إنّ أيّ فكر إنما ينمو ويتبلور ويبدع ويتأصّل في كيان الإنسان، على مستوى الحاضر والمستقبل، عندما يبسط في الهواء الطّلق، حيث يتنفّس ولا يتعفّن، وعندها يتحرّك الفكر الإنساني حتى ينمو ويتطوّر.
لذلك، فإنني أعتقد أنّ الفكر، بما فيه الفكر الديني، هو صنعة رجال ونساء، أي صنعة الإنسان في فهمه لكلام الله أو كلام الرّسول (ص) أو كلام الأئمّة (ع).
نحن نعتبر أنّ كلام الله هو كلام معصوم مقدَّس وكلام الرّسول وكلّ المعصومين، ولكنّ المسألة هي أنّ فهمنا لكلام الله هو فهم بشريّ، قد نخطئ فيه وقد نصيب، ولذلك اختلف المفسّرون في تفسير كلام الله، وفهمنا أيضاً لكلام الرّسول، أو توثيقنا لما روي عن الرّسول والأئمة، هو فهم بشري وتوثيق بشريّ قد نخطئ فيه وقد نصيب، وقد يخطئ الأوّلون ويصيب المتأخّرون، أو العكس.
لذلك طرحنا فكرة أنّ كلّ شيء قابل للحوار ولا مقدّسات في الحوار، وعلينا أن نتحاور في كلّ شيء، وأن نهيّئ وسائل الحوار وآليّاته ومفرداته من خلال الفكر المرتكز على علم وعلى برهان وعلى حجّة.
ونعتقد أنّ الذين يخافون من الحوار، هم الذين لا يملكون اقتناعاً بما عندهم، لأنهم يخافون أن يكشف لهم الآخرون، من خلال الحوار، خطأهم في الفكر، وبعض الناس يحبّون أن يجمدوا على ما ألفوه، لأنّ الإنسان عندما يبتعد عمّا ألفه، يشعر بالغربة، على حدّ قول المتنبي:
خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصّبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
نحن نعتقد أننا لا نستطيع أن نؤصّل أيّ فكر، سواء كان دينياً أو غير دينيّ، إلا إذا فتحنا أعماقه ليتنفّس الهواء ويعيش تحت أشعة الشمّس حتى لا يتعفّن ولا يموت.
ومن الطبيعي أن الذين يحملون أصالة الفكر، لا بدّ لهم أن يرجموا بالحجارة من الذين يعيشون التخلّف ويعيشون على الهامش.
*المصدر: حوارات سياسيّة - مجلة بلا حدود، تاريخ 10-10-2002.

إنّ أيّ فكر إنما ينمو ويتبلور ويبدع ويتأصّل في كيان الإنسان، على مستوى الحاضر والمستقبل، عندما يبسط في الهواء الطّلق، حيث يتنفّس ولا يتعفّن، وعندها يتحرّك الفكر الإنساني حتى ينمو ويتطوّر.
لذلك، فإنني أعتقد أنّ الفكر، بما فيه الفكر الديني، هو صنعة رجال ونساء، أي صنعة الإنسان في فهمه لكلام الله أو كلام الرّسول (ص) أو كلام الأئمّة (ع).
نحن نعتبر أنّ كلام الله هو كلام معصوم مقدَّس وكلام الرّسول وكلّ المعصومين، ولكنّ المسألة هي أنّ فهمنا لكلام الله هو فهم بشريّ، قد نخطئ فيه وقد نصيب، ولذلك اختلف المفسّرون في تفسير كلام الله، وفهمنا أيضاً لكلام الرّسول، أو توثيقنا لما روي عن الرّسول والأئمة، هو فهم بشري وتوثيق بشريّ قد نخطئ فيه وقد نصيب، وقد يخطئ الأوّلون ويصيب المتأخّرون، أو العكس.
لذلك طرحنا فكرة أنّ كلّ شيء قابل للحوار ولا مقدّسات في الحوار، وعلينا أن نتحاور في كلّ شيء، وأن نهيّئ وسائل الحوار وآليّاته ومفرداته من خلال الفكر المرتكز على علم وعلى برهان وعلى حجّة.
ونعتقد أنّ الذين يخافون من الحوار، هم الذين لا يملكون اقتناعاً بما عندهم، لأنهم يخافون أن يكشف لهم الآخرون، من خلال الحوار، خطأهم في الفكر، وبعض الناس يحبّون أن يجمدوا على ما ألفوه، لأنّ الإنسان عندما يبتعد عمّا ألفه، يشعر بالغربة، على حدّ قول المتنبي:
خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصّبا لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
نحن نعتقد أننا لا نستطيع أن نؤصّل أيّ فكر، سواء كان دينياً أو غير دينيّ، إلا إذا فتحنا أعماقه ليتنفّس الهواء ويعيش تحت أشعة الشمّس حتى لا يتعفّن ولا يموت.
ومن الطبيعي أن الذين يحملون أصالة الفكر، لا بدّ لهم أن يرجموا بالحجارة من الذين يعيشون التخلّف ويعيشون على الهامش.
*المصدر: حوارات سياسيّة - مجلة بلا حدود، تاريخ 10-10-2002.