كتابات
19/09/2021

المسلمونَ بينَ نقاطِ القوَّةِ ونقاطِ الضّعفِ

المسلمونَ بينَ نقاطِ القوَّةِ ونقاطِ الضّعفِ

قد يقول بعض النّاس: ألا توافق معنا على أنَّ هناك نقاط ضعف فينا؟ ألا توافق على أنّ هناك جهلاً وتخلُّفاً في كثير من المواقع الإسلاميّة؟ ألا توافق معنا على أنَّ هناك ضعفاً في السّلاح وفي التّخطيط وفي فنون الحرب، وأنَّ هناك خللاً في العادات الاجتماعيّة الإسلاميّة؟...

كلّ هذا صحيح. ولكن ألا توافقون معي على أنّنا نملك نقاط قوّة في مواجهة نقاط الضّعف، وعادات حسنة في مقابل العادات السيّئة، وطاقات علميّة في مقابل مواضع الجهل، وعناصر تقدّم في مقابل عناصر التخلُّف؟!

نحن لسنا فوق النّقد، ولسنا القوّة المطلقة، ولكنّنا لسنا الضّعف المطلق. المسألة هي أنّ الاستكبار العالمي، من خلال رموزه الثقافية والسياسية والاقتصادية، يريد أن يثير أمامنا نقاط ضعفنا ونقاط قوّة الآخرين لنسقط أمام الآخرين. وما نريده، هو أن نثير نقاط ضعفنا إلى جانب نقاط قوّتنا، لنستطيع أن نهزم نقاط الضّعف بنقاط القوّة، ولنستطيع أن نواجه الآخرين في نقاط ضعفهم بنقاط قوّتنا.

لهذا، المسألة هي في المفهوم الإسلاميّ، أن تعرف نفسك في نقاط ضعفك وقوّتك كفرد، كمجتمع وكأُمّة، أن تعرف ما هي نقاط ضعفك وما هي نقاط قوّتك، حتّى إذا مَدَحَكَ الآخرون وقالوا لك: إنّك مثال القوّة المطلقة، قل لهم: لا، أنا عندي ضعف. وإذا قال لكَ الآخرون: إنّك تمثّل الضّعف المطلق، قل لهم: إنَّ عندي قوّة. لا توافق الآخرين على رأيهم.

يقال إنّه جاء شخص من المدّاحين بأشعاره إلى عليّ (ع) ومدحَه مدحاً عظيماً، وعليّ (ع) في مستوى المدح العظيم من خلال عناصر العظمة الذاتية، لكنَّه (ع) أراد أن يعطيَ درساً بعد أن فرغ الإنسان من مدحه، قال: "أنا دون ما تقول - مدحتني أكثر ممّا أستحقّ، ولكنّي أعرف أنّك تضحك على نفسك من هذا المدح وليس عليّ أنا - وفوق ما في نفسك" ، أنا أعظم ممّا في نفسك، لأنّني أفهم نفسي في مواقع الضّعف وفي مواقع القوّة.

هذا هو التوازن؛ أن تعرف نفسك حتّى لا يغشَّك النّاس. قالوا لهشام بن الحكم: يا هشام، لو كان في يدك جوزة وقال الناس إنّها لؤلؤة ما نفعك، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس إنّها جوزة ما ضرّك، وأنت تعلم أنّها لؤلؤة.

لهذا، نحن لا نريد أن نسقط أمام كلّ كلمات الإعلام الذي يحاول أن يثير المسألة ليعطينا ألقاباً من صنع أجهزة مخابراته، لنسقط أمام هذه الألقاب، ولنندفع حتّى يرضى عنّا الاستكبار.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

قد يقول بعض النّاس: ألا توافق معنا على أنَّ هناك نقاط ضعف فينا؟ ألا توافق على أنّ هناك جهلاً وتخلُّفاً في كثير من المواقع الإسلاميّة؟ ألا توافق معنا على أنَّ هناك ضعفاً في السّلاح وفي التّخطيط وفي فنون الحرب، وأنَّ هناك خللاً في العادات الاجتماعيّة الإسلاميّة؟...

كلّ هذا صحيح. ولكن ألا توافقون معي على أنّنا نملك نقاط قوّة في مواجهة نقاط الضّعف، وعادات حسنة في مقابل العادات السيّئة، وطاقات علميّة في مقابل مواضع الجهل، وعناصر تقدّم في مقابل عناصر التخلُّف؟!

نحن لسنا فوق النّقد، ولسنا القوّة المطلقة، ولكنّنا لسنا الضّعف المطلق. المسألة هي أنّ الاستكبار العالمي، من خلال رموزه الثقافية والسياسية والاقتصادية، يريد أن يثير أمامنا نقاط ضعفنا ونقاط قوّة الآخرين لنسقط أمام الآخرين. وما نريده، هو أن نثير نقاط ضعفنا إلى جانب نقاط قوّتنا، لنستطيع أن نهزم نقاط الضّعف بنقاط القوّة، ولنستطيع أن نواجه الآخرين في نقاط ضعفهم بنقاط قوّتنا.

لهذا، المسألة هي في المفهوم الإسلاميّ، أن تعرف نفسك في نقاط ضعفك وقوّتك كفرد، كمجتمع وكأُمّة، أن تعرف ما هي نقاط ضعفك وما هي نقاط قوّتك، حتّى إذا مَدَحَكَ الآخرون وقالوا لك: إنّك مثال القوّة المطلقة، قل لهم: لا، أنا عندي ضعف. وإذا قال لكَ الآخرون: إنّك تمثّل الضّعف المطلق، قل لهم: إنَّ عندي قوّة. لا توافق الآخرين على رأيهم.

يقال إنّه جاء شخص من المدّاحين بأشعاره إلى عليّ (ع) ومدحَه مدحاً عظيماً، وعليّ (ع) في مستوى المدح العظيم من خلال عناصر العظمة الذاتية، لكنَّه (ع) أراد أن يعطيَ درساً بعد أن فرغ الإنسان من مدحه، قال: "أنا دون ما تقول - مدحتني أكثر ممّا أستحقّ، ولكنّي أعرف أنّك تضحك على نفسك من هذا المدح وليس عليّ أنا - وفوق ما في نفسك" ، أنا أعظم ممّا في نفسك، لأنّني أفهم نفسي في مواقع الضّعف وفي مواقع القوّة.

هذا هو التوازن؛ أن تعرف نفسك حتّى لا يغشَّك النّاس. قالوا لهشام بن الحكم: يا هشام، لو كان في يدك جوزة وقال الناس إنّها لؤلؤة ما نفعك، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس إنّها جوزة ما ضرّك، وأنت تعلم أنّها لؤلؤة.

لهذا، نحن لا نريد أن نسقط أمام كلّ كلمات الإعلام الذي يحاول أن يثير المسألة ليعطينا ألقاباً من صنع أجهزة مخابراته، لنسقط أمام هذه الألقاب، ولنندفع حتّى يرضى عنّا الاستكبار.

* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية