من يشاهد بعض البرامج التلفزيونيَّة الحواريَّة الَّتي تتعرَّض لبعض القضايا الاجتماعيَّة مثل "الحجاب" و"المرأة" وغير ذلك، فإنّه يجد، للأسف، أنَّها تترك في نفسه أثراً يزيدها سوءاً وامتعاضاً من الواقع الَّذي وصلت إليه الأمور، بسبب سعيها إلى الإثارة وجذب أكثر نسبة من المشاهدين لغايات دعائيّة وغيرها.
فبدل أن تتحوَّل هذه البرامج إلى فرصة لتسليط الضَّوء فعليّاً على المشاكل الاجتماعيَّة بغية توعية النّاس، إذ بها في شكلها وتقديمها واستضافتها لأشخاصٍ غير كفوئين، وكأنَّها تنحرف بالرّسالة الإعلاميَّة عن جوهرها، إلى مجرّد الإمعان في تقديم موادّ استهلاكيّة لا تقدّم ولا تؤخّر، ولا تنتج سوى المزيد من تعميم السّطحيّة والجهل والتّلاعب بمشاعر النّاس، عبر تقديم فقراتٍ لا تمتّ إلى التّثقيف والتّوعية اللازمة التي تتحقَّق من خلال استضافة أناس أكثر إلماماً ووعياً بالنظرة الدينيّة إلى المشاكل الاجتماعيّة.
وكأنَّ استضافة أناسٍ غير قادرين على إيصال صوت الدّين إلى الجميع، خطّة مدروسة وخطوة مقصودة، كي يقال بأنّ الدّين قاصر أو عاجز عن حلّ مشكلات الإنسان، فيما هو في الواقع لديه القدرات على الإجابة عن كلّ المعضلات، فهو يحتاج فقط إلى رجال واعين يقاربون الأمور ويضعون لها الحلول.
فإذا كانت من مهمَّة بعض الوسائل الإعلاميَّة ضرب الخطّ الدينيّ، وتبيان ضعفه وعجزه، فهذا يناقض تماماً غاية هذه البرامج المعلنة، الّتي تقول إنَّها تضيء على مشاكل المجتمع من أجل نشر التّوعية حولها.
إنَّ استهداف الوسائل الإعلاميَّة إحداث قنبلة إعلاميّة، ومجرّد الإثارة كيفما اتّفق، وبدون ضوابط، أمر يخالف الرّسالة الإعلاميَّة الصَّحيحة في بناء الإنسان والمجتمع على مقاييس القيمة، ويجعل، بالتّالي، هذه الوسائل أبواقاً تساهم في تسليع الحياة الإنسانيّة، وفي تعرية المجتمع من قيمه، في الوقت الّذي تتغنّى بأنها مدافعة عن هذه القيم، وتسعى إلى حماية المجتمع.
ولا بدَّ من أن تؤدّي وسائل الإعلام دورها في مواجهة نقاط ضعف المجتمع، بالطّريقة التي تساعده على ذلك، لا أن تعمل على نكء الجراحات والاهتمام بالسّبق الإعلاميّ، كيفما كان، حتى ولو كان على حساب المجتمع.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

من يشاهد بعض البرامج التلفزيونيَّة الحواريَّة الَّتي تتعرَّض لبعض القضايا الاجتماعيَّة مثل "الحجاب" و"المرأة" وغير ذلك، فإنّه يجد، للأسف، أنَّها تترك في نفسه أثراً يزيدها سوءاً وامتعاضاً من الواقع الَّذي وصلت إليه الأمور، بسبب سعيها إلى الإثارة وجذب أكثر نسبة من المشاهدين لغايات دعائيّة وغيرها.
فبدل أن تتحوَّل هذه البرامج إلى فرصة لتسليط الضَّوء فعليّاً على المشاكل الاجتماعيَّة بغية توعية النّاس، إذ بها في شكلها وتقديمها واستضافتها لأشخاصٍ غير كفوئين، وكأنَّها تنحرف بالرّسالة الإعلاميَّة عن جوهرها، إلى مجرّد الإمعان في تقديم موادّ استهلاكيّة لا تقدّم ولا تؤخّر، ولا تنتج سوى المزيد من تعميم السّطحيّة والجهل والتّلاعب بمشاعر النّاس، عبر تقديم فقراتٍ لا تمتّ إلى التّثقيف والتّوعية اللازمة التي تتحقَّق من خلال استضافة أناس أكثر إلماماً ووعياً بالنظرة الدينيّة إلى المشاكل الاجتماعيّة.
وكأنَّ استضافة أناسٍ غير قادرين على إيصال صوت الدّين إلى الجميع، خطّة مدروسة وخطوة مقصودة، كي يقال بأنّ الدّين قاصر أو عاجز عن حلّ مشكلات الإنسان، فيما هو في الواقع لديه القدرات على الإجابة عن كلّ المعضلات، فهو يحتاج فقط إلى رجال واعين يقاربون الأمور ويضعون لها الحلول.
فإذا كانت من مهمَّة بعض الوسائل الإعلاميَّة ضرب الخطّ الدينيّ، وتبيان ضعفه وعجزه، فهذا يناقض تماماً غاية هذه البرامج المعلنة، الّتي تقول إنَّها تضيء على مشاكل المجتمع من أجل نشر التّوعية حولها.
إنَّ استهداف الوسائل الإعلاميَّة إحداث قنبلة إعلاميّة، ومجرّد الإثارة كيفما اتّفق، وبدون ضوابط، أمر يخالف الرّسالة الإعلاميَّة الصَّحيحة في بناء الإنسان والمجتمع على مقاييس القيمة، ويجعل، بالتّالي، هذه الوسائل أبواقاً تساهم في تسليع الحياة الإنسانيّة، وفي تعرية المجتمع من قيمه، في الوقت الّذي تتغنّى بأنها مدافعة عن هذه القيم، وتسعى إلى حماية المجتمع.
ولا بدَّ من أن تؤدّي وسائل الإعلام دورها في مواجهة نقاط ضعف المجتمع، بالطّريقة التي تساعده على ذلك، لا أن تعمل على نكء الجراحات والاهتمام بالسّبق الإعلاميّ، كيفما كان، حتى ولو كان على حساب المجتمع.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.