كتابات
09/05/2022

مسؤوليّةُ الدُّعاءِ للمؤمنين

مسؤوليّةُ الدُّعاءِ للمؤمنين

إنَّ كلّ ما يدعو به الإنسان لربّه، سواء كان شيئاً يخصّه، أو شيئاً يشمل النّاس، هو مما لا بدَّ للإنسان أن يعيش همومه، وقد ورد عندنا في الدّعاء للإخوان بظهر الغيب: "أسرع الدّعاء نجاحاً للإجابة، دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، يبدأ بالدعاء لأخيه، فيقول له ملك موكل: آمين، ولك مثلاه"1.

إنَّ الأساس في ذلك - والله العالم - هو أنَّ الله يريدنا أن نربّي أنفسنا على أن نعيش هموم الآخرين في حياتنا، من دون أن يعرفوا، ومن دون أن يشعروا، إخلاصاً منّا للأخوَّة الإيمانيَّة، لنبسط همومهم بين يدي ربّنا كما لو كانت همومنا.

إنّه أسلوب تربويّ إسلاميّ يشدّك إلى الناس الآخرين، ويجعلك تفكّر فيهم تماماً كما تفكر في نفسك.

ويرتفع أهل البيت (ع) حتّى عن هذا المستوى، فهذه سيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء (ع)، تدعو في صلاة اللَّيل، وكانت بحاجة إلى أن تدعو لنفسها، إلَّا أنها كانت تدعو للنَّاس من حولها، ويسألها ولدها الإمام الحسن (ع) وهو في طفولته الأولى: "يا أمَّاه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ، الجار ثمّ الدَّار"2، فليست المسألة هي أن تساوي الآخرين بنفسك، بل المسألة عندهم أن تقدِّم الآخرين على نفسك {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر: 9].

لذلك، ففي هذا الجدب الروحيّ الذي نعيشه في هذه الصَّحراء القاحلة التي تعيش في داخل عقولنا وقلوبنا، هذه الصّحراء التي ليس فيها إلّا لفح السّموم، وليس فيها إلّا غبار التراب، قد نحتاج إلى هذا الخصب الرّوحيّ، وقد نحتاج إلى هذه الينابيع الروحيَّة، قد نحتاج إلى الإحساس بحضور الله في عقولنا، ليشرق الله في عقولنا بالحقّ الَّذي يشمل العقل كلَّه، وليشرق الله في قلوبنا بالمحبَّة الَّتي تنفتح على القلب كلّه، وليشرق الله في حياتنا بالصِّدق والاستقامة الَّتي تهدي حياتنا إلى الصّراط المستقيم.

* من كتاب "النّدوة"، ج 4.

[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج90، ص 388.

[1]بحار الأنوار، ج43، ص 82.

إنَّ كلّ ما يدعو به الإنسان لربّه، سواء كان شيئاً يخصّه، أو شيئاً يشمل النّاس، هو مما لا بدَّ للإنسان أن يعيش همومه، وقد ورد عندنا في الدّعاء للإخوان بظهر الغيب: "أسرع الدّعاء نجاحاً للإجابة، دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، يبدأ بالدعاء لأخيه، فيقول له ملك موكل: آمين، ولك مثلاه"1.

إنَّ الأساس في ذلك - والله العالم - هو أنَّ الله يريدنا أن نربّي أنفسنا على أن نعيش هموم الآخرين في حياتنا، من دون أن يعرفوا، ومن دون أن يشعروا، إخلاصاً منّا للأخوَّة الإيمانيَّة، لنبسط همومهم بين يدي ربّنا كما لو كانت همومنا.

إنّه أسلوب تربويّ إسلاميّ يشدّك إلى الناس الآخرين، ويجعلك تفكّر فيهم تماماً كما تفكر في نفسك.

ويرتفع أهل البيت (ع) حتّى عن هذا المستوى، فهذه سيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء (ع)، تدعو في صلاة اللَّيل، وكانت بحاجة إلى أن تدعو لنفسها، إلَّا أنها كانت تدعو للنَّاس من حولها، ويسألها ولدها الإمام الحسن (ع) وهو في طفولته الأولى: "يا أمَّاه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ، الجار ثمّ الدَّار"2، فليست المسألة هي أن تساوي الآخرين بنفسك، بل المسألة عندهم أن تقدِّم الآخرين على نفسك {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[الحشر: 9].

لذلك، ففي هذا الجدب الروحيّ الذي نعيشه في هذه الصَّحراء القاحلة التي تعيش في داخل عقولنا وقلوبنا، هذه الصّحراء التي ليس فيها إلّا لفح السّموم، وليس فيها إلّا غبار التراب، قد نحتاج إلى هذا الخصب الرّوحيّ، وقد نحتاج إلى هذه الينابيع الروحيَّة، قد نحتاج إلى الإحساس بحضور الله في عقولنا، ليشرق الله في عقولنا بالحقّ الَّذي يشمل العقل كلَّه، وليشرق الله في قلوبنا بالمحبَّة الَّتي تنفتح على القلب كلّه، وليشرق الله في حياتنا بالصِّدق والاستقامة الَّتي تهدي حياتنا إلى الصّراط المستقيم.

* من كتاب "النّدوة"، ج 4.

[1]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج90، ص 388.

[1]بحار الأنوار، ج43، ص 82.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية