كتابات
25/10/2021

هل النَّسبُ المتّصلُ بالرَّسولِ (ص) يُدخِلُ الجنَّةَ؟!

هل النَّسبُ المتّصلُ بالرَّسولِ (ص) يُدخِلُ الجنَّةَ؟!

 كان رسول الله (ص) يقفُ مع المسلمين ليحدِّد لهم خطوطاً أساسيّةً في كلّ حياتهم، فليس لمن يملك نسباً يتّصل برسول الله، أنْ يكون له موقعٌ معيّن يُدخله الجنّة، فألغى (ص) من ذهن النّاس بأنّه لا يرضى بأن يدخل أحدٌ ممّن ينتسب إليه في النّار، حتّى ولو كان ضالّاً أو فاسقاً أو ما إلى ذلك.

فأكَّد في توجيهاته أنّه لا مجال لدخول الجنّة والبعد عن النّار إلّا بالعمل.. ليس بين الله وبين أحدٍ أيّ قرابة: "ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به خيراً، أو يصرف عنه به شرّاً إلّا العمل. أيّها النّاس، لا يدَّع مدَّع، ولا يتمنَّ متمنٍّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا ينجي إلَّا عمل مع رحمة، ولو عصيت لهويت"1.

توجيهات واضحة: مَنْ تروني؟ مَنْ أنا؟ ألستُ أنا رسول الله؟ ومع ذلك، أنا قريب إلى الله من خلال عملي القريب من رضى الله.. "ولو عَصَيْتُ لَهويت"، فكيف يمكن أن تعصوا الله، وأنتم تريدون منه سبحانه أن يُبقي كلّ واحدٍ منكم في موقعه، أو يرعى طموحه بأن يُدخله الجنّة؟!

الله تعالى خلق النّاس، حتّى الأنبياء والأوصياء، على مستوى واحد، فلا يقربُ أحدٌ إلى الله من موقع خلقه، لذلك {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].. هذا هو الخطّ، فبقدر ما تقرب إلى الله بعملك، بقدر ما تقرب إليه بدرجتك، ويرفع مستواك عنده سبحانه.

لذلك، رأينا أنّ الله يخاطب رسوله: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[الزّمر: 65]. قالها تعالى للأنبياء وللنبيّ، أُدعوا إلى التّوحيد، وحذِّروا الناس من الشِّرك، وأكَّد أنّه لو أشرك النبيّ ـــ والنبيّ لا يُشرك، لكن لو فرضنا ذلك ـــ فإنَّ شركه سوف يسقط كلّ عمله، فكيف بالنّاس الآخرين؟ وقد قال سبحانه عن رسوله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}[الحاقّة: 44 – 46].

إذاً، العمل هو الأساس، وقد ركَّز رسولُ الله (ص) على هذه المسألة، مسألة العمل، ففي أيامه الأخيرة، اجتمع إليه أقرباؤه، وكان من بينهم عمّه العباس بن عبد المطّلب، وعمّته صفية بنت عبد المطّلب، وابنته المعصومة الزهراء (ع)، فالتفت إليهم وقال: "يا بني هاشم، اعملوا فإنّي لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبد المطلب، اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفيّة بنت عبد المطّلب، اعملي فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمّد، اعملي فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً".

هذا هو الخطّ، العمل هو الأساس؛ أن تقترب من الله وترتفع درجتك عنده، عملٌ مع رحمة من الله.. ركّزْ عملك واطلب رحمة الله.. انطلق في خطِّ العمل، واطلب مغفرة الله إذا أخطأت، أمّا ألّا تعمل، أو أن تكون أعمالك أعمالاً سيّئة، وتطلب من الله الجنّة، فهذا ممّا لا يكون.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

[1]أعيان الشّيعة، السيّد محسن الأمين، ج1، ص 288.

 كان رسول الله (ص) يقفُ مع المسلمين ليحدِّد لهم خطوطاً أساسيّةً في كلّ حياتهم، فليس لمن يملك نسباً يتّصل برسول الله، أنْ يكون له موقعٌ معيّن يُدخله الجنّة، فألغى (ص) من ذهن النّاس بأنّه لا يرضى بأن يدخل أحدٌ ممّن ينتسب إليه في النّار، حتّى ولو كان ضالّاً أو فاسقاً أو ما إلى ذلك.

فأكَّد في توجيهاته أنّه لا مجال لدخول الجنّة والبعد عن النّار إلّا بالعمل.. ليس بين الله وبين أحدٍ أيّ قرابة: "ليس بين الله وبين أحد شيء يعطيه به خيراً، أو يصرف عنه به شرّاً إلّا العمل. أيّها النّاس، لا يدَّع مدَّع، ولا يتمنَّ متمنٍّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا ينجي إلَّا عمل مع رحمة، ولو عصيت لهويت"1.

توجيهات واضحة: مَنْ تروني؟ مَنْ أنا؟ ألستُ أنا رسول الله؟ ومع ذلك، أنا قريب إلى الله من خلال عملي القريب من رضى الله.. "ولو عَصَيْتُ لَهويت"، فكيف يمكن أن تعصوا الله، وأنتم تريدون منه سبحانه أن يُبقي كلّ واحدٍ منكم في موقعه، أو يرعى طموحه بأن يُدخله الجنّة؟!

الله تعالى خلق النّاس، حتّى الأنبياء والأوصياء، على مستوى واحد، فلا يقربُ أحدٌ إلى الله من موقع خلقه، لذلك {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].. هذا هو الخطّ، فبقدر ما تقرب إلى الله بعملك، بقدر ما تقرب إليه بدرجتك، ويرفع مستواك عنده سبحانه.

لذلك، رأينا أنّ الله يخاطب رسوله: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[الزّمر: 65]. قالها تعالى للأنبياء وللنبيّ، أُدعوا إلى التّوحيد، وحذِّروا الناس من الشِّرك، وأكَّد أنّه لو أشرك النبيّ ـــ والنبيّ لا يُشرك، لكن لو فرضنا ذلك ـــ فإنَّ شركه سوف يسقط كلّ عمله، فكيف بالنّاس الآخرين؟ وقد قال سبحانه عن رسوله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}[الحاقّة: 44 – 46].

إذاً، العمل هو الأساس، وقد ركَّز رسولُ الله (ص) على هذه المسألة، مسألة العمل، ففي أيامه الأخيرة، اجتمع إليه أقرباؤه، وكان من بينهم عمّه العباس بن عبد المطّلب، وعمّته صفية بنت عبد المطّلب، وابنته المعصومة الزهراء (ع)، فالتفت إليهم وقال: "يا بني هاشم، اعملوا فإنّي لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبد المطلب، اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفيّة بنت عبد المطّلب، اعملي فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمّد، اعملي فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً".

هذا هو الخطّ، العمل هو الأساس؛ أن تقترب من الله وترتفع درجتك عنده، عملٌ مع رحمة من الله.. ركّزْ عملك واطلب رحمة الله.. انطلق في خطِّ العمل، واطلب مغفرة الله إذا أخطأت، أمّا ألّا تعمل، أو أن تكون أعمالك أعمالاً سيّئة، وتطلب من الله الجنّة، فهذا ممّا لا يكون.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

[1]أعيان الشّيعة، السيّد محسن الأمين، ج1، ص 288.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية