أن تكون إنساناً، يعني أن تعيش إنسانيّتك في إغناء معنى الإنسانيّة في ذاتك،
لتعيش في الأفق الرحب، ولتمتلك القدرة على أنسنة كلّ شيء من حولك، ولتعطي لكلّ ما
تدركه وتحسّه وتتنفّسه نفحة إنسانيّة.
لقد خلق الله الجوَّ للإنسان، وأراد له أن يتحمل مسؤوليّته، وأن يعيش كلّ هذه
الرّحابة؛ رحابة الكون في أرضه وسمائه، ورحابة كلّ هذا الهواء الّذي لا يرسم حدوداً
لحركته.
لقد خلق الله الإنسان وجعله خليفةً له في هذا الكون، من أجل أن يعطي الكون من عقله
وعياً، ومن قلبه حبّاً، ومن إحساسه نقاءً وطهارةً وحركةً في العمق، ولكنَّ المشكلة
هي أنَّ الإنسان عندما يتحرّك، فإنَّه يعيش معنى الغريزة في عقله وقلبه وإحساسه،
بما في ذلك الهواء والماء والأرض التي يحيا في رحابها.
إنَّ الله أراد للإنسان أن يعقّل الغريزة وأن يعقّل العاطفة، ولكنَّنا في كثيرٍ من
الأوضاع والنّماذج، نحوِّل العقل إلى حالة غرائزية تخطّط للشرّ وتستبعد الخير.
أن تكون إنساناً، يعني أن تتحسَّس إنسانيَّتك في الآخر، وتشعر بأنَّك لست الإنسان
الأوحد في الكون، فحتى لو كنت تحمل الكثير من الفكر ومن الخبرة ومن القوّة، فإنَّ
هناك إنساناً آخر مثلك له تطلّعات كتطلّعاتك، وأحلام كأحلامك، وآلام كآلامك، فلماذا
تصرّ على أن يحمل النّاس همّك ولا تحمل أنت همّ الآخرين؟! إنَّك تختلف مع الآخرين؛
تختلف ديناً مع الذين يدينون بدينٍ آخر، وتختلف مذهباً مع الّذين يتمذهبون بمذهبٍ
آخر، وتختلف سياسةً مع الذين يتحرّكون في السياسات على اختلافها، وعندما تنطلق كلّ
هذه الخلافات، لماذا لا تجعل للآخر الحقَّ في أن يختلف معك، وتصرّ على امتلاكك
الحصريّ للحقّ، وتمنع عن غيرك أيّ نسبة فيه؟!
أيُّها المتعاظم في فكرك، والمتعاظم في انتمائك، والمتورّم في شخصيّته بدون شحم، هل
تتصوّر أنَّك تستطيع أن تفتح عقول النّاس بعقدتك أو بعصبيّتك؟ إنَّ الذين يحبّون أن
تتحرّك رسالتهم وقضيّتهم وفكرتهم في الواقع الكلّيّ، لا بُدَّ لهم أن يفتحوا كلّ
عقلهم على الواقع، وأن يعملوا على أن يفتحوا عقول النّاس على عقلهم.
إنَّ أقرب طريقٍ إلى عقل الإنسان هو قلبه، ومشكلتنا أنَّنا نعقد قلوبنا على أقفالها...
إنَّنا لـم نتعلّم من الكتب السماويّة، ولـم نتعلّم من كثيرٍ من مفاهيمنا من خلال
الرّسل.. ما رأيكم أن نتعلَّم من كلِّ آلامنا وجراحاتنا؟ فلعلّها تقودنا إلى أن
نفهم إسلامنا بشكلٍ أرحب، وأن نفهم مسيحيَّتنا بشكلٍ أرحب، وأن ندفع إنساننا بشكلٍ
أرحب.
إنَّ هناك فرقاً بين التعصّب والاتزان، فالتعصّب انغلاق يلغي علاقتك بالآخر،
والاتّزان غنى ينفتح بك على الآخر، المتعصّبون جبناء وضعفاء، لأنَّهم يخافون من
الاستماع إلى الآخر خوفاً من اكتشاف الحقيقة عنده، أمّا الملتزم، فهو إنسان يلتزم
لأنَّه وجد الحقيقة عنده، ولذلك، فهو يعطي من عقله وقلبه، ليستمع إلى شيء مما عند
الآخر لعلّه يرى الحقيقة.
*من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاري".
أن تكون إنساناً، يعني أن تعيش إنسانيّتك في إغناء معنى الإنسانيّة في ذاتك،
لتعيش في الأفق الرحب، ولتمتلك القدرة على أنسنة كلّ شيء من حولك، ولتعطي لكلّ ما
تدركه وتحسّه وتتنفّسه نفحة إنسانيّة.
لقد خلق الله الجوَّ للإنسان، وأراد له أن يتحمل مسؤوليّته، وأن يعيش كلّ هذه
الرّحابة؛ رحابة الكون في أرضه وسمائه، ورحابة كلّ هذا الهواء الّذي لا يرسم حدوداً
لحركته.
لقد خلق الله الإنسان وجعله خليفةً له في هذا الكون، من أجل أن يعطي الكون من عقله
وعياً، ومن قلبه حبّاً، ومن إحساسه نقاءً وطهارةً وحركةً في العمق، ولكنَّ المشكلة
هي أنَّ الإنسان عندما يتحرّك، فإنَّه يعيش معنى الغريزة في عقله وقلبه وإحساسه،
بما في ذلك الهواء والماء والأرض التي يحيا في رحابها.
إنَّ الله أراد للإنسان أن يعقّل الغريزة وأن يعقّل العاطفة، ولكنَّنا في كثيرٍ من
الأوضاع والنّماذج، نحوِّل العقل إلى حالة غرائزية تخطّط للشرّ وتستبعد الخير.
أن تكون إنساناً، يعني أن تتحسَّس إنسانيَّتك في الآخر، وتشعر بأنَّك لست الإنسان
الأوحد في الكون، فحتى لو كنت تحمل الكثير من الفكر ومن الخبرة ومن القوّة، فإنَّ
هناك إنساناً آخر مثلك له تطلّعات كتطلّعاتك، وأحلام كأحلامك، وآلام كآلامك، فلماذا
تصرّ على أن يحمل النّاس همّك ولا تحمل أنت همّ الآخرين؟! إنَّك تختلف مع الآخرين؛
تختلف ديناً مع الذين يدينون بدينٍ آخر، وتختلف مذهباً مع الّذين يتمذهبون بمذهبٍ
آخر، وتختلف سياسةً مع الذين يتحرّكون في السياسات على اختلافها، وعندما تنطلق كلّ
هذه الخلافات، لماذا لا تجعل للآخر الحقَّ في أن يختلف معك، وتصرّ على امتلاكك
الحصريّ للحقّ، وتمنع عن غيرك أيّ نسبة فيه؟!
أيُّها المتعاظم في فكرك، والمتعاظم في انتمائك، والمتورّم في شخصيّته بدون شحم، هل
تتصوّر أنَّك تستطيع أن تفتح عقول النّاس بعقدتك أو بعصبيّتك؟ إنَّ الذين يحبّون أن
تتحرّك رسالتهم وقضيّتهم وفكرتهم في الواقع الكلّيّ، لا بُدَّ لهم أن يفتحوا كلّ
عقلهم على الواقع، وأن يعملوا على أن يفتحوا عقول النّاس على عقلهم.
إنَّ أقرب طريقٍ إلى عقل الإنسان هو قلبه، ومشكلتنا أنَّنا نعقد قلوبنا على أقفالها...
إنَّنا لـم نتعلّم من الكتب السماويّة، ولـم نتعلّم من كثيرٍ من مفاهيمنا من خلال
الرّسل.. ما رأيكم أن نتعلَّم من كلِّ آلامنا وجراحاتنا؟ فلعلّها تقودنا إلى أن
نفهم إسلامنا بشكلٍ أرحب، وأن نفهم مسيحيَّتنا بشكلٍ أرحب، وأن ندفع إنساننا بشكلٍ
أرحب.
إنَّ هناك فرقاً بين التعصّب والاتزان، فالتعصّب انغلاق يلغي علاقتك بالآخر،
والاتّزان غنى ينفتح بك على الآخر، المتعصّبون جبناء وضعفاء، لأنَّهم يخافون من
الاستماع إلى الآخر خوفاً من اكتشاف الحقيقة عنده، أمّا الملتزم، فهو إنسان يلتزم
لأنَّه وجد الحقيقة عنده، ولذلك، فهو يعطي من عقله وقلبه، ليستمع إلى شيء مما عند
الآخر لعلّه يرى الحقيقة.
*من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاري".