كتابات
07/09/2021

علاقةُ الاضطهادِ والأزماتِ بعواملِ الخرافةِ

علاقةُ الاضطهادِ والأزماتِ بعواملِ الخرافةِ

[هل من علاقة بين الاضطهاد السياسيّ والكبت الاجتماعيّ والأزمات الاقتصاديّة، وبين تكاثر عوامل الخرافة والسّحر والتّنجيم والقضايا الروحانيّة؟]

هناك مسألة، وهي أنّ الإنسان عندما يعيش الاختناق والاضطهاد والسقوط النفسي والاقتصادي والسياسي، بحيث يشعر بالحصار، فإنّه يحاول أن ينطلق الجوانب الغيبيّة. وهي على قسمين:

أ ـ ما أكّده الخطّ الديني، وهو الرجوع إلى الله، ولكن بالاستعانة بهذه القوّة القاهرة والقادرة والرجوع إليها، لأنَّ الله يجعل المخرج حيث لا مخرج، ولكن بشرط أن يهيِّئ الإنسان من نفسه كلّ الوسائل التي توصله إلى النتائج، ثم يطلب من الله أن يهيِّئ له النتائج الإيجابيّة في ما لا يستطيعه. وهذا هو معنى التوكّل في الإسلام. والتوكّل غير الاتّكال، فالتوكّل هو أن يعمل بكلّ ما لديه من مسائل للوصول إلى المقصد والغاية الإنسانيّة المرادة، ثم يقف المرء أمام المستقبل ليقول لله: يا ربِّ، هذا ما أستطيع، فأعنّي على ما لا أستطيع.. وعن الصّادق (ع): "المتوكّلون هم الزرّاعون"، أي إذا أردت نموذجاً للمتوكّل، فانظر إلى الزّارع كيف يقوم بعمله، وعندما تأتي العواصف، فإنه يطلب من الله أن يصرفها عنه. هذا هو الجانب الإسلاميّ الذي يربط بين الواقعيّة والغيبيّة، وبين الجهد الإنساني والجانب الروحاني.

ب ـ وهناك حالة أخرى، وهي أن يجلس الإنسان في بيته ويركن إلى الدّعاء: "اللّهمّ ارزقني"، أو أن يترك الأسباب التي بين يديه ويدعو بالنصر والغلبة على الآخرين، أو يحاول اللّجوء إلى تفسير الظواهر المحيطة فيما يرجع إلى أسباب معيّنة، فيحاول أن يهرب من مناقشة هذه الأسباب أو دراستها إلى الأمور الخفيّة، ليفسّر جانب العجز بأنّه لوجود أشياء خفيّة غير مرئيّة، أو ليفسِّر بعض الجوانب الصحيّة بالأمور الغيبيّة، وهو ما يفسح في المجال للخرافة، وهو إغفال الإنسان عن الأسباب الطبيعيّة للظاهرة الكونيّة والحياتيّة. إنها عمليّة هروب من الواقع...

إنّ الإنسان عندما يشعر بعجزه عن مواجهة الأشياء، يحاول الهروب من المواجهة الّتي قد تكلّفه الكثير، فيرجع إلى الأشياء الخفيَّة أو التي تولّد الخرافة، وتجعل الإنسان يشعر بالسقوط أمام الأساطير.

*من كتاب "عن مواقف وسنوات وشخصيّات".

[هل من علاقة بين الاضطهاد السياسيّ والكبت الاجتماعيّ والأزمات الاقتصاديّة، وبين تكاثر عوامل الخرافة والسّحر والتّنجيم والقضايا الروحانيّة؟]

هناك مسألة، وهي أنّ الإنسان عندما يعيش الاختناق والاضطهاد والسقوط النفسي والاقتصادي والسياسي، بحيث يشعر بالحصار، فإنّه يحاول أن ينطلق الجوانب الغيبيّة. وهي على قسمين:

أ ـ ما أكّده الخطّ الديني، وهو الرجوع إلى الله، ولكن بالاستعانة بهذه القوّة القاهرة والقادرة والرجوع إليها، لأنَّ الله يجعل المخرج حيث لا مخرج، ولكن بشرط أن يهيِّئ الإنسان من نفسه كلّ الوسائل التي توصله إلى النتائج، ثم يطلب من الله أن يهيِّئ له النتائج الإيجابيّة في ما لا يستطيعه. وهذا هو معنى التوكّل في الإسلام. والتوكّل غير الاتّكال، فالتوكّل هو أن يعمل بكلّ ما لديه من مسائل للوصول إلى المقصد والغاية الإنسانيّة المرادة، ثم يقف المرء أمام المستقبل ليقول لله: يا ربِّ، هذا ما أستطيع، فأعنّي على ما لا أستطيع.. وعن الصّادق (ع): "المتوكّلون هم الزرّاعون"، أي إذا أردت نموذجاً للمتوكّل، فانظر إلى الزّارع كيف يقوم بعمله، وعندما تأتي العواصف، فإنه يطلب من الله أن يصرفها عنه. هذا هو الجانب الإسلاميّ الذي يربط بين الواقعيّة والغيبيّة، وبين الجهد الإنساني والجانب الروحاني.

ب ـ وهناك حالة أخرى، وهي أن يجلس الإنسان في بيته ويركن إلى الدّعاء: "اللّهمّ ارزقني"، أو أن يترك الأسباب التي بين يديه ويدعو بالنصر والغلبة على الآخرين، أو يحاول اللّجوء إلى تفسير الظواهر المحيطة فيما يرجع إلى أسباب معيّنة، فيحاول أن يهرب من مناقشة هذه الأسباب أو دراستها إلى الأمور الخفيّة، ليفسّر جانب العجز بأنّه لوجود أشياء خفيّة غير مرئيّة، أو ليفسِّر بعض الجوانب الصحيّة بالأمور الغيبيّة، وهو ما يفسح في المجال للخرافة، وهو إغفال الإنسان عن الأسباب الطبيعيّة للظاهرة الكونيّة والحياتيّة. إنها عمليّة هروب من الواقع...

إنّ الإنسان عندما يشعر بعجزه عن مواجهة الأشياء، يحاول الهروب من المواجهة الّتي قد تكلّفه الكثير، فيرجع إلى الأشياء الخفيَّة أو التي تولّد الخرافة، وتجعل الإنسان يشعر بالسقوط أمام الأساطير.

*من كتاب "عن مواقف وسنوات وشخصيّات".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية