ورد في كتاب "نهج البلاغة" للشَّريف الرّضي: قال الإمام عليّ (ع): "دَعُوني وَالْتَمِسُوا غَيْرِي; فإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَأَلْوَانٌ; لاَ تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَلاَ تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ، وَإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَالْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَاعْلَمُوا أَنِّي إنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ; وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!".
يقول البعض بأنَّ الإمامة قد بطلت، والدّليل رفض الإمام المعصوم لها: "دعوني والتمسوا غيري". فلو كانت الإمامة بالنصّ من الله له، فلماذا رفضها؟
سؤال كان قد أجاب عنه سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) بقوله:
"نجيب بأنّ هذا الكلام يؤكّد مسألة أحقيّة الإمام عليّ (ع) بالخلافة دون العكس، لأنّه ترك ذلك من خلال أنهم أرادوا منه أن يكون خليفة على أساس نظريّتهم بعدم أحقيّته بالخلافة من خلال نصّ رسول الله (ص)، ولا سيّما أنَّ القوم كانوا يطلبون منه أن يرتضي بالخلافة على أساس سنّة الله وسيرة الشّيخين، وحيث هذا مخالف لنظريّة النصّ الإلهيّ، والتي يراها الإمام عليّ (ع)، رفض القبول بذلك، لأنّ القبول يعني التّسليم بما عقد القوم والتّنازل عن الحقّ الذي يراه.
ولا بدّ من ملاحظة مسألة مهمّة، أنّ تنازل الإمام عن الخلافة المطروحة في هذا المقام، لا يعني تنازلاً عن دوره المنوط به، وهو قد قام بذلك على أكمل وجه، فوقف الى جانب كلّ الخلفاء الذين كانوا قبله، كعثمان..
فالرّئاسة الدنيويّة يمكن السّيطرة عليها من خلال من ليس أهلاً لها، إذا ساعدته الظّروف المحيطة والموضوعيّة. وأما الإمامة، والتي هي بمعنى إتمام سيرة الرّسول (ص)، والمنصوص عليها من قبل النبيّ (ص)، وامتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ، فلا يمكن أن ينالها أحد ممن لا يرتضيهم المولى، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {لا ينال عهدي الظّالمين}.
وبالتّالي، فإنَّ التّنازل كان من أجل الحفاظ على المصالح العامَّة، وهي بقاء الإسلام، ولو من خلال الحدِّ الأدنى، لأنَّ الخلاف والقتال قد يؤدّيان الى نتائج وخيمة على الإسلام وأهله، والواقع التاريخي يؤكّد مثل هذه المسائل.. وبالتّالي، فإنّ مواقفه (ع) لا تنافي العصمة، ولا تعني التّنازل عن الإمامة، والّتي هي حقّ إلهيّ". [المصدر: استفتاءات- عقائد].
ورد في كتاب "نهج البلاغة" للشَّريف الرّضي: قال الإمام عليّ (ع): "دَعُوني وَالْتَمِسُوا غَيْرِي; فإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَأَلْوَانٌ; لاَ تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَلاَ تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ، وَإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَالْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَاعْلَمُوا أَنِّي إنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ الْعَاتِبِ، وَإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ; وَلَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَأَطْوَعُكُمْ لِمنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!".
يقول البعض بأنَّ الإمامة قد بطلت، والدّليل رفض الإمام المعصوم لها: "دعوني والتمسوا غيري". فلو كانت الإمامة بالنصّ من الله له، فلماذا رفضها؟
سؤال كان قد أجاب عنه سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض) بقوله:
"نجيب بأنّ هذا الكلام يؤكّد مسألة أحقيّة الإمام عليّ (ع) بالخلافة دون العكس، لأنّه ترك ذلك من خلال أنهم أرادوا منه أن يكون خليفة على أساس نظريّتهم بعدم أحقيّته بالخلافة من خلال نصّ رسول الله (ص)، ولا سيّما أنَّ القوم كانوا يطلبون منه أن يرتضي بالخلافة على أساس سنّة الله وسيرة الشّيخين، وحيث هذا مخالف لنظريّة النصّ الإلهيّ، والتي يراها الإمام عليّ (ع)، رفض القبول بذلك، لأنّ القبول يعني التّسليم بما عقد القوم والتّنازل عن الحقّ الذي يراه.
ولا بدّ من ملاحظة مسألة مهمّة، أنّ تنازل الإمام عن الخلافة المطروحة في هذا المقام، لا يعني تنازلاً عن دوره المنوط به، وهو قد قام بذلك على أكمل وجه، فوقف الى جانب كلّ الخلفاء الذين كانوا قبله، كعثمان..
فالرّئاسة الدنيويّة يمكن السّيطرة عليها من خلال من ليس أهلاً لها، إذا ساعدته الظّروف المحيطة والموضوعيّة. وأما الإمامة، والتي هي بمعنى إتمام سيرة الرّسول (ص)، والمنصوص عليها من قبل النبيّ (ص)، وامتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ، فلا يمكن أن ينالها أحد ممن لا يرتضيهم المولى، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {لا ينال عهدي الظّالمين}.
وبالتّالي، فإنَّ التّنازل كان من أجل الحفاظ على المصالح العامَّة، وهي بقاء الإسلام، ولو من خلال الحدِّ الأدنى، لأنَّ الخلاف والقتال قد يؤدّيان الى نتائج وخيمة على الإسلام وأهله، والواقع التاريخي يؤكّد مثل هذه المسائل.. وبالتّالي، فإنّ مواقفه (ع) لا تنافي العصمة، ولا تعني التّنازل عن الإمامة، والّتي هي حقّ إلهيّ". [المصدر: استفتاءات- عقائد].