كتابات
12/10/2021

سلاحُ المقاومةِ قوّةٌ للبنانَ ومرتبطٌ بقضيّةِ الشّرقِ الأوسطِ

سلاحُ المقاومةِ قوّةٌ للبنانَ ومرتبطٌ بقضيّةِ الشّرقِ الأوسطِ

إنّ الكثير من اللّبنانيّين ـــــ ولا أتحدّث عن فريق معيّن ـــــ لا يزالون يعتبرون أنّ قوّة لبنان في ضعفه، ولا يزالون يعتبرون أنّ إسرائيل لا تمثّل خطراً على لبنان، وأنّ اللّبنانيّين لا يجوز أن يكونوا أقوياء أمام أيّ عدوان خارجيّ. ولذلك، فإنّ الكثيرين يتحدّثون بطريقة نفاقية، عن مسألة رفض إسرائيل ورفض المصالحة معها، أو أنّ لبنان سيكون آخر من يوقّع معاهدة صلح.

أنا أعتقد أنّ التعامل مع موضوع حسّاس ومصيريّ بهذا الشكل، يُعدّ نوعاً من النفاق السياسي. إنَّ الكثيرين ممّن يتحدّثون بهذه الطريقة، لو أُتيحت لهم الظروف العربية والدولية الملائمة، لبادروا إلى مصالحة إسرائيل اليوم قبل الغد، والدليل على ذلك، أنَّ البعض من هؤلاء بادروا إلى الموافقة على اتّفاق 17 أيار، وأنَّ الكثير منهم يوم كانوا في المجلس النيابيّ، صوَّتوا لصالح هذا الاتفاق.

لذلك، أن يكون لبنان قويّاً أمام إسرائيل، فهذه مسألة مرفوضة عند الكثيرين، إنهم يخافون من أن يكونوا أقوياء. ولعلّنا نعرف ذلك من خلال وعينا أنّ أغلب هؤلاء الفرقاء لم يتحركوا خطوة واحدة أثناء الاحتلال الإسرائيلي قياساً بما تحركوا به ضدّ الوجود السوري! مع أنّ إسرائيل دخلت محتلة، وسوريا دخلت بتوافق لبناني عربي ودولي، ولم تكن جيوشها تندرج في تصنيفات الجيوش المحتلة. وإذا كان هناك نوع من السلبيات التي حصلت في فترة وجودها، فإنّها من خلال طبيعة الممارسات الخاطئة التي قد تتحمّل مسؤوليّتها المخابرات السورية بالتوازي مع الاستخبارات اللبنانية.

من هنا نقول، إنّ الجيش السوري لم يمثّل مشكلة بالنّسبة إلى لبنان، ومع ذلك، فأغلب هؤلاء المعترضين لم يتحرّكوا عندما تحرّكت المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعندما حرّرت الأرض اللبنانية، لم يكن لهم أيّ دور في التحرير، بل هم يمنّون على المقاومة بأنّهم أيّدوها.

ولعلّهم تجاهلوا أنّ مسألة أن تكون لبنانياً في لبنان محتلّ، هي أن تشارك المقاومين في إنهاء الاحتلال، فرفع العلم اللبناني لا يمثِّل حريةً وسيادةً واستقلالاً، العلم اللّبناني لا يمثّل حرية لبنان إلّا من خلال تحرير لبنان، وبعد تحرير الأرض من الاحتلال. والذي يؤكّد عدم إيمان هؤلاء بالعلم المرفوع عن أراضي محرّرة من العدوان، أنّ الكثيرين منهم اليوم يثيرون جدلاً حول لبنانيّة مزارع شبعا، مع أنَّ الأهالي يؤكّدون من خلال وثائقهم أنّها أرض لبنانية.

من هنا، فإنّي لا أتصوّر حلاًّ آخر غير الحوار والتفاهم سبيلاً لايجاد صيغة وطنية مناسبة لمسألة سلاح المقاومة، لأنّ المبدأ الأوليّ أنّ هذا السلاح مرتبط بأزمة الشرق الأوسط، وهو ككلّ القضايا الأخرى المرتبطة بالصّراع العربي الإسرائيلي. وحين تتحدّث الولايات المتحدة وإسرائيل ومجلس الأمن عن أنّ مزارع شبعا سورية، فهذا يعني أنّ هذه القضية لا تحلّ إلّا عند حلّ النـزاع السوري ـــــ الإسرائيلي، وسلاح حزب الله هو جزء من هذا النـزاع.

ونحن نعرف أنّ المقاومة تملك عقلاً سياسياً راشداً في هذا المجال، وهي تسأل كلّ الذين يتحدّثون عن نزع سلاحها واعتبارها ميليشيا: إذا تركنا السلاح وكشفنا بذلك أرضنا ووطننا أمام الإسرائيلين، فهل هناك ضمانات أنّ إسرائيل لن تخلق مبرّراً للعدوان على لبنان بعد ذلك؟ وما هي الضمانات لذلك؟ بمعنى آخر، من يضمن عدم الاعتداء على لبنان من قِبَل الصّهاينة إذا تركت سلاح الدّفاع عن وطننا أمام تهديداته وأطماعه؟!!

ليس هناك من يستطيع أن يقدّم هذه الضمانات. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هل يملك الجيش اللبناني بما يملك الآن من الأسلحة ومن القوّة ومن الموقف السياسي، أن يُقاتل إسرائيل؟!

هذا سؤال برسم المستقبل، وحين يصبح الجيش اللبناني عدّة وعدداً وعقيدة قتالية قادراً على درء أخطار العدوان الصهيوني، فلن نجد أحداً يزاحم هذا الجيش على دوره الوطني، بل سيتعاون الجميع معه، وحتّى يحصل ذلك، فمن أكبر الأخطاء الاستراتيجية الممكن أن ترتكب بحقّ لبنان وشعبه، هو تحقيق الحلم الإسرائيلي بمعاقبة حزب الله على طرده جيشها ذليلاً مكسوراً من لبنان يجرّ وراءه أذيال الخيبة والهزيمة.

* من كتاب "وطن ممنوع من الصّرف".

إنّ الكثير من اللّبنانيّين ـــــ ولا أتحدّث عن فريق معيّن ـــــ لا يزالون يعتبرون أنّ قوّة لبنان في ضعفه، ولا يزالون يعتبرون أنّ إسرائيل لا تمثّل خطراً على لبنان، وأنّ اللّبنانيّين لا يجوز أن يكونوا أقوياء أمام أيّ عدوان خارجيّ. ولذلك، فإنّ الكثيرين يتحدّثون بطريقة نفاقية، عن مسألة رفض إسرائيل ورفض المصالحة معها، أو أنّ لبنان سيكون آخر من يوقّع معاهدة صلح.

أنا أعتقد أنّ التعامل مع موضوع حسّاس ومصيريّ بهذا الشكل، يُعدّ نوعاً من النفاق السياسي. إنَّ الكثيرين ممّن يتحدّثون بهذه الطريقة، لو أُتيحت لهم الظروف العربية والدولية الملائمة، لبادروا إلى مصالحة إسرائيل اليوم قبل الغد، والدليل على ذلك، أنَّ البعض من هؤلاء بادروا إلى الموافقة على اتّفاق 17 أيار، وأنَّ الكثير منهم يوم كانوا في المجلس النيابيّ، صوَّتوا لصالح هذا الاتفاق.

لذلك، أن يكون لبنان قويّاً أمام إسرائيل، فهذه مسألة مرفوضة عند الكثيرين، إنهم يخافون من أن يكونوا أقوياء. ولعلّنا نعرف ذلك من خلال وعينا أنّ أغلب هؤلاء الفرقاء لم يتحركوا خطوة واحدة أثناء الاحتلال الإسرائيلي قياساً بما تحركوا به ضدّ الوجود السوري! مع أنّ إسرائيل دخلت محتلة، وسوريا دخلت بتوافق لبناني عربي ودولي، ولم تكن جيوشها تندرج في تصنيفات الجيوش المحتلة. وإذا كان هناك نوع من السلبيات التي حصلت في فترة وجودها، فإنّها من خلال طبيعة الممارسات الخاطئة التي قد تتحمّل مسؤوليّتها المخابرات السورية بالتوازي مع الاستخبارات اللبنانية.

من هنا نقول، إنّ الجيش السوري لم يمثّل مشكلة بالنّسبة إلى لبنان، ومع ذلك، فأغلب هؤلاء المعترضين لم يتحرّكوا عندما تحرّكت المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعندما حرّرت الأرض اللبنانية، لم يكن لهم أيّ دور في التحرير، بل هم يمنّون على المقاومة بأنّهم أيّدوها.

ولعلّهم تجاهلوا أنّ مسألة أن تكون لبنانياً في لبنان محتلّ، هي أن تشارك المقاومين في إنهاء الاحتلال، فرفع العلم اللبناني لا يمثِّل حريةً وسيادةً واستقلالاً، العلم اللّبناني لا يمثّل حرية لبنان إلّا من خلال تحرير لبنان، وبعد تحرير الأرض من الاحتلال. والذي يؤكّد عدم إيمان هؤلاء بالعلم المرفوع عن أراضي محرّرة من العدوان، أنّ الكثيرين منهم اليوم يثيرون جدلاً حول لبنانيّة مزارع شبعا، مع أنَّ الأهالي يؤكّدون من خلال وثائقهم أنّها أرض لبنانية.

من هنا، فإنّي لا أتصوّر حلاًّ آخر غير الحوار والتفاهم سبيلاً لايجاد صيغة وطنية مناسبة لمسألة سلاح المقاومة، لأنّ المبدأ الأوليّ أنّ هذا السلاح مرتبط بأزمة الشرق الأوسط، وهو ككلّ القضايا الأخرى المرتبطة بالصّراع العربي الإسرائيلي. وحين تتحدّث الولايات المتحدة وإسرائيل ومجلس الأمن عن أنّ مزارع شبعا سورية، فهذا يعني أنّ هذه القضية لا تحلّ إلّا عند حلّ النـزاع السوري ـــــ الإسرائيلي، وسلاح حزب الله هو جزء من هذا النـزاع.

ونحن نعرف أنّ المقاومة تملك عقلاً سياسياً راشداً في هذا المجال، وهي تسأل كلّ الذين يتحدّثون عن نزع سلاحها واعتبارها ميليشيا: إذا تركنا السلاح وكشفنا بذلك أرضنا ووطننا أمام الإسرائيلين، فهل هناك ضمانات أنّ إسرائيل لن تخلق مبرّراً للعدوان على لبنان بعد ذلك؟ وما هي الضمانات لذلك؟ بمعنى آخر، من يضمن عدم الاعتداء على لبنان من قِبَل الصّهاينة إذا تركت سلاح الدّفاع عن وطننا أمام تهديداته وأطماعه؟!!

ليس هناك من يستطيع أن يقدّم هذه الضمانات. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هل يملك الجيش اللبناني بما يملك الآن من الأسلحة ومن القوّة ومن الموقف السياسي، أن يُقاتل إسرائيل؟!

هذا سؤال برسم المستقبل، وحين يصبح الجيش اللبناني عدّة وعدداً وعقيدة قتالية قادراً على درء أخطار العدوان الصهيوني، فلن نجد أحداً يزاحم هذا الجيش على دوره الوطني، بل سيتعاون الجميع معه، وحتّى يحصل ذلك، فمن أكبر الأخطاء الاستراتيجية الممكن أن ترتكب بحقّ لبنان وشعبه، هو تحقيق الحلم الإسرائيلي بمعاقبة حزب الله على طرده جيشها ذليلاً مكسوراً من لبنان يجرّ وراءه أذيال الخيبة والهزيمة.

* من كتاب "وطن ممنوع من الصّرف".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية