لنتعلَّم أنْ نفتح قلوبنا للمؤمنين، بحيث نستشعر بأنّ إيمانهم يمثّل القيمة العالية في واقعنا، لا أنْ ننساق وراء غرائزنا ونتحدَّثَ بما لا يرضاه الله، فنفضِّل الكافرين على المؤمنين، تماماً كما يقول البعض: المؤمنون ليس لهم دين، أخطأوا في كذا وفعلوا كذا، فيمكن أن يكون الكافرون أفضل منهم!
بعض النّاس يعيشون هذا المنطق غير السَّليم، والله تعالى يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: 35 ـــ 36].
ربّما كانت هذه المسألة غائبةً عن أذهاننا ونحن ينالُ بعضنا من بعض. ولذا، فإنَّ إطلاق الاتهامات وتحكيم الظنّ السيّئ والحكمَ بغير علم، أمرٌ لا يجوز من الناحية الشرعيّة، والله تعالى سيحاسب مَنْ يعيش هذه الذهنيّة.
ومن هنا، فإنَّ الواجب يحتّم علينا أن نجعل دروبنا دروباً آمنة، وعلاقاتنا علاقاتٍ منفتحة وواعية، حتّى نملك الموقف الموحَّد الذي نستطيع بواسِطته أن نقفَ أمامَ أعدائنا وأعداء الله من موقعٍ واحد وموقفٍ واحد، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: 10]، حتّى نحميَ ساحتنا ونمنع اختراقها والقضاء عليها، وهذا لا يكون إلَّا من خلال محبّة وقوّة الإيمان بين المؤمنين.
وممّا جاء في الرواية، أنَّ أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) رآه صاحبٌ له يدعو في يوم عرفة، وعيناه كعلقتي دم من الاحمرار بسبب البكاء، وبعد أن انتهى من دعائه، قال له: رأيتُ مظهراً حسناً فيك، فأتمنّى أن يحصل لي هذا الخشوع، فلعلَّك دعوتَ لنفسك فيما يهُمّك. قال: لا والله، ما دعوتُ إلّا لإخواني، وقد قال سيّدي الإمام الصّادق (ع): "إنَّ المؤمن إذا دعا لأخيه بظهر الغيب، قالت له الملائكة: ولكَ مثلاه"1. فدعاؤك لأخيك بأنْ يغفرَ اللهُ ذنبه ويقضيَ حوائجه ويخفّف عنه أحزانه، يُدخل المحبّة إلى قلبك، وتشتدّ العلاقة بينك وبينه.
فلنحاول أن نقتديَ بسيرة الأنبياء (ع) والأئمّة من أهل البيت (ع)، ولنرفع أيدينا إلى الله كما رفع إبراهيم (ع) يديه {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[إبراهيم: 41]، اجعلنا نقف بين يديك مغفوراً لنا، حتّى لا تُثقل علينا الحساب، ولا نواجهَ في الآخرة الخوف من عذابك ونارك.
*من كتاب "من عرفان القرآن".
[1] بحار الأنوار: ج93، ص317.
لنتعلَّم أنْ نفتح قلوبنا للمؤمنين، بحيث نستشعر بأنّ إيمانهم يمثّل القيمة العالية في واقعنا، لا أنْ ننساق وراء غرائزنا ونتحدَّثَ بما لا يرضاه الله، فنفضِّل الكافرين على المؤمنين، تماماً كما يقول البعض: المؤمنون ليس لهم دين، أخطأوا في كذا وفعلوا كذا، فيمكن أن يكون الكافرون أفضل منهم!
بعض النّاس يعيشون هذا المنطق غير السَّليم، والله تعالى يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[القلم: 35 ـــ 36].
ربّما كانت هذه المسألة غائبةً عن أذهاننا ونحن ينالُ بعضنا من بعض. ولذا، فإنَّ إطلاق الاتهامات وتحكيم الظنّ السيّئ والحكمَ بغير علم، أمرٌ لا يجوز من الناحية الشرعيّة، والله تعالى سيحاسب مَنْ يعيش هذه الذهنيّة.
ومن هنا، فإنَّ الواجب يحتّم علينا أن نجعل دروبنا دروباً آمنة، وعلاقاتنا علاقاتٍ منفتحة وواعية، حتّى نملك الموقف الموحَّد الذي نستطيع بواسِطته أن نقفَ أمامَ أعدائنا وأعداء الله من موقعٍ واحد وموقفٍ واحد، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: 10]، حتّى نحميَ ساحتنا ونمنع اختراقها والقضاء عليها، وهذا لا يكون إلَّا من خلال محبّة وقوّة الإيمان بين المؤمنين.
وممّا جاء في الرواية، أنَّ أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) رآه صاحبٌ له يدعو في يوم عرفة، وعيناه كعلقتي دم من الاحمرار بسبب البكاء، وبعد أن انتهى من دعائه، قال له: رأيتُ مظهراً حسناً فيك، فأتمنّى أن يحصل لي هذا الخشوع، فلعلَّك دعوتَ لنفسك فيما يهُمّك. قال: لا والله، ما دعوتُ إلّا لإخواني، وقد قال سيّدي الإمام الصّادق (ع): "إنَّ المؤمن إذا دعا لأخيه بظهر الغيب، قالت له الملائكة: ولكَ مثلاه"1. فدعاؤك لأخيك بأنْ يغفرَ اللهُ ذنبه ويقضيَ حوائجه ويخفّف عنه أحزانه، يُدخل المحبّة إلى قلبك، وتشتدّ العلاقة بينك وبينه.
فلنحاول أن نقتديَ بسيرة الأنبياء (ع) والأئمّة من أهل البيت (ع)، ولنرفع أيدينا إلى الله كما رفع إبراهيم (ع) يديه {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[إبراهيم: 41]، اجعلنا نقف بين يديك مغفوراً لنا، حتّى لا تُثقل علينا الحساب، ولا نواجهَ في الآخرة الخوف من عذابك ونارك.
*من كتاب "من عرفان القرآن".
[1] بحار الأنوار: ج93، ص317.