كتابات
16/09/2021

إعادةُ النّظرِ في العاداتِ والانتماءاتِ

إعادةُ النّظرِ في العاداتِ والانتماءاتِ

على الإنسان أن يفكِّر العادات [التي اكتسبها ودرج عليها]، عندما تكون خطأً فعلينا أن نغيّرها، وهذه الانتماءات عندما تكون خطأً علينا أن نغيّرها. بعض الناس يقول الزّمان فسد، ويجيبهم الشّاعر:

يقولون الزّمان به فسادٌ وهم فسدوا وما فسدَ الزَّمانُ

الزّمان ما هو؟ هو هذه الأيام وهذه الساعات والثواني، وهذه كيف تفسد؟ نحن نفسد.

إذاً، الموضة تأتي من أُناس يصنعون الموضة، والعرف الاجتماعيّ يحدثه أُناس يصنعون العرف الاجتماعي، والعادات تأتي من خلال أُناس يصنعون العادات.

وهكذا، فعلى أيّ أساس نحن نلتزم هذه الأمور، ونحن لا نملك حجّةً أمام الله في الالتزام بمن صنعوا هذه الأمور؟ المسألة أنّنا سنقف جميعاً أمام يدي الله، هذه حقيقة، ولكنّنا غافلون عنها تماماً {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافات: 24]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}[النحل: 111]. تعال يا فلان، اقرأ كتابك وحاسِب نفسك {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14]، وهذا يفرض علينا أن لا نعمل عملاً إلّا ونعرف كيف نجيب الله إذا سألنا الله ما هو دفاعكم عنه؟ هذه نقطة أساسية أن نجيب الله عن كلّ سؤال.

"ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهنّ، كان في ظلّ عرش الله عزّ وجلّ يوم لا ظلّ إلّا ظلّه"، من بين هؤلاء الناس، "رجلٌ لم يُقَدِّم رِجْلاً ولم يؤخِّر أخرى، حتّى يعلم أنَّ في ذلك لله رضى" . إذا قال لي أحد لنذهب عند فلان، أو لنسر في تظاهرة، أو لنذهب ونقاتل، عليَّ أن لا أسمح لرجلي أن تتقدَّم إلّا بعد أن أُفكِّر هل يرضى الله بهذا أو لا يرضى؟ أو عندما يقول لي فلان تراجع عن موقفك، فيفترض أن لا أتراجع بحجّة أنّ هذا صاحبي يجب أن لا أغضبه أو هذا قريبي، كما حدث أيّام مسلم بن عقيل، حيث وقف الناس كلّهم في البداية مع مسلم، ولكن سرعان ما جاءت المرأة لولدها، والزوجة لزوجها، والأخت لأخيها، فقلن: يكفيك الناس، تراجع عن موقفك، فتأخذه العاطفة فيتراجع. ونحن في كثيرٍ من الحالات تأخذنا العاطفة ونتراجع.

ولكنَّ الله يريدنا أن لا نتراجع على أساس العاطفة، ولا نتقدَّم على أساس العاطفة، بل نتراجع على أساس رضى الله، ونتقدّم على أساس رضى الله. هل نفكّر بهذه الطريقة؟ إنَّ هذه هي الطريقة الحقيقيّة التي تجعل كلّ إنسان يمتلك الحجج القويّة التي يدافع بها عن نفسه أمام الله.

المصدر  * من كتاب الجمعة منبر ومحراب

على الإنسان أن يفكِّر العادات [التي اكتسبها ودرج عليها]، عندما تكون خطأً فعلينا أن نغيّرها، وهذه الانتماءات عندما تكون خطأً علينا أن نغيّرها. بعض الناس يقول الزّمان فسد، ويجيبهم الشّاعر:

يقولون الزّمان به فسادٌ وهم فسدوا وما فسدَ الزَّمانُ

الزّمان ما هو؟ هو هذه الأيام وهذه الساعات والثواني، وهذه كيف تفسد؟ نحن نفسد.

إذاً، الموضة تأتي من أُناس يصنعون الموضة، والعرف الاجتماعيّ يحدثه أُناس يصنعون العرف الاجتماعي، والعادات تأتي من خلال أُناس يصنعون العادات.

وهكذا، فعلى أيّ أساس نحن نلتزم هذه الأمور، ونحن لا نملك حجّةً أمام الله في الالتزام بمن صنعوا هذه الأمور؟ المسألة أنّنا سنقف جميعاً أمام يدي الله، هذه حقيقة، ولكنّنا غافلون عنها تماماً {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصافات: 24]، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}[النحل: 111]. تعال يا فلان، اقرأ كتابك وحاسِب نفسك {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14]، وهذا يفرض علينا أن لا نعمل عملاً إلّا ونعرف كيف نجيب الله إذا سألنا الله ما هو دفاعكم عنه؟ هذه نقطة أساسية أن نجيب الله عن كلّ سؤال.

"ثلاث خصال من كنّ فيه أو واحدة منهنّ، كان في ظلّ عرش الله عزّ وجلّ يوم لا ظلّ إلّا ظلّه"، من بين هؤلاء الناس، "رجلٌ لم يُقَدِّم رِجْلاً ولم يؤخِّر أخرى، حتّى يعلم أنَّ في ذلك لله رضى" . إذا قال لي أحد لنذهب عند فلان، أو لنسر في تظاهرة، أو لنذهب ونقاتل، عليَّ أن لا أسمح لرجلي أن تتقدَّم إلّا بعد أن أُفكِّر هل يرضى الله بهذا أو لا يرضى؟ أو عندما يقول لي فلان تراجع عن موقفك، فيفترض أن لا أتراجع بحجّة أنّ هذا صاحبي يجب أن لا أغضبه أو هذا قريبي، كما حدث أيّام مسلم بن عقيل، حيث وقف الناس كلّهم في البداية مع مسلم، ولكن سرعان ما جاءت المرأة لولدها، والزوجة لزوجها، والأخت لأخيها، فقلن: يكفيك الناس، تراجع عن موقفك، فتأخذه العاطفة فيتراجع. ونحن في كثيرٍ من الحالات تأخذنا العاطفة ونتراجع.

ولكنَّ الله يريدنا أن لا نتراجع على أساس العاطفة، ولا نتقدَّم على أساس العاطفة، بل نتراجع على أساس رضى الله، ونتقدّم على أساس رضى الله. هل نفكّر بهذه الطريقة؟ إنَّ هذه هي الطريقة الحقيقيّة التي تجعل كلّ إنسان يمتلك الحجج القويّة التي يدافع بها عن نفسه أمام الله.

المصدر  * من كتاب الجمعة منبر ومحراب

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية