نظريّة الواقعيّة الثوريّة، تعني أن لا تقبل بالأمر الواقع، بل أن ترفضه لتغيّره بطريقة واقعيَّة، ومعنى هذه الطّريقة الواقعيّة، أن تدرس الظّروف لتفكّر كيف تغير هذه الظّروف، أن تدرس موازين القوى لتفكّر كيف يمكن أن تستحدث موازين جديدة تصارع فيها هذه القوى. معنى الطريقة الواقعيّة، أن تغيّر الواقع بأدوات الواقع، لا بالأدوات التي تنتظر الآخرين ليصنعوها لك، أو أن تنتظر الغيب حتّى يمنحك إيّاها، بل بالأدوات التي تصنعها أنت من أجل أن تغير الواقع.
عندما تفكّر في قوّة الأقوياء، ارجع إلى التّاريخ، وانظر كيف كان هؤلاء، وكيف كان تاريخهم تاريخ الضّعف، إنّك سترى أنّ قوّتهم ليست معجزة وليست غيباً، وليست حتميّة تاريخيّة ذاتيّة، قوّتهم كانت حالة طبيعيّة عاديّة من خلال ما أخذوه من أسباب القوّة ووسائلها. عندما تفكّر في القوّة، فكّر في القوّة التي ضعفت، وعندما تفكّر في الضّعف، فكّر في الضّعف الّذي تحوَّل إِلى قوّة.
إِنَّ علينا أن ننطلق من خلال هذه الواقعيّة الثوريّة التي ترتبط بالهدف ولا تنفصل لحظةً عنه، أي أن تخطّط له، وتحاول أن تقحم كثيراً من الأوضاع في حركة المسيرة نحو الهدف، لا تنتظر أن يقحمك الآخرون، ولكن فكّر - لا بطريقة الحرتقة، بل بطريقة الخطّة - كيف تورّط الآخرين، فتواجه المعادلات الإقليمية والدوليّة والمحلية، فيما يسميه الجميع بالخطوط الحمر التي يقف الناس أمامها كما يقفون أمام القضاء والقدر؛ أن نفكّر في هذه المعادلات، لا على أنها قضاء وقدر، بل نتيجة صنع الإنسان، وأنّ من الممكن تخريب كثير من هذه المعادلات بطريقة أخرى.
قد يسمّونك إرهابيّاً، أو متعصّباً، أو متطرّفاً أو فوضويّاً، قد يسمّونك وحشيّاً لا إنسانيّاً. ولكنّ هذه الكلمات قد اختزنها قاموس الحرب السياسيّة الإعلاميّة من أجل أن تهزم الّذين ينهزمون أمام كلّ كلمة، ولكنّها لن تهزم الذين يقفون وهم مؤمنون بما فعلوا، ويؤمنون أيضاً بأنهم ليسوا إرهابيّين ولكنّهم طلّاب حريّة، وليسوا فوضويّين ولكنّهم طلّاب نظام ينطلق من خلال احترام إنسانيّة الإنسان، وليسوا وحوشاً، ولكنهم يريدون أن يقفوا ضدّ كلّ الوحوش الذين يريدون أن يأكلوا كلّ حضارة الإنسان وقضاياه.
هذا هو أسلوب الواقعيّة الثوريّة، الأسلوب الذي يجعلنا نفكّر في المسألة بطريقة مختلفة: أن نضع الهدف أمامنا: تحرير القدس، وتحرير فلسطين، وتحرير كلّ بلد مستضعف، أن نضع الهدف نحن المسلمين، نحن المستضعفين... علينا أن نفكّر بجديّ وموضوعيّة، حتّى نصل إلى الغاية من خلال خطّة عمليّة مرسومة، متجاوزين فيها كلّ العقبات التي يزرعها أولئك.
* من كتاب "من أجل الإسلام".
نظريّة الواقعيّة الثوريّة، تعني أن لا تقبل بالأمر الواقع، بل أن ترفضه لتغيّره بطريقة واقعيَّة، ومعنى هذه الطّريقة الواقعيّة، أن تدرس الظّروف لتفكّر كيف تغير هذه الظّروف، أن تدرس موازين القوى لتفكّر كيف يمكن أن تستحدث موازين جديدة تصارع فيها هذه القوى. معنى الطريقة الواقعيّة، أن تغيّر الواقع بأدوات الواقع، لا بالأدوات التي تنتظر الآخرين ليصنعوها لك، أو أن تنتظر الغيب حتّى يمنحك إيّاها، بل بالأدوات التي تصنعها أنت من أجل أن تغير الواقع.
عندما تفكّر في قوّة الأقوياء، ارجع إلى التّاريخ، وانظر كيف كان هؤلاء، وكيف كان تاريخهم تاريخ الضّعف، إنّك سترى أنّ قوّتهم ليست معجزة وليست غيباً، وليست حتميّة تاريخيّة ذاتيّة، قوّتهم كانت حالة طبيعيّة عاديّة من خلال ما أخذوه من أسباب القوّة ووسائلها. عندما تفكّر في القوّة، فكّر في القوّة التي ضعفت، وعندما تفكّر في الضّعف، فكّر في الضّعف الّذي تحوَّل إِلى قوّة.
إِنَّ علينا أن ننطلق من خلال هذه الواقعيّة الثوريّة التي ترتبط بالهدف ولا تنفصل لحظةً عنه، أي أن تخطّط له، وتحاول أن تقحم كثيراً من الأوضاع في حركة المسيرة نحو الهدف، لا تنتظر أن يقحمك الآخرون، ولكن فكّر - لا بطريقة الحرتقة، بل بطريقة الخطّة - كيف تورّط الآخرين، فتواجه المعادلات الإقليمية والدوليّة والمحلية، فيما يسميه الجميع بالخطوط الحمر التي يقف الناس أمامها كما يقفون أمام القضاء والقدر؛ أن نفكّر في هذه المعادلات، لا على أنها قضاء وقدر، بل نتيجة صنع الإنسان، وأنّ من الممكن تخريب كثير من هذه المعادلات بطريقة أخرى.
قد يسمّونك إرهابيّاً، أو متعصّباً، أو متطرّفاً أو فوضويّاً، قد يسمّونك وحشيّاً لا إنسانيّاً. ولكنّ هذه الكلمات قد اختزنها قاموس الحرب السياسيّة الإعلاميّة من أجل أن تهزم الّذين ينهزمون أمام كلّ كلمة، ولكنّها لن تهزم الذين يقفون وهم مؤمنون بما فعلوا، ويؤمنون أيضاً بأنهم ليسوا إرهابيّين ولكنّهم طلّاب حريّة، وليسوا فوضويّين ولكنّهم طلّاب نظام ينطلق من خلال احترام إنسانيّة الإنسان، وليسوا وحوشاً، ولكنهم يريدون أن يقفوا ضدّ كلّ الوحوش الذين يريدون أن يأكلوا كلّ حضارة الإنسان وقضاياه.
هذا هو أسلوب الواقعيّة الثوريّة، الأسلوب الذي يجعلنا نفكّر في المسألة بطريقة مختلفة: أن نضع الهدف أمامنا: تحرير القدس، وتحرير فلسطين، وتحرير كلّ بلد مستضعف، أن نضع الهدف نحن المسلمين، نحن المستضعفين... علينا أن نفكّر بجديّ وموضوعيّة، حتّى نصل إلى الغاية من خلال خطّة عمليّة مرسومة، متجاوزين فيها كلّ العقبات التي يزرعها أولئك.
* من كتاب "من أجل الإسلام".