كتابات
14/12/2021

الخطابُ الإسلاميُّ ومواكبةُ ذهنيّةِ العصرِ

الخطابُ الإسلاميُّ ومواكبةُ ذهنيّةِ العصرِ
 

عندما نريد أن نربط حركة الخطاب الإسلاميّ بالهدف، فلا بدَّ لنا أن ندرس حاجات الهدف لمفردات هذا الخطاب ولمنهجيّته وأساليبه. فالهدف الإسلاميّ الكبير للحركة الإسلاميّة، هو أن يتحوَّل الإسلام إلى واقع متجذّر في كلّ مفاصل الحياة وفي كلّ مواقع الإنسان، وهذا يفرض أن تكون المفردات الإسلاميّة في الخطاب الإسلاميّ منفتحةً على الجانب الفكريّ للعقيدة الإسلاميّة، لإعطاء الصورة الثقافية المرتكزة على أساس العقل المنفتح على حقائق الأشياء، بالمستوى الَّذي لا يشعر فيه الإنسان الواعي المعاصر بأيّ لونٍ من ألوان الخرافة أو التفاهة في تفاصيل العقيدة الإسلاميّة، ليحترمها كوسيلةٍ من وسائل الالتزام بها، واعتبارها عنواناً في حياته الفكرية.

أنا لا أقصد أن نُخضِع منهجيّة الخطوط العقيديّة الإسلاميّة للمعطيات الحضاريّة الغربيّة، بالابتعاد عن جانب الغيب في الإيمان، أو بالتنكّر لبعض الأفكار المتصلة بمسألة الشفاعة أو المعجزة أو ما إلى ذلك من أمور، ولكنّني أقول: إنَّ علينا أن نعمل على تطوير الوسائل الفكرية في مقام الاستدلال على هذه المفردات الفكرية، بحيث يمكننا أن نقدِّم الغيب إلى الإنسان المعاصر الغارق في الحسّ، باعتبار أنّه يرتكز على قاعدة من الحسّ في المنطلق الفكري، كما أنّه لا يبتعد عن تطلّعات الإنسان خارج نطاق حسّه، فيما يتجاوز الواقع الكوني.

وهكذا عندما ندرس المعجزة، فقد نلاحظ أنَّ بعض المفكِّرين المسلمين عندما يتحدَّثون عن المعجزة كظاهرة خارقة للعادة، فإنّهم لا يبعدونها عن قانون السببيّة، بل يربطوها بسببيّة خفيّة، على أساس أنّ قانون السببيّة في داخل النطاق الكوني، بحسب حكمة الله، هو القانون الَّذي يحكم الكون كلّه، على أساس {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3].

ومع أنّني لا أريد أن أخوض في تفاصيل المنهج البرهاني العصري الذي نريد أن نترسَّمه أو نتمثَّله في تقدير الجانب العقيديّ للإنسان المعاصر، لكنّني أريد أن أقول إنَّ لكلّ عصر مناهجه في الاستدلال، من خلال المفردات الفكرية التي يمكن أن تعطينا إمكانات كبيرة في الوصول إلى النتائج الفكرية بما لا يتنافى مع التصوّر الإسلامي.

لذلك، نحن نتصوَّر أنّ من الضروري جداً للمثقَّفين المسلمين، والإسلاميّين بالذات، أن يطوّروا علم الكلام الإسلاميّ، وأن لا يتجمَّدوا عند التجارب البرهانية التي اتبعها الأقدمون بالبرهنة على وجود الله، أو على توحيد الله، أو على رسالة الرّسول، أو تفسير الوحي أو المعجزة وما إلى ذلك من أمور، إذ لا بدَّ لهم من أن يواكبوا ذهنيَّة العصر في أجواء الفكر، حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى فكر الإنسان المعاصر، وتكوين قناعاته لمصلحة الإسلام.

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

 

عندما نريد أن نربط حركة الخطاب الإسلاميّ بالهدف، فلا بدَّ لنا أن ندرس حاجات الهدف لمفردات هذا الخطاب ولمنهجيّته وأساليبه. فالهدف الإسلاميّ الكبير للحركة الإسلاميّة، هو أن يتحوَّل الإسلام إلى واقع متجذّر في كلّ مفاصل الحياة وفي كلّ مواقع الإنسان، وهذا يفرض أن تكون المفردات الإسلاميّة في الخطاب الإسلاميّ منفتحةً على الجانب الفكريّ للعقيدة الإسلاميّة، لإعطاء الصورة الثقافية المرتكزة على أساس العقل المنفتح على حقائق الأشياء، بالمستوى الَّذي لا يشعر فيه الإنسان الواعي المعاصر بأيّ لونٍ من ألوان الخرافة أو التفاهة في تفاصيل العقيدة الإسلاميّة، ليحترمها كوسيلةٍ من وسائل الالتزام بها، واعتبارها عنواناً في حياته الفكرية.

أنا لا أقصد أن نُخضِع منهجيّة الخطوط العقيديّة الإسلاميّة للمعطيات الحضاريّة الغربيّة، بالابتعاد عن جانب الغيب في الإيمان، أو بالتنكّر لبعض الأفكار المتصلة بمسألة الشفاعة أو المعجزة أو ما إلى ذلك من أمور، ولكنّني أقول: إنَّ علينا أن نعمل على تطوير الوسائل الفكرية في مقام الاستدلال على هذه المفردات الفكرية، بحيث يمكننا أن نقدِّم الغيب إلى الإنسان المعاصر الغارق في الحسّ، باعتبار أنّه يرتكز على قاعدة من الحسّ في المنطلق الفكري، كما أنّه لا يبتعد عن تطلّعات الإنسان خارج نطاق حسّه، فيما يتجاوز الواقع الكوني.

وهكذا عندما ندرس المعجزة، فقد نلاحظ أنَّ بعض المفكِّرين المسلمين عندما يتحدَّثون عن المعجزة كظاهرة خارقة للعادة، فإنّهم لا يبعدونها عن قانون السببيّة، بل يربطوها بسببيّة خفيّة، على أساس أنّ قانون السببيّة في داخل النطاق الكوني، بحسب حكمة الله، هو القانون الَّذي يحكم الكون كلّه، على أساس {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3].

ومع أنّني لا أريد أن أخوض في تفاصيل المنهج البرهاني العصري الذي نريد أن نترسَّمه أو نتمثَّله في تقدير الجانب العقيديّ للإنسان المعاصر، لكنّني أريد أن أقول إنَّ لكلّ عصر مناهجه في الاستدلال، من خلال المفردات الفكرية التي يمكن أن تعطينا إمكانات كبيرة في الوصول إلى النتائج الفكرية بما لا يتنافى مع التصوّر الإسلامي.

لذلك، نحن نتصوَّر أنّ من الضروري جداً للمثقَّفين المسلمين، والإسلاميّين بالذات، أن يطوّروا علم الكلام الإسلاميّ، وأن لا يتجمَّدوا عند التجارب البرهانية التي اتبعها الأقدمون بالبرهنة على وجود الله، أو على توحيد الله، أو على رسالة الرّسول، أو تفسير الوحي أو المعجزة وما إلى ذلك من أمور، إذ لا بدَّ لهم من أن يواكبوا ذهنيَّة العصر في أجواء الفكر، حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى فكر الإنسان المعاصر، وتكوين قناعاته لمصلحة الإسلام.

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية