كتابات
24/01/2019

الثّقة بين الشّريكين؟!

الثّقة بين الشّريكين؟!

قضيّة الثقة بين الزوجين، أو المقبلين على الزواج، باتت اليوم من الأمور البارزة والملحَّة، حيث يسعى كلّ طرف إلى التعرف كفايةً على الآخر، في محاولة لاكتشاف شخصيته ومساحة التقارب معه.

وقد نجد زوجين بينهما كلّ الثّقة، في مقابل أزواج آخرين لا ثقة بينهم، إلى درجة أنَّها تكاد تكون معدومة، ما يخلق الكثير من المشاكل والتعقيدات، بما ينعكس سلباً على العلاقة والأسرة برمّتها.

والسؤال: هل فعلاً بنينا الزواج على الثقة، أم أنّ الثقة كانت عند البعض مجرّد صورة اجتماعية وقناع وهميّ يهدف إلى تجميل علاقة مقنّعة ومزيّفة؟

اختصاصيون وباحثون نفسيون واجتماعيون يعتبرون أنّه غالباً ما يصل البعض إلى الزواج وهم يخبّئون عن بعضهم البعض أشياء خاصّة كثيرة، ولم يبادروا إلى مناقشة ماضيهم بحريّة وانفتاح.

من هنا، لا بدّ من المصارحة منذ البداية، وتحديد الخيارات والمعايير لإنجاح أيّة علاقة، ومنها الزوجية، وحتى تكون الثقة حقيقيّة وليست شكليّة، وكي يضمن الطرفان الاستمراريّة في العلاقة، إذ إنّ الثقة الفعلية هي من ترفع الشّكّ عن أية علاقة.

ويتابع هؤلاء بأنّه في القديم، كانت العائلة هي التي تصنع الثقة مع العائلات الأخرى، وكانت المعارف العائلية تحلّ محلّ الأفراد المقبلين على العلاقة الزوجيّة، ثم تطوّرت الحياة الاجتماعية، وصولاً إلى ثورة الاتصالات والفضاء التواصلي اليوم، حيث أصبحت الثقة على المحكّ، فالكل بات يشكّك مبدئيّاً، وأصبح العصر يتميّز بالصعوبة على مستوى تحقّق الثقة بوجه عام، وليس على صعيد العلاقة الزوجيّة فحسب.

من هنا، نرى بحسب الاختصاصيين والباحثين، تأخّراً في الإقدام على الزواج اليوم، نتيجة فقدان الثقة عند كثيرين، في ظلّ الانغماس في الحياة الافتراضيّة التي تتحكّم بمجمل علاقاتنا وتفاصيلنا.

ويوصي هؤلاء بإنشاء علاقات مبنيّة على الوعي والتعاطي المسؤول والعميق مع الآخر، ومحاولة فهمه بجديّة، والتعرّف إلى طبيعته جيّداً، وخصوصاً إذا كانت العلاقة بغاية الزواج، كونه مؤسّسة يجب أن ننجح في مقدّماتها حتى نضمن نجاحها المستقبلي.

وينصح هؤلاء بأن تكون الثقة قائمة على الوضوح والمكاشفة والمصارحة والمرونة في تقبّل الآخر وفهمه، والواقعيّة في التعاطي معه، وترك قنوات التواصل سالكةً من دون خلق توتر أو افتعال مشاكل وإبرز العصبية والانفعالية، فقد يكون كلا الطرفين قد أتى من بيئة وتربية مختلفة، ويحمل إرثاً نفسياً واجتماعياً مختلفاً لا بدّ من تفهّمها من الطرفين والتعامل المسؤول معها.

كما ينصحون بضرورة إبقاء الاحترام والعناية بإنجاح العلاقة، والتفكير بعقلانيّة، وحفظ الحقوق لكلا الطرفين، لا التصرّف على قاعدة أنّ كلّ طرف يمتلك الآخر ويمتلك كيانه ومصيره وحياته، لأنّ هذه الذهنية السلبية تخلق مشاكل جمّة.

إن العلاقة بين المقبلين على الزواج أو المتزوّجين، هي رباط مقدَّس ينبغي بناؤه جيّداً، وحفظه من كلّ ضرر، بغية ضمان النجاح والاستمراريّة، وصولاً إلى الإحساس الفعلي بحرارة هذه العلاقة وأنسنتها، والشّعور الفعلي بالسّعادة.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

قضيّة الثقة بين الزوجين، أو المقبلين على الزواج، باتت اليوم من الأمور البارزة والملحَّة، حيث يسعى كلّ طرف إلى التعرف كفايةً على الآخر، في محاولة لاكتشاف شخصيته ومساحة التقارب معه.

وقد نجد زوجين بينهما كلّ الثّقة، في مقابل أزواج آخرين لا ثقة بينهم، إلى درجة أنَّها تكاد تكون معدومة، ما يخلق الكثير من المشاكل والتعقيدات، بما ينعكس سلباً على العلاقة والأسرة برمّتها.

والسؤال: هل فعلاً بنينا الزواج على الثقة، أم أنّ الثقة كانت عند البعض مجرّد صورة اجتماعية وقناع وهميّ يهدف إلى تجميل علاقة مقنّعة ومزيّفة؟

اختصاصيون وباحثون نفسيون واجتماعيون يعتبرون أنّه غالباً ما يصل البعض إلى الزواج وهم يخبّئون عن بعضهم البعض أشياء خاصّة كثيرة، ولم يبادروا إلى مناقشة ماضيهم بحريّة وانفتاح.

من هنا، لا بدّ من المصارحة منذ البداية، وتحديد الخيارات والمعايير لإنجاح أيّة علاقة، ومنها الزوجية، وحتى تكون الثقة حقيقيّة وليست شكليّة، وكي يضمن الطرفان الاستمراريّة في العلاقة، إذ إنّ الثقة الفعلية هي من ترفع الشّكّ عن أية علاقة.

ويتابع هؤلاء بأنّه في القديم، كانت العائلة هي التي تصنع الثقة مع العائلات الأخرى، وكانت المعارف العائلية تحلّ محلّ الأفراد المقبلين على العلاقة الزوجيّة، ثم تطوّرت الحياة الاجتماعية، وصولاً إلى ثورة الاتصالات والفضاء التواصلي اليوم، حيث أصبحت الثقة على المحكّ، فالكل بات يشكّك مبدئيّاً، وأصبح العصر يتميّز بالصعوبة على مستوى تحقّق الثقة بوجه عام، وليس على صعيد العلاقة الزوجيّة فحسب.

من هنا، نرى بحسب الاختصاصيين والباحثين، تأخّراً في الإقدام على الزواج اليوم، نتيجة فقدان الثقة عند كثيرين، في ظلّ الانغماس في الحياة الافتراضيّة التي تتحكّم بمجمل علاقاتنا وتفاصيلنا.

ويوصي هؤلاء بإنشاء علاقات مبنيّة على الوعي والتعاطي المسؤول والعميق مع الآخر، ومحاولة فهمه بجديّة، والتعرّف إلى طبيعته جيّداً، وخصوصاً إذا كانت العلاقة بغاية الزواج، كونه مؤسّسة يجب أن ننجح في مقدّماتها حتى نضمن نجاحها المستقبلي.

وينصح هؤلاء بأن تكون الثقة قائمة على الوضوح والمكاشفة والمصارحة والمرونة في تقبّل الآخر وفهمه، والواقعيّة في التعاطي معه، وترك قنوات التواصل سالكةً من دون خلق توتر أو افتعال مشاكل وإبرز العصبية والانفعالية، فقد يكون كلا الطرفين قد أتى من بيئة وتربية مختلفة، ويحمل إرثاً نفسياً واجتماعياً مختلفاً لا بدّ من تفهّمها من الطرفين والتعامل المسؤول معها.

كما ينصحون بضرورة إبقاء الاحترام والعناية بإنجاح العلاقة، والتفكير بعقلانيّة، وحفظ الحقوق لكلا الطرفين، لا التصرّف على قاعدة أنّ كلّ طرف يمتلك الآخر ويمتلك كيانه ومصيره وحياته، لأنّ هذه الذهنية السلبية تخلق مشاكل جمّة.

إن العلاقة بين المقبلين على الزواج أو المتزوّجين، هي رباط مقدَّس ينبغي بناؤه جيّداً، وحفظه من كلّ ضرر، بغية ضمان النجاح والاستمراريّة، وصولاً إلى الإحساس الفعلي بحرارة هذه العلاقة وأنسنتها، والشّعور الفعلي بالسّعادة.

محمد فضل الله

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية