قامت "إسرائيل" باجتياح العام 19821تحت عنوان "سلامة الجليل"، فاجتاحت الجنوب والبقاع، ودخلت إلى بيروت، لتكون بذلك أوَّل عاصمة عربيَّة تحتلُّها "إسرائيل"...
وقد أرادت "إسرائيل" أن تعاقب الشَّعب اللّبناني والشَّعب الفلسطيني كلَّه، على إثر تعرّض السَّفير الإسرائيليّ لمحاولة اغتيال في لندن، فكان اجتياح 82 اجتياحاً سياسياً وعسكرياً للذهنيّة العربيَّة والواقع العربيّ .2
وقد كان هذا الاجتياح بتخطيطٍ أميركيّ ـــ إسرائيليّ، انطلاقاً من استراتيجيَّة سياسيَّة تجمع بين "إسرائيل" وأميركا ...3
وانبرى شعبنا في جبل عامل والبقاع الغربي لمحاربة العدوّ، بأطفاله ونسائه اللَّاتي حاربن بالزَّيت المغليّ، وشبابه الَّذين تحوَّلوا إلى ما يشبه الأشباح المتحرّكة التي تحاصر الجندي الإسرائيلي، في النّور والظلام على حدّ سواء، فعاش شعبنا الحريَّة بوعيه، بعد أن عاش مرحلة الغيبوبة في بدايات الاجتياح الإسرائيلي: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف: 201]...
وطوَّر المجاهدون أساليب مواجهاتهم مع العدوّ، وانطلقت العمليّات الاستشهاديّة الّتي أربكت العدوّ وجعلته يعيش مشكلة سياسيّة وأمنيّة ونفسيّة يصعب التعامل معها، وقد عبّر عن هذه الأزمة أحد قادة العدوّ، بأنَّه درجنا على أن نخوِّف النّاس بالموت، ولكن لا ندري ماذا نفعل مع أناسٍ يتقدَّمون إلى الموت وهم مبتسمون، لأنَّ "إسرائيل" دأبت في كلّ تاريخها على سياسة تخويف النّاس من قوّاتها بالقتل، والقتل هو بالنّسبة إلى هؤلاء النّاس الذين تقاتلهم اليوم "إسرائيل" هدف نبيل وغاية سامية.
أصبحت سياسة التعب والخوف هي السياسة الَّتي تحكم الواقع العربي على كلّ المستويات، ولكنَّ المقاومة، ولا سيَّما المقاومة الإسلاميَّة، استطاعت بصمودها أن تخترق حاجز الخوف، وتبثّ في النَّاس روحيَّة جديدة، بإيمانها ومواقفها، وأعادت العنفوان إلى الأمَّة بعد أن كاد يسقط أمام قوَّة "إسرائيل".
إنَّ مستقبل الشّعوب لا يُختَزَل بالحسابات الماديَّة، مع عدم التَّقليل من أهميَّتها، لكن علينا أن نحترم أنفسنا وأولادنا ومستقبلنا، لأنَّنا إذا سقطنا تحت وطأة القوّة الإسرائيليّة، فسيُرمى أولادنا كحشرات تحت أقدام المحتلّ. لذلك، عندما نحرّك القوَّة، قد لا نحقّق نتائج كبيرة في المدى المنظور، ولكنَّنا بالتَّأكيد نرسم لحركتنا ملامح المستقبل ...4
[ويبقى أن نشير إلى] أنَّ أمريكا لا تزال تضغط على لبنان من أجل أن يعدَّ نفسه للاعتراف بـ "إسرائيل"، ولتقاسم المياه معها، حتى إنَّ البعض يقول إنَّ اجتياح "إسرائيل" للبنان في سنة 82 كان من أهدافه السَّيطرة على المياه اللّبنانيّة، حتى يمكن لـ "إسرائيل" أن تضغط من خلال هذا الاحتلال، للسَّيطرة على المياه .5
[1]يشار إلى أنّه كان هناك اجتياح إسرائيليّ للبنان في 14 آذار 1978م، في عمليَّة أطلق عليها الكيان اسم "عمليّة اللّيطاني"، وأسفر عن سقوط مئات الشّهداء والجرحى، ونزوح آلاف الجنوبيّين من قراهم، وكانت ذريعة العدوّ، حماية مناطقه الشّماليّة من هجمات المقاتلين الفلسطينيّين... وكان الاجتياح الثّاني في العام 1982م.
[2]من كتاب "إرادة القوّة".
[3]من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
[4]من كتاب "إرادة القوّة".
[5]من كتاب "إرادة القوّة".
قامت "إسرائيل" باجتياح العام 19821تحت عنوان "سلامة الجليل"، فاجتاحت الجنوب والبقاع، ودخلت إلى بيروت، لتكون بذلك أوَّل عاصمة عربيَّة تحتلُّها "إسرائيل"...
وقد أرادت "إسرائيل" أن تعاقب الشَّعب اللّبناني والشَّعب الفلسطيني كلَّه، على إثر تعرّض السَّفير الإسرائيليّ لمحاولة اغتيال في لندن، فكان اجتياح 82 اجتياحاً سياسياً وعسكرياً للذهنيّة العربيَّة والواقع العربيّ .2
وقد كان هذا الاجتياح بتخطيطٍ أميركيّ ـــ إسرائيليّ، انطلاقاً من استراتيجيَّة سياسيَّة تجمع بين "إسرائيل" وأميركا ...3
وانبرى شعبنا في جبل عامل والبقاع الغربي لمحاربة العدوّ، بأطفاله ونسائه اللَّاتي حاربن بالزَّيت المغليّ، وشبابه الَّذين تحوَّلوا إلى ما يشبه الأشباح المتحرّكة التي تحاصر الجندي الإسرائيلي، في النّور والظلام على حدّ سواء، فعاش شعبنا الحريَّة بوعيه، بعد أن عاش مرحلة الغيبوبة في بدايات الاجتياح الإسرائيلي: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف: 201]...
وطوَّر المجاهدون أساليب مواجهاتهم مع العدوّ، وانطلقت العمليّات الاستشهاديّة الّتي أربكت العدوّ وجعلته يعيش مشكلة سياسيّة وأمنيّة ونفسيّة يصعب التعامل معها، وقد عبّر عن هذه الأزمة أحد قادة العدوّ، بأنَّه درجنا على أن نخوِّف النّاس بالموت، ولكن لا ندري ماذا نفعل مع أناسٍ يتقدَّمون إلى الموت وهم مبتسمون، لأنَّ "إسرائيل" دأبت في كلّ تاريخها على سياسة تخويف النّاس من قوّاتها بالقتل، والقتل هو بالنّسبة إلى هؤلاء النّاس الذين تقاتلهم اليوم "إسرائيل" هدف نبيل وغاية سامية.
أصبحت سياسة التعب والخوف هي السياسة الَّتي تحكم الواقع العربي على كلّ المستويات، ولكنَّ المقاومة، ولا سيَّما المقاومة الإسلاميَّة، استطاعت بصمودها أن تخترق حاجز الخوف، وتبثّ في النَّاس روحيَّة جديدة، بإيمانها ومواقفها، وأعادت العنفوان إلى الأمَّة بعد أن كاد يسقط أمام قوَّة "إسرائيل".
إنَّ مستقبل الشّعوب لا يُختَزَل بالحسابات الماديَّة، مع عدم التَّقليل من أهميَّتها، لكن علينا أن نحترم أنفسنا وأولادنا ومستقبلنا، لأنَّنا إذا سقطنا تحت وطأة القوّة الإسرائيليّة، فسيُرمى أولادنا كحشرات تحت أقدام المحتلّ. لذلك، عندما نحرّك القوَّة، قد لا نحقّق نتائج كبيرة في المدى المنظور، ولكنَّنا بالتَّأكيد نرسم لحركتنا ملامح المستقبل ...4
[ويبقى أن نشير إلى] أنَّ أمريكا لا تزال تضغط على لبنان من أجل أن يعدَّ نفسه للاعتراف بـ "إسرائيل"، ولتقاسم المياه معها، حتى إنَّ البعض يقول إنَّ اجتياح "إسرائيل" للبنان في سنة 82 كان من أهدافه السَّيطرة على المياه اللّبنانيّة، حتى يمكن لـ "إسرائيل" أن تضغط من خلال هذا الاحتلال، للسَّيطرة على المياه .5
[1]يشار إلى أنّه كان هناك اجتياح إسرائيليّ للبنان في 14 آذار 1978م، في عمليَّة أطلق عليها الكيان اسم "عمليّة اللّيطاني"، وأسفر عن سقوط مئات الشّهداء والجرحى، ونزوح آلاف الجنوبيّين من قراهم، وكانت ذريعة العدوّ، حماية مناطقه الشّماليّة من هجمات المقاتلين الفلسطينيّين... وكان الاجتياح الثّاني في العام 1982م.
[2]من كتاب "إرادة القوّة".
[3]من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
[4]من كتاب "إرادة القوّة".
[5]من كتاب "إرادة القوّة".