كتابات
17/11/2021

التّقليدُ عندَ الأطفالِ: إيجابيَّاتٌ وسلبيَّاتٌ

التّقليدُ عندَ الأطفالِ: إيجابيَّاتٌ وسلبيَّاتٌ

إنَّ لتقليد الأطفال وجهين: وجهاً سلبياً وآخر إيجابياً.

أمَّا الوجه الإيجابيّ، فهو تمكينه الطّفل من الالتقاط والتعلُّم من الخارج، بحيث يغني شخصيّته الطفوليّة بما حوله وبمن حوله، فلا يبقى مجرّد مشاهد سلبيّ لا يتفاعل مع ما يراه أو ما يسمعه أو ما يعيشه، ذلك أنّ التقليد هو أوّل مراحل النموّ العقلي والشّعوري.

أمّا الجانب السلبيّ، فهو يحمل خطراً على الطّفل، حيث يمكن أن يلتقط عبره الأشياء السيّئة إلى جانب الأشياء الحسنة، وقد يعتاد ما قلّده، باعتبار أنّ التقليد يطمس ملكة النقد والإبداع في المتلقي، ما يجمّد فيه طاقة التطوّر والتغيّر. لهذا، لا بدّ للأبوين من أن يشجّعا الولد على التقليد كوسيلة من وسائل الانتقال من حالة المشاهدة إلى حالة الفعل، ولكن لا بدَّ من استعمال الأساليب الحكيمة، من أجل إبعاده عن تقليد السلوكات السيِّئة، بالإشارة إلى الجيّد منها والرديء، وبتنمية حسِّه النقديّ، بحيث يتعلَّم التفريق بين الأشياء.

أمّا بالنسبة إلى عادات الأهل، فإذا كان الأهل سيِّئين أساساً، فمن الطبيعيّ أن لا يسعوا لإخراج أطفالهم من إطار عاداتهم المضرّة بهم، هنا يصبح من واجب العاملين في حقل التربية، سواء في المدرسة أو الواقع الاجتماعي العام، أنْ يسعوا للتدخّل بقوَّة، بحيث يقلّصون تأثير الأهل السيّئ في الولد. ولا شكَّ في أنَّ إمكانية التأثير في الولد في هذه الحال صعبة، لأنَّ الطفل يعيش في المدرسة ساعات، ويعيش مع المرشدين الاجتماعيّين ساعة أو أكثر، ولكنّه يعيش حياته كلّها مع أهله، ما يجعل المؤثّرات البيئيّة أو العائلية تدخل في نسيجه الفكري والعاطفي، ويصبح تأثيرها، بالتالي، أكثر عمقاً في شخصيَّته من المؤثّرات التربوية الخارجيّة.

أمّا إذا كان الأهل واعين بأنّ لديهم عادات سيّئة لا يريدون أن تنتقل إلى الطفل، فعليهم أن يبيّنوا له رفضهم لتلك السلوكات التي يقومون بها، ويدعوه إلى مجانبة تقليدها، ويفسّروا نشوءها عندهم بالأجواء المعقَّدة التي عاشوها ويظهروا ألمهم إزاءها.

*من كتاب "دنيا الطّفل".

إنَّ لتقليد الأطفال وجهين: وجهاً سلبياً وآخر إيجابياً.

أمَّا الوجه الإيجابيّ، فهو تمكينه الطّفل من الالتقاط والتعلُّم من الخارج، بحيث يغني شخصيّته الطفوليّة بما حوله وبمن حوله، فلا يبقى مجرّد مشاهد سلبيّ لا يتفاعل مع ما يراه أو ما يسمعه أو ما يعيشه، ذلك أنّ التقليد هو أوّل مراحل النموّ العقلي والشّعوري.

أمّا الجانب السلبيّ، فهو يحمل خطراً على الطّفل، حيث يمكن أن يلتقط عبره الأشياء السيّئة إلى جانب الأشياء الحسنة، وقد يعتاد ما قلّده، باعتبار أنّ التقليد يطمس ملكة النقد والإبداع في المتلقي، ما يجمّد فيه طاقة التطوّر والتغيّر. لهذا، لا بدّ للأبوين من أن يشجّعا الولد على التقليد كوسيلة من وسائل الانتقال من حالة المشاهدة إلى حالة الفعل، ولكن لا بدَّ من استعمال الأساليب الحكيمة، من أجل إبعاده عن تقليد السلوكات السيِّئة، بالإشارة إلى الجيّد منها والرديء، وبتنمية حسِّه النقديّ، بحيث يتعلَّم التفريق بين الأشياء.

أمّا بالنسبة إلى عادات الأهل، فإذا كان الأهل سيِّئين أساساً، فمن الطبيعيّ أن لا يسعوا لإخراج أطفالهم من إطار عاداتهم المضرّة بهم، هنا يصبح من واجب العاملين في حقل التربية، سواء في المدرسة أو الواقع الاجتماعي العام، أنْ يسعوا للتدخّل بقوَّة، بحيث يقلّصون تأثير الأهل السيّئ في الولد. ولا شكَّ في أنَّ إمكانية التأثير في الولد في هذه الحال صعبة، لأنَّ الطفل يعيش في المدرسة ساعات، ويعيش مع المرشدين الاجتماعيّين ساعة أو أكثر، ولكنّه يعيش حياته كلّها مع أهله، ما يجعل المؤثّرات البيئيّة أو العائلية تدخل في نسيجه الفكري والعاطفي، ويصبح تأثيرها، بالتالي، أكثر عمقاً في شخصيَّته من المؤثّرات التربوية الخارجيّة.

أمّا إذا كان الأهل واعين بأنّ لديهم عادات سيّئة لا يريدون أن تنتقل إلى الطفل، فعليهم أن يبيّنوا له رفضهم لتلك السلوكات التي يقومون بها، ويدعوه إلى مجانبة تقليدها، ويفسّروا نشوءها عندهم بالأجواء المعقَّدة التي عاشوها ويظهروا ألمهم إزاءها.

*من كتاب "دنيا الطّفل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية