كتابات
06/10/2021

المزجُ بين الفكرِ والعاطفةِ في الوعظِ

المزجُ بين الفكرِ والعاطفةِ في الوعظِ

إنّ الوعظ يتضمّن بالإضافة إلى الفكرة، عنصر اقتحام العاطفة الإنسانيّة والشعور الإنساني، حتّى تكون المسألة مزيجاً من العقل ومن العاطفة. وبذلك، فإنّها تنفذ إلى عقل الإنسان وقلبه، وعندما يُمزَج العقل بالعاطفة، فإنّه يستطيع أن يصنع للإنسان جوّاً يهزّ كيانه، ويدفعه لاحتضان الفكرة، باعتبار أنّ الفكرة تفسح لنفسها، من خلال عناصرها المتنوّعة، المجال الواسع للدخول إلى كيان الإنسان، وهذا ما نلاحظه في كلّ المواعظ التي لا يبتعد فيها جانب الفكر عن جانب الإحساس.

ولعلّنا نجد أنَّ هذا الأسلوب هو الأسلوب المؤثّر في إمكانية وصول الحركة التربويّة إلى أن تصنع من الإنسان شخصاً آخر، على هدى الخطّ الذي تتحرَّك فيه الموعظة أو تتحرَّك فيه التربية، لأنَّ الخطأ الذي يعيشه الكثيرون من النّاس في إطلاق الفكرة، يكمن في أنَّ هناك مَن يُطلِق الفكرة بجفافها العقليّ، بحيث تكون المسألة مسألة معادلات هندسيّة جامدة تخاطب العقل الإنسانيَّ، من دون أن تستجيب لحاجة المناطق الأخرى في الإنسان، والمتّصلة بجانب الإحساس.

وهناك مَن يطلق المسألة بالشّكل العاطفي الذي لا يجعل الإنسان يفكّر بشكلٍ عميق، ما يترك فاصلاً بين الفكر والإيمان. فنحن نجد أنَّ هناك الكثيرين من الناس الذين يحملون الفكر، ولكنّهم لا يؤمنون به، لأنَّ جانب الإيمان هو جانب تحوّل الفكر إلى حالة في الإحساس، وإلى حركة في الشعور.

من هنا، نجد أنّ قيمة الأسلوب القرآنيّ هو أنّه يحاول أن يلتقط مفردات الأسلوب من الحياة، فنرى أنّه يدفع بالفكرة في حركة التأمُّل، ليحيطها بأجواء من الحسّ فيما يرى الإنسان وفيما يسمع وفيما يلمس، وليحرّكها في المناطق الحميمة والعميقة للنفس، من خلال الخوف والرجاء، والحبّ والبغض، وما إلى ذلك.

وعندما نطلّ على هذا المعنى، فإنّنا نجد أنّ أسلوب الوعظ عندما يتحرّك بشكلٍ مدروس جداً، وعندما يكون الوعظ ممّن يأخذ بأسباب القوَّة في الفكر، وبأسباب الرقّة في العاطفة، كما يأخذ بالانفتاح على كلّ المفردات التي يحتاجها العنصر الفكري والعنصر الشعوري، فإنّه يكون قد أحرز أكثر الأساليب نجاحاً في التربية.

*من كتاب "دنيا الشّباب".

إنّ الوعظ يتضمّن بالإضافة إلى الفكرة، عنصر اقتحام العاطفة الإنسانيّة والشعور الإنساني، حتّى تكون المسألة مزيجاً من العقل ومن العاطفة. وبذلك، فإنّها تنفذ إلى عقل الإنسان وقلبه، وعندما يُمزَج العقل بالعاطفة، فإنّه يستطيع أن يصنع للإنسان جوّاً يهزّ كيانه، ويدفعه لاحتضان الفكرة، باعتبار أنّ الفكرة تفسح لنفسها، من خلال عناصرها المتنوّعة، المجال الواسع للدخول إلى كيان الإنسان، وهذا ما نلاحظه في كلّ المواعظ التي لا يبتعد فيها جانب الفكر عن جانب الإحساس.

ولعلّنا نجد أنَّ هذا الأسلوب هو الأسلوب المؤثّر في إمكانية وصول الحركة التربويّة إلى أن تصنع من الإنسان شخصاً آخر، على هدى الخطّ الذي تتحرَّك فيه الموعظة أو تتحرَّك فيه التربية، لأنَّ الخطأ الذي يعيشه الكثيرون من النّاس في إطلاق الفكرة، يكمن في أنَّ هناك مَن يُطلِق الفكرة بجفافها العقليّ، بحيث تكون المسألة مسألة معادلات هندسيّة جامدة تخاطب العقل الإنسانيَّ، من دون أن تستجيب لحاجة المناطق الأخرى في الإنسان، والمتّصلة بجانب الإحساس.

وهناك مَن يطلق المسألة بالشّكل العاطفي الذي لا يجعل الإنسان يفكّر بشكلٍ عميق، ما يترك فاصلاً بين الفكر والإيمان. فنحن نجد أنَّ هناك الكثيرين من الناس الذين يحملون الفكر، ولكنّهم لا يؤمنون به، لأنَّ جانب الإيمان هو جانب تحوّل الفكر إلى حالة في الإحساس، وإلى حركة في الشعور.

من هنا، نجد أنّ قيمة الأسلوب القرآنيّ هو أنّه يحاول أن يلتقط مفردات الأسلوب من الحياة، فنرى أنّه يدفع بالفكرة في حركة التأمُّل، ليحيطها بأجواء من الحسّ فيما يرى الإنسان وفيما يسمع وفيما يلمس، وليحرّكها في المناطق الحميمة والعميقة للنفس، من خلال الخوف والرجاء، والحبّ والبغض، وما إلى ذلك.

وعندما نطلّ على هذا المعنى، فإنّنا نجد أنّ أسلوب الوعظ عندما يتحرّك بشكلٍ مدروس جداً، وعندما يكون الوعظ ممّن يأخذ بأسباب القوَّة في الفكر، وبأسباب الرقّة في العاطفة، كما يأخذ بالانفتاح على كلّ المفردات التي يحتاجها العنصر الفكري والعنصر الشعوري، فإنّه يكون قد أحرز أكثر الأساليب نجاحاً في التربية.

*من كتاب "دنيا الشّباب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية