ورد في الحديث عن النبيّ (ص): "أحسنكم أحسنكم لعياله...". فما معنى ذلك؟
في هذا الحديث إشارات مهمَّة إلى التّجربة والاختبار بالنّسبة إلى الإنسان المؤمن،
حيث يشكِّل البيت العائليّ مساحة اختبار لأخلاقيَّاته وسيرته وإنسانيّته، باعتبار
أنَّ الإنسان في بيته يكون حرًّا من كلّ قيد، ويتصرَّف على سجيَّته، ويعبِّر عمَّا
يدور في رأسه من أفكار، وما يعتمل في صدره من مشاعر، وتكون له القدرة على الإحسان
إلى عياله أو الإساءة إليهم...
ومن هنا، كان تصرّف الإنسان مع عياله مادَّة اختبار له، لأنَّ الطَّريقة الّتي
يتعامل بها مع زوجته وعياله، تعكس أخلاقه الحقيقيَّة، فإذا كان الشَّخصَ الّذي يحسن
لعياله، ويقوم بكلّ مسؤوليَّته تجاههم، ولا يسيء إليهم، كان الأحسن، كما عبَّر رسول
الله (ص)، وكان مقدَّراً عند الله سبحانه.
فعند الرَّسول (ص)، ليس الأحسن هو الأحسن في الصّلاة أو الصّوم أو الرّكوع أو
السّجود... ولا هو الأحسن في تعامله الأخلاقيّ مع النّاس، على أهميّة كلّ ذلك،
ولكنّه الّذي يحسن إلى عياله، فيشملهم برعايته وعطفه وحبِّه، ويهتمّ بتربيتهم تربية
صالحة، ولا يسيء إليهم بشيء، ولا يظلمهم أو يعتدي على حقوقهم...
لذا، فإنّنا مدعوّون إلى أن نكون ممن يشملهم الخطاب الوارد في هذا الحديث الشّريف،
بأن نكون الأحسن لعيالنا، أن نحسن إليهم بالكلمة الطيّبة، وأن نبني عقولهم على
الحقيقة والوعي والاعتدال والاتّزان، وأن نحمي مشاعرهم من الحقد والعصبيَّة
والكراهية.
إنّ مسألة الإحسان إلى العيال تشمل كلّ خير نزوِّدهم به في الحياة، حتى يخرجوا إلى
الواقع وهم على أفضل حال من الثّبات والاستقامة والخلق الحسن. إنّها مهمّة ليست
سهلة، ولكنّها في الوقت عينه ليست مستحيلة، بل تحتاج إلى الصّبر والحكمة وحسن
التصرّف والوعي والتحلّي بالمسؤوليّة.
فليكن منطلق إحسان الإنسان من عائلته، لينطلق بإحسانه نحو آفاق الحياة كلّها، ونحو
الواقع كلّه، ليكون تطبيقاً لما ورد في كلام الله سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا
لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا
وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المزمّل: 20].
محرّر موقع بيّنات
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
ورد في الحديث عن النبيّ (ص): "أحسنكم أحسنكم لعياله...". فما معنى ذلك؟
في هذا الحديث إشارات مهمَّة إلى التّجربة والاختبار بالنّسبة إلى الإنسان المؤمن،
حيث يشكِّل البيت العائليّ مساحة اختبار لأخلاقيَّاته وسيرته وإنسانيّته، باعتبار
أنَّ الإنسان في بيته يكون حرًّا من كلّ قيد، ويتصرَّف على سجيَّته، ويعبِّر عمَّا
يدور في رأسه من أفكار، وما يعتمل في صدره من مشاعر، وتكون له القدرة على الإحسان
إلى عياله أو الإساءة إليهم...
ومن هنا، كان تصرّف الإنسان مع عياله مادَّة اختبار له، لأنَّ الطَّريقة الّتي
يتعامل بها مع زوجته وعياله، تعكس أخلاقه الحقيقيَّة، فإذا كان الشَّخصَ الّذي يحسن
لعياله، ويقوم بكلّ مسؤوليَّته تجاههم، ولا يسيء إليهم، كان الأحسن، كما عبَّر رسول
الله (ص)، وكان مقدَّراً عند الله سبحانه.
فعند الرَّسول (ص)، ليس الأحسن هو الأحسن في الصّلاة أو الصّوم أو الرّكوع أو
السّجود... ولا هو الأحسن في تعامله الأخلاقيّ مع النّاس، على أهميّة كلّ ذلك،
ولكنّه الّذي يحسن إلى عياله، فيشملهم برعايته وعطفه وحبِّه، ويهتمّ بتربيتهم تربية
صالحة، ولا يسيء إليهم بشيء، ولا يظلمهم أو يعتدي على حقوقهم...
لذا، فإنّنا مدعوّون إلى أن نكون ممن يشملهم الخطاب الوارد في هذا الحديث الشّريف،
بأن نكون الأحسن لعيالنا، أن نحسن إليهم بالكلمة الطيّبة، وأن نبني عقولهم على
الحقيقة والوعي والاعتدال والاتّزان، وأن نحمي مشاعرهم من الحقد والعصبيَّة
والكراهية.
إنّ مسألة الإحسان إلى العيال تشمل كلّ خير نزوِّدهم به في الحياة، حتى يخرجوا إلى
الواقع وهم على أفضل حال من الثّبات والاستقامة والخلق الحسن. إنّها مهمّة ليست
سهلة، ولكنّها في الوقت عينه ليست مستحيلة، بل تحتاج إلى الصّبر والحكمة وحسن
التصرّف والوعي والتحلّي بالمسؤوليّة.
فليكن منطلق إحسان الإنسان من عائلته، لينطلق بإحسانه نحو آفاق الحياة كلّها، ونحو
الواقع كلّه، ليكون تطبيقاً لما ورد في كلام الله سبحانه: {وَمَا تُقَدِّمُوا
لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا
وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المزمّل: 20].
محرّر موقع بيّنات
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.