ركّز القرآن الكريـم على عنصر التوكّل على الله، كأحد العناصر النفسيّة التي توحي للإنسان بالثّقة والطمأنينة، وتبعده عن الشّعور بالخوف، كسبيل من سبل الإيحاء بالقوّة، لأنَّها تحميه من القلق النفسي المدمّر الذي يثير فيه نوازع الضّعف أمام القوى البشرية أو الطبيعية التي لا تدخل في نطاق قدرته، عندما يخطر له ـ وهو في مجال العمل ـ أنَّها قد تنطلق لتحطّم له كلّ أعماله ومشاريعه.
فكان التوكّل على الله عنصر الأمان ضدّ المجهول، أو غير المنظور، بعد أن يكون الإنسان قد استكمل كلّ عناصر النجاح للعمل، وبعد أن تكون الإرادة بدأت في التحرّك، وذلك هو قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله} [آل عمران: 159].
وقد أوضحت النصوص الدينية المنقولة عن النبيّ محمَّد (ص) الصورة الصحيحة للتوكّل، فقد ورد في بعض أحاديث السيرة النبوية الشريفة، أنَّ حواراً طريفاً حدث بين النبيّ وبين جبرائيل حول عدّة قضايا ومفاهيم إسلاميّة:
"قلت [والكلام للنبيّ (ص)]: ما التوكّل على الله؟ قال: العلم بأنَّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع، ولا يُعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك، لا يعمل لأحد سوى الله، ولـم يرج ولـم يخف سوى الله، ولـم يطع في أحد سوى الله "1 .
ونلاحظ في بعض الأحاديث، إيحاءً بالقوَّة التي يمثّلها التوكّل، كما جاء في الحديث عن الإمام جعفر بن محمَّد الصّادق (ع): "إنَّ الغنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا "2 .
وفي الحديث المأثور عنه جواباً عن سؤال بعض أصحابه له عن التوكّل: "ما حدّ التوكّل؟ قال: اليقين. قلت: فما اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئاً "3 .
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".
[1] وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج: 6، ص: 152.
[2] (م.ن)، ص: 166.
[3] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 182.
ركّز القرآن الكريـم على عنصر التوكّل على الله، كأحد العناصر النفسيّة التي توحي للإنسان بالثّقة والطمأنينة، وتبعده عن الشّعور بالخوف، كسبيل من سبل الإيحاء بالقوّة، لأنَّها تحميه من القلق النفسي المدمّر الذي يثير فيه نوازع الضّعف أمام القوى البشرية أو الطبيعية التي لا تدخل في نطاق قدرته، عندما يخطر له ـ وهو في مجال العمل ـ أنَّها قد تنطلق لتحطّم له كلّ أعماله ومشاريعه.
فكان التوكّل على الله عنصر الأمان ضدّ المجهول، أو غير المنظور، بعد أن يكون الإنسان قد استكمل كلّ عناصر النجاح للعمل، وبعد أن تكون الإرادة بدأت في التحرّك، وذلك هو قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله} [آل عمران: 159].
وقد أوضحت النصوص الدينية المنقولة عن النبيّ محمَّد (ص) الصورة الصحيحة للتوكّل، فقد ورد في بعض أحاديث السيرة النبوية الشريفة، أنَّ حواراً طريفاً حدث بين النبيّ وبين جبرائيل حول عدّة قضايا ومفاهيم إسلاميّة:
"قلت [والكلام للنبيّ (ص)]: ما التوكّل على الله؟ قال: العلم بأنَّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع، ولا يُعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك، لا يعمل لأحد سوى الله، ولـم يرج ولـم يخف سوى الله، ولـم يطع في أحد سوى الله "1 .
ونلاحظ في بعض الأحاديث، إيحاءً بالقوَّة التي يمثّلها التوكّل، كما جاء في الحديث عن الإمام جعفر بن محمَّد الصّادق (ع): "إنَّ الغنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا "2 .
وفي الحديث المأثور عنه جواباً عن سؤال بعض أصحابه له عن التوكّل: "ما حدّ التوكّل؟ قال: اليقين. قلت: فما اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله شيئاً "3 .
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".
[1] وسائل الشّيعة، الحرّ العاملي، ج: 6، ص: 152.
[2] (م.ن)، ص: 166.
[3] بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 67، ص 182.