كتابات
26/10/2021

ربنا جنبنا الغفلة ووفقنا لطاعتك

ربنا جنبنا الغفلة ووفقنا لطاعتك
[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء مكارم الأخلاق:]

"اللّهُمَّ صلِّ على محَمَّدٍ وآلِه، ونبِّهْني لِذِكْرِكَ في أوقاتِ الغَفْلَةِ، واسْتَعْمِلْني بطاعَتِكَ في أيّامِ المُهْلَةِ، وانْهَجْ لي إلى محبَّتِكَ سبيلاً سهْلَةً أكْمِلْ لي بها خيْرَ الدُّنيا والآخرة".

يا ربّ، قد تطوف بي الغفلة التي تطبق على عقلي وروحي وقلبي وحياتي كلّها، فتنسيني ذكرك، وتبعدني عن الإحساس بحضورك الشّامل في الوجود كلّه، فأستغرق في المخلوقات من حولي، وأنسى خالقها، وأذوب في حاجاتي وشهواتي وأوضاعي، وأغفل عن مصدر القوّة فيها، وفي ذلك الضّلال الكبير، والبلاء العظيم، لأنّني إذا نسيت ذكرك، وغفلت عن رقابتك لي، وحضورك في حياتي، نسيت نفسي، وابتعدت عن حركة مسؤوليَّتها، وتجاوزت الحدود الّتي حدَّدتها لعبادك وأردت لهم أن يقفوا عندها.

اللّهمّ ارزقني اليقظة عند استيلاء النّوم على وعي الإحساس في ذاتي، وهب لي القدرة على الانتباه لذكرك في أوقات استغراقي في الغفلة، ليكون ذكرك حاضراً في قلبي، فلا أغفل عنك في عمق مشاعري الخفيّة، وفي لساني، فلا يشغلني ذكر غيرك عن ذكرك، وفي حياتي في حركتي في داخلها، فلا أبتعد عن مواقع طاعتك، ولا أقترب من مواقع معصيتك.

اللّهمّ إن عمري يمثل المدّة التي تمهلني فيها، فلا تحمِّلني مسؤوليّة أعمالي السيئة بمعاجلتي بالعقوبة عليها، لأقوم بحساباتي الدقيقة في مفرداتها من خلال اكتشاف نتائجها السلبيّة، فيدفعني ذلك إلى الاستقامة في خطّ التغيير نحو الأفضل، من أجل تقويم الانحراف وتصحيح الخطأ والتّوبة من الخطيئة.

اللّهمّ اجعل عمري كلّه مستعملاً في طاعتك، مشدوداً إلى الحصول على رضاك، لأنَّ ذلك هو الذي يمنح العمر معناه، ويحرّك حيويته، عندما ينفتح عليك من خلال الآفاق الواسعة الّتي تلتقي بك، وأوضح لي النهج القويم الذي يسهّل لي الوصول إلى محبتك، حتى يكمل لي بذلك خير الدنيا والآخرة، في الانفتاح على طاعتك والحصول على رضاك.

وجاء في "رياض السالكين" في معنى "خير الدنيا" قوله: اعلم أنه ليس المراد بخير الدنيا ما يتبادر إلى أكثر الأذهان من المعنى المشهور في العرف العام، وهو كثرة المال والمقتنيات الدنيوية، بل المراد به ما كان وسيلةً إلى خير الآخرة الذي هو السعادة الأخروية، كما قال أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، وقد سئل عن الخير ما هو؟: "ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنَّ الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدّنيا إلّا لرجلين: رجلٍ أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل سارع في الخيرات. ولا يقلّ عملٌ مع التقوى، وكيف يقلّ ما لا يتقبّل"1.

فتراه ـ عليه السلام ـ كيف حصر خير الدّنيا في أمرين:

الأول: الاشتغال بمحو السيّئات وإعدامها، وتدارك الذّنوب بالتوبة، فتسعد النفس بذلك لاكتساب الحسنات.

الثاني: الاشتغال باكتساب الحسنات والمسارعة في الخيرات، ليفوز بالسّعادة الأخرويّة، ولا واسطة من الخير المكتسب بين هذين الأمرين.

ولما كانت محبّته تعالى مستلزمة للتوجّه التامّ إلى حضرته المقدَّسة من غير فتور ولا كلال، كانت سبباً لكمال خير الآخرة بالطريق الأوّل. والله أعلم.

وروى ثقة الإسلام في "الكافي" بسنده عن أبي جعفر محمد الباقر (ع) أنه قال: "قال رسول الله (ص): قال الله عزّ وجلّ: إذا أردتُ أن أجمع للمسلم خير الدّنيا والآخرة، جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجةً مؤمنةً تسرُّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"2.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

[1]رياض السّالكين، ج3، ص 402.

[2]الكافي، ج5، ص 327.

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء مكارم الأخلاق:]

"اللّهُمَّ صلِّ على محَمَّدٍ وآلِه، ونبِّهْني لِذِكْرِكَ في أوقاتِ الغَفْلَةِ، واسْتَعْمِلْني بطاعَتِكَ في أيّامِ المُهْلَةِ، وانْهَجْ لي إلى محبَّتِكَ سبيلاً سهْلَةً أكْمِلْ لي بها خيْرَ الدُّنيا والآخرة".

يا ربّ، قد تطوف بي الغفلة التي تطبق على عقلي وروحي وقلبي وحياتي كلّها، فتنسيني ذكرك، وتبعدني عن الإحساس بحضورك الشّامل في الوجود كلّه، فأستغرق في المخلوقات من حولي، وأنسى خالقها، وأذوب في حاجاتي وشهواتي وأوضاعي، وأغفل عن مصدر القوّة فيها، وفي ذلك الضّلال الكبير، والبلاء العظيم، لأنّني إذا نسيت ذكرك، وغفلت عن رقابتك لي، وحضورك في حياتي، نسيت نفسي، وابتعدت عن حركة مسؤوليَّتها، وتجاوزت الحدود الّتي حدَّدتها لعبادك وأردت لهم أن يقفوا عندها.

اللّهمّ ارزقني اليقظة عند استيلاء النّوم على وعي الإحساس في ذاتي، وهب لي القدرة على الانتباه لذكرك في أوقات استغراقي في الغفلة، ليكون ذكرك حاضراً في قلبي، فلا أغفل عنك في عمق مشاعري الخفيّة، وفي لساني، فلا يشغلني ذكر غيرك عن ذكرك، وفي حياتي في حركتي في داخلها، فلا أبتعد عن مواقع طاعتك، ولا أقترب من مواقع معصيتك.

اللّهمّ إن عمري يمثل المدّة التي تمهلني فيها، فلا تحمِّلني مسؤوليّة أعمالي السيئة بمعاجلتي بالعقوبة عليها، لأقوم بحساباتي الدقيقة في مفرداتها من خلال اكتشاف نتائجها السلبيّة، فيدفعني ذلك إلى الاستقامة في خطّ التغيير نحو الأفضل، من أجل تقويم الانحراف وتصحيح الخطأ والتّوبة من الخطيئة.

اللّهمّ اجعل عمري كلّه مستعملاً في طاعتك، مشدوداً إلى الحصول على رضاك، لأنَّ ذلك هو الذي يمنح العمر معناه، ويحرّك حيويته، عندما ينفتح عليك من خلال الآفاق الواسعة الّتي تلتقي بك، وأوضح لي النهج القويم الذي يسهّل لي الوصول إلى محبتك، حتى يكمل لي بذلك خير الدنيا والآخرة، في الانفتاح على طاعتك والحصول على رضاك.

وجاء في "رياض السالكين" في معنى "خير الدنيا" قوله: اعلم أنه ليس المراد بخير الدنيا ما يتبادر إلى أكثر الأذهان من المعنى المشهور في العرف العام، وهو كثرة المال والمقتنيات الدنيوية، بل المراد به ما كان وسيلةً إلى خير الآخرة الذي هو السعادة الأخروية، كما قال أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، وقد سئل عن الخير ما هو؟: "ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنَّ الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدّنيا إلّا لرجلين: رجلٍ أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل سارع في الخيرات. ولا يقلّ عملٌ مع التقوى، وكيف يقلّ ما لا يتقبّل"1.

فتراه ـ عليه السلام ـ كيف حصر خير الدّنيا في أمرين:

الأول: الاشتغال بمحو السيّئات وإعدامها، وتدارك الذّنوب بالتوبة، فتسعد النفس بذلك لاكتساب الحسنات.

الثاني: الاشتغال باكتساب الحسنات والمسارعة في الخيرات، ليفوز بالسّعادة الأخرويّة، ولا واسطة من الخير المكتسب بين هذين الأمرين.

ولما كانت محبّته تعالى مستلزمة للتوجّه التامّ إلى حضرته المقدَّسة من غير فتور ولا كلال، كانت سبباً لكمال خير الآخرة بالطريق الأوّل. والله أعلم.

وروى ثقة الإسلام في "الكافي" بسنده عن أبي جعفر محمد الباقر (ع) أنه قال: "قال رسول الله (ص): قال الله عزّ وجلّ: إذا أردتُ أن أجمع للمسلم خير الدّنيا والآخرة، جعلت له قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، وزوجةً مؤمنةً تسرُّه إذا نظر إليها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله"2.

*من كتاب "في رحاب دعاء مكارم الأخلاق".

[1]رياض السّالكين، ج3، ص 402.

[2]الكافي، ج5، ص 327.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية