كتابات
22/09/2021

مسؤوليّةُ ملاحقةِ الانحرافِ الاجتماعيِّ

مسؤوليّةُ ملاحقةِ الانحرافِ الاجتماعيِّ

قد يتمثّل منطق القوّة في مواجهة الطغيان، في التشريع الإسلاميّ الذي جعل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجباً دينياً مفروضاً على المسلمين ـــ بصورة عامّة ـــ تماماً كأيّ واجب دينيّ آخر، يستحقّ الإنسان العقوبة والعذاب من الله على مخالفته، ويتحمّل ـــ إزاء ذلك ـــ المسؤولية الكبرى على المواقف السلبيّة الحياديّة، مع القدرة على ممارسة المواقف الإيجابيّة الحاسمة.

وخلاصة هذا الواجب: هي أنّ الله ـــ سبحانه ـــ ألزم المسلمين كافةً، بملاحقة عمليّة الانحراف الاجتماعي، سواء منه الانحراف الديني في شؤون التمرّد الفردي على إرادة الله في عباداته ومعاملاته، أو الانحراف الاجتماعي في السلوك الجماعي الذي يبتعد عن خطّ الرّسالة فيما هي مصلحة الفرد والمجتمع، أو الانحراف السياسي المتمثّل في أوضاع الحكم الظّالم الذي يتمثّل في الطغيان السياسي ضدّ الضعفاء والمضطهدين، ما يحوّل قضيّة الحكم إلى عمليّة طغيان وعدوان على البلاد والعباد، باسم المحافظة على قوّة الحكم والنظام، أو الانحراف الاقتصاديّ الذي يتمثّل في السياسة التي تقوم على أساس الاحتكار والاستغلال والغشّ والرّبا وأكل أموال النّاس بالباطل، بالسرقة والرّشوة، ومنع حقوق الجماعات المستضعفة، وغيرها من أساليب الظلم والعدوان.

وإلى الجانب الآخر، أراد من المسلمين أن يساندوا الأوضاع السليمة المستقيمة التي تلتقي مع إرادة الله ومصلحة الإنسان، في أيّ شأن من شؤون الحياة العامّة والخاصّة.

وبذلك، يخلق الإسلام في قلب المجتمع رقابة ذاتية، لا تخضع لتكليف رسميّ، ولا لوظيفة تقليدية، بل تخضع للشعور الإيماني الواعي بالرسالة الإلهيّة التي تتحوّل في قلب الإنسان إلى قوّة دافعة، وفي كيانه الجسديّ إلى قوّة رادعة، على أساس من الانسجام مع وعي المسؤوليّة وحيويتها في حياة الإنسان.

وقد عرفنا أنّ عملية مقاومة الظلم والوقوف بوجهه، من أبرز الأشياء التي تدخل في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنّنا نعرف أنّ إقامة العدل وتدمير الظّلم، من الأُسس القويّة التي ارتكز عليها بناء القاعدة الإسلاميّة.

وعلى ضوء هذا، نعرف كيف يتحوّل هذا الواجب الديني إلى موقف من مواقف القوّة الإنسانيّة في مواجهة الظلم والطغيان، باعتبارهما، من أبرز المنكرات في واقع الحياة الإنسانيّة.

*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".

قد يتمثّل منطق القوّة في مواجهة الطغيان، في التشريع الإسلاميّ الذي جعل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجباً دينياً مفروضاً على المسلمين ـــ بصورة عامّة ـــ تماماً كأيّ واجب دينيّ آخر، يستحقّ الإنسان العقوبة والعذاب من الله على مخالفته، ويتحمّل ـــ إزاء ذلك ـــ المسؤولية الكبرى على المواقف السلبيّة الحياديّة، مع القدرة على ممارسة المواقف الإيجابيّة الحاسمة.

وخلاصة هذا الواجب: هي أنّ الله ـــ سبحانه ـــ ألزم المسلمين كافةً، بملاحقة عمليّة الانحراف الاجتماعي، سواء منه الانحراف الديني في شؤون التمرّد الفردي على إرادة الله في عباداته ومعاملاته، أو الانحراف الاجتماعي في السلوك الجماعي الذي يبتعد عن خطّ الرّسالة فيما هي مصلحة الفرد والمجتمع، أو الانحراف السياسي المتمثّل في أوضاع الحكم الظّالم الذي يتمثّل في الطغيان السياسي ضدّ الضعفاء والمضطهدين، ما يحوّل قضيّة الحكم إلى عمليّة طغيان وعدوان على البلاد والعباد، باسم المحافظة على قوّة الحكم والنظام، أو الانحراف الاقتصاديّ الذي يتمثّل في السياسة التي تقوم على أساس الاحتكار والاستغلال والغشّ والرّبا وأكل أموال النّاس بالباطل، بالسرقة والرّشوة، ومنع حقوق الجماعات المستضعفة، وغيرها من أساليب الظلم والعدوان.

وإلى الجانب الآخر، أراد من المسلمين أن يساندوا الأوضاع السليمة المستقيمة التي تلتقي مع إرادة الله ومصلحة الإنسان، في أيّ شأن من شؤون الحياة العامّة والخاصّة.

وبذلك، يخلق الإسلام في قلب المجتمع رقابة ذاتية، لا تخضع لتكليف رسميّ، ولا لوظيفة تقليدية، بل تخضع للشعور الإيماني الواعي بالرسالة الإلهيّة التي تتحوّل في قلب الإنسان إلى قوّة دافعة، وفي كيانه الجسديّ إلى قوّة رادعة، على أساس من الانسجام مع وعي المسؤوليّة وحيويتها في حياة الإنسان.

وقد عرفنا أنّ عملية مقاومة الظلم والوقوف بوجهه، من أبرز الأشياء التي تدخل في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنّنا نعرف أنّ إقامة العدل وتدمير الظّلم، من الأُسس القويّة التي ارتكز عليها بناء القاعدة الإسلاميّة.

وعلى ضوء هذا، نعرف كيف يتحوّل هذا الواجب الديني إلى موقف من مواقف القوّة الإنسانيّة في مواجهة الظلم والطغيان، باعتبارهما، من أبرز المنكرات في واقع الحياة الإنسانيّة.

*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية