمن الحدود الشرعيَّة، أمراً عادياً جداً. المشكلة أنَّ المجتمع أرهق العلاقات الزوجيَّة، وأحاطها بكثيرٍ من التقاليد والعادات الَّتي عقَّدت إنشاءها. لقد أراد الإسلام تسهيل الزواج، فمن الممكن لطالِبَيْن على مقاعد الدّراسة أن يتزوّجا، وكلّ منهما يعيش عند أهله، ومن هنا جاء اهتمام الإسلام بالزواج المبكر.
المجتمع الذي لا يريد الهروب من المشكلة، عليه أن يغيِّر قوانينه ويغيِّر نظرته إلى الجنس في حياة الإنسان، ولن تكون لدى المراهق مشاكل صعبة عندما نسهِّل أمر زواجه، بحيث نزوّج الفتاة والشابّ بمجرّد بلوغهما، ونطوِّق المشاكل التي يمكن أن تنشأ عن الزّواج نفسه، وعن إنجاب الأطفال بوسائل شرعيَّة لتنظيم النسل وما إلى ذلك.
إنَّ مجتمعنا، في رأيي، يهرب من المشكلة الجنسيَّة هروباً، ويجبر الأولاد والبنات على الانحراف، وخصوصاً عندما يرميهم في وسط مفتوح ومختلط، حيث يوجد حالة تماس دائم بين الذكر والأنثى على مقاعد الدّراسة، وفي أجواء توحي بالإغراء.
* من كتاب "دنيا الطّفل".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية