كتابات
26/09/2021

دعوةُ القرآنِ إلى التّوازنِ في الانتماءِ السياسيِّ

دعوةُ القرآنِ إلى التّوازنِ في الانتماءِ السياسيِّ

عندما نريد أن نعيش تربية القرآن لنا، فإنَّنا قد نثير أمامنا مسألة الانتماء السياسي، لأنَّ هذه المسألة تحتلّ حجماً كبيراً في عملية السلوك الذي يعيشه الإنسان، ولا نقصد بالانتماء السياسي الأطر التي تتحرَّك في الساحة، بل مقصودنا من الانتماء السياسي، هو الانتماء إلى أيّ شخص يحرِّك حياته وحياة الآخرين بطريقة معيّنة، سواء كان حاكماً، أو كان شخصيّة اجتماعية، أو كان حزباً، أو حركة، أو منظّمة، أو أيّ شيءٍ آخر...

إنَّنا قد نعيش في حياتنا الانتماء السياسي بشكلٍ عام، من موقع الانتماء العاطفي، أو من موقع التعصُّب. والقرآن يعالج هذه المسألة، وذلك في كثيرٍ من الآيات التي تتحدّث عن الشخصيات الطاغية التي كانت موجودة في المجتمعات السابقة، ويؤكِّد للإنسان نقاط الضعف الموجودة في داخلهم، ويعمل على أن يُثير مع هذا الإنسان عنصرَ المساواة في الإنسانية، وفي نقاط الضعف الإنساني بينه وبين كلّ الناس الآخرين، ولا سيّما الذين يتبعهم ويؤيّدهم.

ونلتقي بالآية الكريمة التي تقول: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}[الحجّ: 73].

إنَّ هذه الآية توحي للإنسان بأنْ يواجه نقاط الضعف في الأشخاص الذين يملكون مستوىً متقدِّماً على أكثر من صعيدٍ في الحياة الاجتماعية، ليكتشفها وليفهمها، من أجل أن تتوازن النظرة إليهم في وعيه، حتّى يستطيع أن يحكم عليهم حكماً لا يجعله خاضعاً لمظاهر القوّة فيهم.. فالقرآن يريد أن يوازن بين مظاهر القوّة الطاغية في "الشخصيات الكبيرة" في المجتمع، وبين نقاط الضعف الخفيّة التي يحتاج الإنسان أن يكتشفها بأكثر من وسيلة، حتّى تتوازن نظرته، فلا يطغى جانب القوّة ليعيش في نفسه جانب التأليه لهذا الشخص، أو يعيش جانب الانسحاق أمامه.

ونجدُ في آيةٍ أخرى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194].

يريدُ الله سبحانه أن يربط النظرة الإنسانية إلى "الأشخاص" بالواقع الإنساني، فأنتَ عندما تنظر إلى هذا الشخص، كيف يأكل ويشرب، كيف يواجه حالات الضعف الذاتية، كيف يمرض ويتألَّم، كيف يفرح ويحزن، فإنَّه سبحانه يريد منك أن تتمثَّل الناس الآخرين بما تتمثَّل به نفسك، وعند ذلك، تشعر بأنّ عناصرَ القوّة التي تجعلك مسحوقاً أمامهم، ليست شيئاً في ذاتهم، وإنَّما هي أشياء تعيش خارج ذواتهم، وبذلك تكون عناصر طارئة قد يفقدونها غداً.. وهذا التأكيد الدائم لعناصر الضعف في شخصيّاتهم، يُعتبر منهجاً لمواجهة الواقع السياسي والاجتماعي الذي يضغط على فكر الإنسان وحياته، فيجعله مسحوقاً أمام شخصٍ، فينتمي إليه ويخضع له، انطلاقاً من طغيان مظاهر القوّة على شخصيّته.

ويريدُ الله من خلال رفض واقع هؤلاء أن يؤكِّد حريّة الإنسان الذاتية في طريقة انتمائه إلى الآخرين، أو تعامله معهم، وأن ينظر إليهم نظرةً متوازنةً مع نفسه.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

عندما نريد أن نعيش تربية القرآن لنا، فإنَّنا قد نثير أمامنا مسألة الانتماء السياسي، لأنَّ هذه المسألة تحتلّ حجماً كبيراً في عملية السلوك الذي يعيشه الإنسان، ولا نقصد بالانتماء السياسي الأطر التي تتحرَّك في الساحة، بل مقصودنا من الانتماء السياسي، هو الانتماء إلى أيّ شخص يحرِّك حياته وحياة الآخرين بطريقة معيّنة، سواء كان حاكماً، أو كان شخصيّة اجتماعية، أو كان حزباً، أو حركة، أو منظّمة، أو أيّ شيءٍ آخر...

إنَّنا قد نعيش في حياتنا الانتماء السياسي بشكلٍ عام، من موقع الانتماء العاطفي، أو من موقع التعصُّب. والقرآن يعالج هذه المسألة، وذلك في كثيرٍ من الآيات التي تتحدّث عن الشخصيات الطاغية التي كانت موجودة في المجتمعات السابقة، ويؤكِّد للإنسان نقاط الضعف الموجودة في داخلهم، ويعمل على أن يُثير مع هذا الإنسان عنصرَ المساواة في الإنسانية، وفي نقاط الضعف الإنساني بينه وبين كلّ الناس الآخرين، ولا سيّما الذين يتبعهم ويؤيّدهم.

ونلتقي بالآية الكريمة التي تقول: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}[الحجّ: 73].

إنَّ هذه الآية توحي للإنسان بأنْ يواجه نقاط الضعف في الأشخاص الذين يملكون مستوىً متقدِّماً على أكثر من صعيدٍ في الحياة الاجتماعية، ليكتشفها وليفهمها، من أجل أن تتوازن النظرة إليهم في وعيه، حتّى يستطيع أن يحكم عليهم حكماً لا يجعله خاضعاً لمظاهر القوّة فيهم.. فالقرآن يريد أن يوازن بين مظاهر القوّة الطاغية في "الشخصيات الكبيرة" في المجتمع، وبين نقاط الضعف الخفيّة التي يحتاج الإنسان أن يكتشفها بأكثر من وسيلة، حتّى تتوازن نظرته، فلا يطغى جانب القوّة ليعيش في نفسه جانب التأليه لهذا الشخص، أو يعيش جانب الانسحاق أمامه.

ونجدُ في آيةٍ أخرى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأعراف: 194].

يريدُ الله سبحانه أن يربط النظرة الإنسانية إلى "الأشخاص" بالواقع الإنساني، فأنتَ عندما تنظر إلى هذا الشخص، كيف يأكل ويشرب، كيف يواجه حالات الضعف الذاتية، كيف يمرض ويتألَّم، كيف يفرح ويحزن، فإنَّه سبحانه يريد منك أن تتمثَّل الناس الآخرين بما تتمثَّل به نفسك، وعند ذلك، تشعر بأنّ عناصرَ القوّة التي تجعلك مسحوقاً أمامهم، ليست شيئاً في ذاتهم، وإنَّما هي أشياء تعيش خارج ذواتهم، وبذلك تكون عناصر طارئة قد يفقدونها غداً.. وهذا التأكيد الدائم لعناصر الضعف في شخصيّاتهم، يُعتبر منهجاً لمواجهة الواقع السياسي والاجتماعي الذي يضغط على فكر الإنسان وحياته، فيجعله مسحوقاً أمام شخصٍ، فينتمي إليه ويخضع له، انطلاقاً من طغيان مظاهر القوّة على شخصيّته.

ويريدُ الله من خلال رفض واقع هؤلاء أن يؤكِّد حريّة الإنسان الذاتية في طريقة انتمائه إلى الآخرين، أو تعامله معهم، وأن ينظر إليهم نظرةً متوازنةً مع نفسه.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية