كتابات
24/11/2021

لماذا تأخَّرتِ الأمَّةُ وتقدَّمَ الآخرون؟!

لماذا تأخَّرتِ الأمَّةُ وتقدَّمَ الآخرون؟!

[إنَّ من أسباب تقدّم الغرب، وتأخّر الشّرق]، أنّ الغربيّين أخذوا بأسباب العلم فصاروا أقوياء، ونحن لم نأخذ بأسباب العلم والتقدّم لذلك تأخّرنا..

يُقال: إنَّ عالِماً وصل إلى مستوى المرجعيّة، التقى بعالِمٍ آخر كان زميلاً له، ولكنّه بقيَ في المواقع الخلفيّة.. التفت إليه هذا الزميل الّذي لا يزال في المواقع الخلفية، وقال له: شيخنا، أَلَمْ نكن زملاء معاً، فكيف تقدّمتَ وبقيتُ أنا في مكاني؟ قال له: "مشينا ووقفتم".. المهمّ أنَّ الآخرين مشوا، ونحن وقفنا.

ولذلك، فإنَّ الكثير من علماء النفس يقولون: إنَّ مشكلة الشّرق والعالَم العربيّ هي مشكلة المغنّية أو المطربة، باعتبار أنّها كانت تجعل الناس يسهرون ستّ ساعات وسبع ساعات، وما لهم من عمل سوى إطلاق التّنهيدات والتأوُّهات، ولا ينادون الفجر، إنَّما ينادون اللّيل من أجل الاستغراق في هذا اللّيل.. وزعماؤنا أيضاً، فإنَّ الواحد منهم يخطب ساعتين وثلاث ساعات، ونحن نهتف ونتحمَّس، ونرفع الشعارات، وفي آخر الأمر، نكتشف أنّ هذا الزعيم الذي صفّقنا له، لا يملك خطّة للتحرير ولا للبناء ولا أيّ منهج، ولكنَّه كان يملك كميّة كبيرة من القدرة على استثارة الانفعالات في العالَم العربي، لذلك، لم يستطع الشّرق أن يُحقِّق شيئاً.

فعندما نكون أُمّة العقل لا أُمّة الانفعال، وأُمّة الإرادة لا أُمّة الاسترخاء، وأُمّة اقتحام المستقبل، لا أُمّة النّوم في انتظار المستقبل، فإنَّنا نستطيع أن نتقدَّم...

مشكلة الكثيرين منّا من نساءٍ ورجال، أنّهم يستهلكون ما يُنتجه الآخرون؛ الآخرون يصنعون لهم طعامهم وشرابهم وثيابهم وأزياءهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم، العصر هكذا، الزمن هكذا، الناس هكذا، لكن أنا ماذا؟ هل يفكِّر أحدُنا أنا ماذا؟ هل نختار حياتَنا وشكلنا وطريقة حياتنا، أم أنَّ الآخرين يختارون لنا ذلك؟

لا نزال نسأل: ماذا من جديد في واشنطن، وماذا من جديد في باريس، وماذا من جديد في لندن وغيرها، ماذا من جديد في صرعة الأزياء، وماذا من جديد في صرعة الأفكار والسياسات؟! وما إلى ذلك، نحن لا نريد أن نرفض الآخرين، ولا نريد أن نعيش العقدة ضدّ الآخرين، لكن لماذا نعمل دائماً على أن نكون صورة للآخرين، نحن نريد أن نكون نحن، أن نكون صورتنا، أن نكون عقلنا، أن نكون إرادتنا، أن نكون ذاتنا، وعند ذلك، يمكن لنا أن نصنع الصورة للآخرين من خلالنا، أو نتكامل مع الآخرين فيما لدينا، وفيما لديهم.

إنَّ الحياة تكامل، والحضارات كذلك، لذلك فكّروا؛ هل تريدون أن تكونوا الأُمّة التي تنحني للأقوياء، لأنّها عاشت الضّعف وتقبّلته وأدمنته، وبذلك أصبحت تخاف أن تكون قويّة، فأمعنت في تخليد ضعفها، تماماً كما يمعن الّذي يتناول المخدِّر في تذويب نفسه؟!

* من كتاب "للإنسان والحياة".

[إنَّ من أسباب تقدّم الغرب، وتأخّر الشّرق]، أنّ الغربيّين أخذوا بأسباب العلم فصاروا أقوياء، ونحن لم نأخذ بأسباب العلم والتقدّم لذلك تأخّرنا..

يُقال: إنَّ عالِماً وصل إلى مستوى المرجعيّة، التقى بعالِمٍ آخر كان زميلاً له، ولكنّه بقيَ في المواقع الخلفيّة.. التفت إليه هذا الزميل الّذي لا يزال في المواقع الخلفية، وقال له: شيخنا، أَلَمْ نكن زملاء معاً، فكيف تقدّمتَ وبقيتُ أنا في مكاني؟ قال له: "مشينا ووقفتم".. المهمّ أنَّ الآخرين مشوا، ونحن وقفنا.

ولذلك، فإنَّ الكثير من علماء النفس يقولون: إنَّ مشكلة الشّرق والعالَم العربيّ هي مشكلة المغنّية أو المطربة، باعتبار أنّها كانت تجعل الناس يسهرون ستّ ساعات وسبع ساعات، وما لهم من عمل سوى إطلاق التّنهيدات والتأوُّهات، ولا ينادون الفجر، إنَّما ينادون اللّيل من أجل الاستغراق في هذا اللّيل.. وزعماؤنا أيضاً، فإنَّ الواحد منهم يخطب ساعتين وثلاث ساعات، ونحن نهتف ونتحمَّس، ونرفع الشعارات، وفي آخر الأمر، نكتشف أنّ هذا الزعيم الذي صفّقنا له، لا يملك خطّة للتحرير ولا للبناء ولا أيّ منهج، ولكنَّه كان يملك كميّة كبيرة من القدرة على استثارة الانفعالات في العالَم العربي، لذلك، لم يستطع الشّرق أن يُحقِّق شيئاً.

فعندما نكون أُمّة العقل لا أُمّة الانفعال، وأُمّة الإرادة لا أُمّة الاسترخاء، وأُمّة اقتحام المستقبل، لا أُمّة النّوم في انتظار المستقبل، فإنَّنا نستطيع أن نتقدَّم...

مشكلة الكثيرين منّا من نساءٍ ورجال، أنّهم يستهلكون ما يُنتجه الآخرون؛ الآخرون يصنعون لهم طعامهم وشرابهم وثيابهم وأزياءهم وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم، العصر هكذا، الزمن هكذا، الناس هكذا، لكن أنا ماذا؟ هل يفكِّر أحدُنا أنا ماذا؟ هل نختار حياتَنا وشكلنا وطريقة حياتنا، أم أنَّ الآخرين يختارون لنا ذلك؟

لا نزال نسأل: ماذا من جديد في واشنطن، وماذا من جديد في باريس، وماذا من جديد في لندن وغيرها، ماذا من جديد في صرعة الأزياء، وماذا من جديد في صرعة الأفكار والسياسات؟! وما إلى ذلك، نحن لا نريد أن نرفض الآخرين، ولا نريد أن نعيش العقدة ضدّ الآخرين، لكن لماذا نعمل دائماً على أن نكون صورة للآخرين، نحن نريد أن نكون نحن، أن نكون صورتنا، أن نكون عقلنا، أن نكون إرادتنا، أن نكون ذاتنا، وعند ذلك، يمكن لنا أن نصنع الصورة للآخرين من خلالنا، أو نتكامل مع الآخرين فيما لدينا، وفيما لديهم.

إنَّ الحياة تكامل، والحضارات كذلك، لذلك فكّروا؛ هل تريدون أن تكونوا الأُمّة التي تنحني للأقوياء، لأنّها عاشت الضّعف وتقبّلته وأدمنته، وبذلك أصبحت تخاف أن تكون قويّة، فأمعنت في تخليد ضعفها، تماماً كما يمعن الّذي يتناول المخدِّر في تذويب نفسه؟!

* من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية