كتابات
11/03/2019

الإسلام دعوة إلى السلام

الإسلام دعوة إلى السلام
 
 

إنّنا عندما ندرس الإسلام دراسةً علميّة موضوعيّة، نجد أنّه يمثِّل دعوة إلى السّلام، فالمسلمون عندما يلتقون مع كلِّ النّاس، فإنّهم يبادرونهم بكلمة السلام، حتى في تراثنا الديني نقرأ في القرآن الكريم، أنّ تحية أهل الجنة هي السلام، ولذلك فالسلام يمثل القاعدة الإنسانية التي لا بدَّ للمسلمين من أن يلتزموها.

ثم عندما ندرس النصوص الدينية في القرآن، أو فيما ورد عن النبي(ص)، فإنّنا نجد أن الخطَّ البياني للإسلام هو ما يعبَّر عنه بالرّفق، وهو ممارسة الأسلوب السِّلمي في معالجة كلِّ القضايا، حتى إنَّ القرآن الكريم يؤكِّد مسألة معالجة الخلافات بين النّاس، بالأسلوب الّذي يتمكّن به الإنسان من أن يحوِّل عدوَّه إلى صديق {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصِّلت/34)، ما يعني أنَّ الإسلام يدعو إلى أن نكون أصدقاء العالم، مع التزامنا بمبادئنا والتزام الآخر بمبادئه.

وقد أكَّد القرآن الكريم مبدأ الحوار مع أهل الكتاب، والانطلاق في التّحاور معهم من الكلمة السّواء، ليكون الالتقاء على ما يجمعهم والمسلمين من أفكار مشتركة، والحوار في ما يختلفون فيه معهم بالوسائل الحضارية. ولكن هناك فئات متطرّفة في الواقع الإسلامي تسيء فهم النصوص الدينية، فتتحرَّك على أساس العنف تجاه من تختلف معه، حتى إنّها تتحرّك في العنف ضدَّ المسلمين، وهذا ما نجده عند بعض التنظيمات المتطرّفة الإرهابيّة، ولكنّ المسلمين جميعاً، الذين يبلغ تعدادهم مليار ونصف المليار، لا يوافقونهم على ذلك، كما أنَّ هؤلاء يمثّلون أقلّية في الواقع الإسلامي الذي يرفض بأكثريّته مسألة العنف.

ومن الطبيعي أنَّ هناك قضايا سياسيّة في العالم الإسلامي تتّصل بمسألة الموقف من السياسية الأمريكية والسياسة الإسرائيلية، ومواقف تؤدّي إلى تعقيدات كبيرة، أمّا بالنّسبة إلى أوروبا، فإنّنا نتحدّث دائماً بأنّنا نريد أن نكون أصدقاء لأوروبّا بجميع فصائلها، وأيضاً نحن نوصي المسلمين الذين يعيشون في أوروبّا، سواء في ألمانيا أو في فرنسا أو في بريطانيا، أن لا يسيئوا إلى البلد الذي يعيشون فيه، بل أن يحافظوا على أمنه ونظامه....

النظرة الأوروبية بأن الحركات إسلاميّة عنيفة

  إذا أردنا أن ندرس القضيَّة بموضوعيَّة، علينا أن نسأل كيف نفسِّر طبيعة الحركات المتطرِّفة في أوروبَّا، وطبيعة حركة اليمين في فرنسا وفي بعض المناطق الأوروبيَّة الّتي تتَّخذ موقفاً سلبيّاً ضدّ الجاليات القادمة من بلدان أخرى، بحيث نجد أنّها قد تصل إلى حالة العنف، وإن كان محدوداً وجزئيّاً؟ وأيضاً، كيف نفسِّر حركة المافيات في أوروبَّا وفي أمريكا؟ وكيف نفسِّر العنف الذي يتحرَّك في المدارس، بحيث يقتل الطالب أساتذته ورفاقه مثلاً، وما إلى ذلك؟ فنحن نعتقد أنَّ العنف هو حالة إنسانية معقَّدة تنطلق من أوضاع نفسيّة وأوضاع اقتصادية وسياسية معينة، وهي موجودة في العالم. أمّا بالنسبة إلى ما يسمى بالحركات الإسلامية التي ربما يقيم بعضها في البلاد الأوروبية، فإنّها لا تمثّل فريقاً كبيراً، وإنّما تمثِّل أشخاصاً محدودين، وقد عبَّر علماء المسلمين في العالم، وحتى الجمعيات الإسلاميّة في أوروبا، سواء كانت في بريطانيا أو في أمريكا أو في إسبانيا، وفي الغرب بشكل عامّ، عن رفض هذا الأسلوب.

لذلك، أنا أعتقد أنّ مسألة العنف الذي يمكن أن تقوم به بعض الحركات الإسلامية التي لا تملك تلك الثقافة الواسعة الإنسانية التي يمثِّلها الإسلام في انفتاحه على الشعوب الأخرى، لا بدّ من معالجتها كمعالجة الكثير من الحالات الموجودة في هذا البلد أو ذاك البلد.

ونحن أعلنّا مراراً للأوروبيّين، بأنَّ عليكم أن لا تفكّروا في أنَّ الإسلام يمكن أن يتحوَّل إلى مشكلة لكم من خلال المسلمين الذين يعيشون معكم، بل إنَّ المسلمين في أغلب مواقعهم في أوروبّا هم مواطنون صالحون يمارسون أعمالهم وعلاقاتهم بشكل طبيعيّ جداً.

إنَّ العالم الإسلامي يرفض مثل هذا العنف، ونحن في كلِّ رسائلنا التي نرسلها إلى المسلمين في الغرب، نؤكِّد، وعلى مستوى الفتوى، أنّه لا يجوز الإساءة إلى أمن البلد الذي يقيمون فيه وإلى نظامه العامّ، وأنّ عليهم أن ينفتحوا على المجتمع الّذي يعيشون فيه، مع الحفاظ على التزاماتهم الإسلاميّة التي لا تسيء إلى النظام العام.

من حوار مع إذاعة صوت ألمانيا- القسم العربي، بتاريخ 15/8/2007م
 
 

إنّنا عندما ندرس الإسلام دراسةً علميّة موضوعيّة، نجد أنّه يمثِّل دعوة إلى السّلام، فالمسلمون عندما يلتقون مع كلِّ النّاس، فإنّهم يبادرونهم بكلمة السلام، حتى في تراثنا الديني نقرأ في القرآن الكريم، أنّ تحية أهل الجنة هي السلام، ولذلك فالسلام يمثل القاعدة الإنسانية التي لا بدَّ للمسلمين من أن يلتزموها.

ثم عندما ندرس النصوص الدينية في القرآن، أو فيما ورد عن النبي(ص)، فإنّنا نجد أن الخطَّ البياني للإسلام هو ما يعبَّر عنه بالرّفق، وهو ممارسة الأسلوب السِّلمي في معالجة كلِّ القضايا، حتى إنَّ القرآن الكريم يؤكِّد مسألة معالجة الخلافات بين النّاس، بالأسلوب الّذي يتمكّن به الإنسان من أن يحوِّل عدوَّه إلى صديق {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصِّلت/34)، ما يعني أنَّ الإسلام يدعو إلى أن نكون أصدقاء العالم، مع التزامنا بمبادئنا والتزام الآخر بمبادئه.

وقد أكَّد القرآن الكريم مبدأ الحوار مع أهل الكتاب، والانطلاق في التّحاور معهم من الكلمة السّواء، ليكون الالتقاء على ما يجمعهم والمسلمين من أفكار مشتركة، والحوار في ما يختلفون فيه معهم بالوسائل الحضارية. ولكن هناك فئات متطرّفة في الواقع الإسلامي تسيء فهم النصوص الدينية، فتتحرَّك على أساس العنف تجاه من تختلف معه، حتى إنّها تتحرّك في العنف ضدَّ المسلمين، وهذا ما نجده عند بعض التنظيمات المتطرّفة الإرهابيّة، ولكنّ المسلمين جميعاً، الذين يبلغ تعدادهم مليار ونصف المليار، لا يوافقونهم على ذلك، كما أنَّ هؤلاء يمثّلون أقلّية في الواقع الإسلامي الذي يرفض بأكثريّته مسألة العنف.

ومن الطبيعي أنَّ هناك قضايا سياسيّة في العالم الإسلامي تتّصل بمسألة الموقف من السياسية الأمريكية والسياسة الإسرائيلية، ومواقف تؤدّي إلى تعقيدات كبيرة، أمّا بالنّسبة إلى أوروبا، فإنّنا نتحدّث دائماً بأنّنا نريد أن نكون أصدقاء لأوروبّا بجميع فصائلها، وأيضاً نحن نوصي المسلمين الذين يعيشون في أوروبّا، سواء في ألمانيا أو في فرنسا أو في بريطانيا، أن لا يسيئوا إلى البلد الذي يعيشون فيه، بل أن يحافظوا على أمنه ونظامه....

النظرة الأوروبية بأن الحركات إسلاميّة عنيفة

  إذا أردنا أن ندرس القضيَّة بموضوعيَّة، علينا أن نسأل كيف نفسِّر طبيعة الحركات المتطرِّفة في أوروبَّا، وطبيعة حركة اليمين في فرنسا وفي بعض المناطق الأوروبيَّة الّتي تتَّخذ موقفاً سلبيّاً ضدّ الجاليات القادمة من بلدان أخرى، بحيث نجد أنّها قد تصل إلى حالة العنف، وإن كان محدوداً وجزئيّاً؟ وأيضاً، كيف نفسِّر حركة المافيات في أوروبَّا وفي أمريكا؟ وكيف نفسِّر العنف الذي يتحرَّك في المدارس، بحيث يقتل الطالب أساتذته ورفاقه مثلاً، وما إلى ذلك؟ فنحن نعتقد أنَّ العنف هو حالة إنسانية معقَّدة تنطلق من أوضاع نفسيّة وأوضاع اقتصادية وسياسية معينة، وهي موجودة في العالم. أمّا بالنسبة إلى ما يسمى بالحركات الإسلامية التي ربما يقيم بعضها في البلاد الأوروبية، فإنّها لا تمثّل فريقاً كبيراً، وإنّما تمثِّل أشخاصاً محدودين، وقد عبَّر علماء المسلمين في العالم، وحتى الجمعيات الإسلاميّة في أوروبا، سواء كانت في بريطانيا أو في أمريكا أو في إسبانيا، وفي الغرب بشكل عامّ، عن رفض هذا الأسلوب.

لذلك، أنا أعتقد أنّ مسألة العنف الذي يمكن أن تقوم به بعض الحركات الإسلامية التي لا تملك تلك الثقافة الواسعة الإنسانية التي يمثِّلها الإسلام في انفتاحه على الشعوب الأخرى، لا بدّ من معالجتها كمعالجة الكثير من الحالات الموجودة في هذا البلد أو ذاك البلد.

ونحن أعلنّا مراراً للأوروبيّين، بأنَّ عليكم أن لا تفكّروا في أنَّ الإسلام يمكن أن يتحوَّل إلى مشكلة لكم من خلال المسلمين الذين يعيشون معكم، بل إنَّ المسلمين في أغلب مواقعهم في أوروبّا هم مواطنون صالحون يمارسون أعمالهم وعلاقاتهم بشكل طبيعيّ جداً.

إنَّ العالم الإسلامي يرفض مثل هذا العنف، ونحن في كلِّ رسائلنا التي نرسلها إلى المسلمين في الغرب، نؤكِّد، وعلى مستوى الفتوى، أنّه لا يجوز الإساءة إلى أمن البلد الذي يقيمون فيه وإلى نظامه العامّ، وأنّ عليهم أن ينفتحوا على المجتمع الّذي يعيشون فيه، مع الحفاظ على التزاماتهم الإسلاميّة التي لا تسيء إلى النظام العام.

من حوار مع إذاعة صوت ألمانيا- القسم العربي، بتاريخ 15/8/2007م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية