كتابات
12/09/2021

القناعةُ سبيلُ العيشِ الحرِّ والموقفِ القويِّ

القناعةُ سبيلُ العيشِ الحرِّ والموقفِ القويِّ

حاول الإسلام، في الدعوة إلى تحصيل القوّة، أن يوحي للإنسان بالقناعة النفسيّة، والابتعاد عن الشعور بالطمع الذي يجعل الإنسان مشدوداً إلى الإحساس بالحاجة إلى الآخرين، والشعور بالانسحاق أمام رغباتهم التي لا تقف عند حدّ، فيقع صريعاً تحت نير العبوديّة للآخرين.

فكان الإحساس الذاتي بالقناعة تعبيراً عن الاكتفاء النفسيّ بما تتّسع له طاقاته وإمكاناته فيما يحبّ وفيما يريد، الأمر الذي يجعله يفقد الإحساس بالجوع إزاء أيّ رغبة لا يملك أمر تحقيقها، أو أيّ حاجة لا يملك أمر قضائها. وبذلك، يفقد الشعور بالحاجة المسحوقة إلى الآخرين إزاء الشعور بالغنى أمامهم، فلا يعود للخوف من الآخرين أيّ معنى، فيما يخالفهم فيه، أو يبتعد به عنهم، لأنَّ الخوف خاضع للرغبة التي يخشى فواتها في تلك الحالات، فإذا فقدت الرغبة، ذهب الإحساس بالخطر.

وقد صوّرت النصوص الدينية هذا المعنى أبلغ تصوير، ففي حديث الإمام عليّ (ع) في كلماته القصار: "الطّمع رقّ مؤبّد"1، "الطامع في وثاق الذلّ"2، "كفى بالقناعة ملكاً"3 ، "الغنى الأكبر اليأسُ عمّا في أيدي النّاس"4.

وفي حديث الإمام أبي جعفر محمَّد بن عليّ الباقر والإمام الخامس من أئمة أهل البيت (ع): "بئس العبدُ عبدٌ له طمعٌ يقوده، وبئس العبدُ عبدٌ له رغبةٌ تذلّه"5.

وفي حديث الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمَّد الصادق والإمام السادس من أئمة أهل البيت (ع): "ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه!"6.

إنَّ كلّ هذه الكلمات تلتقي على الفكرة التي تعتبر الطّمع ذلّاً وضعفاً ورقّاً وفقراً، يُفقِد الإنسانَ الثّقةَ بنفسه وبقوّته الذاتيّة، بينما يعتبر القناعة ملكاً، يملك فيه الإنسان نفسه، ويملك فيه الموقف الحرّ القويّ المتحرّك إزاء الآخرين.

ولهذا، كانت دعوة الإسلام إلى رفض الطّمع، للوصول إلى رفض الخوف المدمّر الحاصل منه.

*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".

[1]هج البلاغة، ص:501.

[2](م.ن)، ص:508.

[3](م.ن)، ص:508.

[4]وسائل الشيعة، ج:6، ص:321.

[5]وسائل الشيعة، ج:6، ص:321.

[6]ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 2، ص 1742.

حاول الإسلام، في الدعوة إلى تحصيل القوّة، أن يوحي للإنسان بالقناعة النفسيّة، والابتعاد عن الشعور بالطمع الذي يجعل الإنسان مشدوداً إلى الإحساس بالحاجة إلى الآخرين، والشعور بالانسحاق أمام رغباتهم التي لا تقف عند حدّ، فيقع صريعاً تحت نير العبوديّة للآخرين.

فكان الإحساس الذاتي بالقناعة تعبيراً عن الاكتفاء النفسيّ بما تتّسع له طاقاته وإمكاناته فيما يحبّ وفيما يريد، الأمر الذي يجعله يفقد الإحساس بالجوع إزاء أيّ رغبة لا يملك أمر تحقيقها، أو أيّ حاجة لا يملك أمر قضائها. وبذلك، يفقد الشعور بالحاجة المسحوقة إلى الآخرين إزاء الشعور بالغنى أمامهم، فلا يعود للخوف من الآخرين أيّ معنى، فيما يخالفهم فيه، أو يبتعد به عنهم، لأنَّ الخوف خاضع للرغبة التي يخشى فواتها في تلك الحالات، فإذا فقدت الرغبة، ذهب الإحساس بالخطر.

وقد صوّرت النصوص الدينية هذا المعنى أبلغ تصوير، ففي حديث الإمام عليّ (ع) في كلماته القصار: "الطّمع رقّ مؤبّد"1، "الطامع في وثاق الذلّ"2، "كفى بالقناعة ملكاً"3 ، "الغنى الأكبر اليأسُ عمّا في أيدي النّاس"4.

وفي حديث الإمام أبي جعفر محمَّد بن عليّ الباقر والإمام الخامس من أئمة أهل البيت (ع): "بئس العبدُ عبدٌ له طمعٌ يقوده، وبئس العبدُ عبدٌ له رغبةٌ تذلّه"5.

وفي حديث الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمَّد الصادق والإمام السادس من أئمة أهل البيت (ع): "ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه!"6.

إنَّ كلّ هذه الكلمات تلتقي على الفكرة التي تعتبر الطّمع ذلّاً وضعفاً ورقّاً وفقراً، يُفقِد الإنسانَ الثّقةَ بنفسه وبقوّته الذاتيّة، بينما يعتبر القناعة ملكاً، يملك فيه الإنسان نفسه، ويملك فيه الموقف الحرّ القويّ المتحرّك إزاء الآخرين.

ولهذا، كانت دعوة الإسلام إلى رفض الطّمع، للوصول إلى رفض الخوف المدمّر الحاصل منه.

*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".

[1]هج البلاغة، ص:501.

[2](م.ن)، ص:508.

[3](م.ن)، ص:508.

[4]وسائل الشيعة، ج:6، ص:321.

[5]وسائل الشيعة، ج:6، ص:321.

[6]ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 2، ص 1742.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية