كتابات
28/10/2021

أهميّةُ تنظيمِ العُمرِ

أهميّةُ تنظيمِ العُمرِ

لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى هذا العمر، لنتاجر به معه. لم يمنعنا من أن نعيش ما نحتاجه في الحياة، ولكنّه أرادنا أن ننظِّم عمرنا.

وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع): "للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يُناجي فيها ربّه، وساعة يرمّ معاشه - فأنت محتاج إلى التكسّب لنفسك ولعيالك وللنّاس من حولك، ولتحفظ ماء وجهك عن الناس، كلّ ذلك أمر يحبّه الله ويرضاه إذا كان من حلال - وساعة يخلّي بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل"1، يعني التي نسمّيها باللّغة الشعبيّة ساعة الفرفشة مع عائلته، مع أولاده، ومع أصحابه مع إخوانه، له كلّ الحرية في أن يريح نفسه ويجدِّد نشاطه، لكن بشرط أن لا يكون في حرام، فهي عون على ساعة العبادة وساعة العمل.

بعض الناس يقضي وقته من الصّباح إلى اللّيل في الصلاة والركوع والسجود، ولا يعطي الوقت لعمله وأهله؛ والبعض الآخر يقضيه في العمل، لا يصلّي ولا يعبد الله ولا يفرغ لأهله، وهناك مَن يقضي وقته باللّهو والعربدة، ولا يعمل في شيء غير ذلك...

ولكنّ هذا كلّه خطأ؛ قضاء اللّيل والنّهار في العبادة أو في العمل، أو في اللّهو، كلّ ذلك خطأ، فلربّك عليك حقّ، ولجسدك عليك حقّ، ولأهلك عليك حقّ، فاجمع بين هذه الحقوق ولا تضيِّع حقّ أحد.

هكذا ينظّم الإنسان وقته، بحيث يتفرَّغ في بعض الساعات لأهله ولعبادات ربّه ولعمله. كثير من الناس يعيشون مشاكل عائليّة ـــ سواء بالنّسبة إلى زوجاتهم أو أولادهم ـــ لأنّهم يهملون أولادهم وأزواجهم، وهذا الإهمال قد يخلق كثيراً من المشاكل المعقَّدة الصّعبة، وقد يوجب انحراف الأولاد أو انحراف الزّوجة أو ما إلى ذلك.

لهذا، لا بدَّ أن يتحمَّل الإنسان في كلّ موقع من مواقع الحياة مسؤوليّة؛ عندما تكون زوجاً، اعتبر أنَّ زوجتك من مسؤوليَّتك، وليست مجرّد كمية مهملة في الحياة.. عندما تصيرُ أباً، اعتبر أنّ أبوَّتك تجعل من أولادك مسؤوليَّتك، لا مسؤوليَّتك فقط أن تطعمهم وتسقيهم، بل مسؤوليَّتك أن تُوجِّههم وترعاهم وتفتح قلوبهم عليك وتفتح قلبك عليهم.

ولهذا، يجب أن نتعلَّم كيف نكون أزواجاً جيّدين، ونكون آباءً جيّدين، ونكون مؤمنين جيّدين في ذلك كلّه، وأن نكون مواطنين جيّدين مع الناس كلّهم، أن لا تستغرقنا حالة بحيث تقضي على جميع الحالات.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى هذا العمر، لنتاجر به معه. لم يمنعنا من أن نعيش ما نحتاجه في الحياة، ولكنّه أرادنا أن ننظِّم عمرنا.

وقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع): "للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يُناجي فيها ربّه، وساعة يرمّ معاشه - فأنت محتاج إلى التكسّب لنفسك ولعيالك وللنّاس من حولك، ولتحفظ ماء وجهك عن الناس، كلّ ذلك أمر يحبّه الله ويرضاه إذا كان من حلال - وساعة يخلّي بين نفسه وبين لذّتها فيما يحلّ ويجمل"1، يعني التي نسمّيها باللّغة الشعبيّة ساعة الفرفشة مع عائلته، مع أولاده، ومع أصحابه مع إخوانه، له كلّ الحرية في أن يريح نفسه ويجدِّد نشاطه، لكن بشرط أن لا يكون في حرام، فهي عون على ساعة العبادة وساعة العمل.

بعض الناس يقضي وقته من الصّباح إلى اللّيل في الصلاة والركوع والسجود، ولا يعطي الوقت لعمله وأهله؛ والبعض الآخر يقضيه في العمل، لا يصلّي ولا يعبد الله ولا يفرغ لأهله، وهناك مَن يقضي وقته باللّهو والعربدة، ولا يعمل في شيء غير ذلك...

ولكنّ هذا كلّه خطأ؛ قضاء اللّيل والنّهار في العبادة أو في العمل، أو في اللّهو، كلّ ذلك خطأ، فلربّك عليك حقّ، ولجسدك عليك حقّ، ولأهلك عليك حقّ، فاجمع بين هذه الحقوق ولا تضيِّع حقّ أحد.

هكذا ينظّم الإنسان وقته، بحيث يتفرَّغ في بعض الساعات لأهله ولعبادات ربّه ولعمله. كثير من الناس يعيشون مشاكل عائليّة ـــ سواء بالنّسبة إلى زوجاتهم أو أولادهم ـــ لأنّهم يهملون أولادهم وأزواجهم، وهذا الإهمال قد يخلق كثيراً من المشاكل المعقَّدة الصّعبة، وقد يوجب انحراف الأولاد أو انحراف الزّوجة أو ما إلى ذلك.

لهذا، لا بدَّ أن يتحمَّل الإنسان في كلّ موقع من مواقع الحياة مسؤوليّة؛ عندما تكون زوجاً، اعتبر أنَّ زوجتك من مسؤوليَّتك، وليست مجرّد كمية مهملة في الحياة.. عندما تصيرُ أباً، اعتبر أنّ أبوَّتك تجعل من أولادك مسؤوليَّتك، لا مسؤوليَّتك فقط أن تطعمهم وتسقيهم، بل مسؤوليَّتك أن تُوجِّههم وترعاهم وتفتح قلوبهم عليك وتفتح قلبك عليهم.

ولهذا، يجب أن نتعلَّم كيف نكون أزواجاً جيّدين، ونكون آباءً جيّدين، ونكون مؤمنين جيّدين في ذلك كلّه، وأن نكون مواطنين جيّدين مع الناس كلّهم، أن لا تستغرقنا حالة بحيث تقضي على جميع الحالات.

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية