هو ثامن أئمَّة أهل البيت(ع)، الإمام عليّ بن موسى الرّضا(ع)، الّذي يصادف يوم وفاته في السّابع عشر من شهر صفر، وهناك روايات أنّه في التّاسع والعشرين من العام 203 ه، حيث تستوقفنا ذكراه العطرة بكلِّ ما تزخر به من معانٍ وقيم ومواقف كان لها الصَّدى الكبير على مستوى السَّاحة الإسلاميَّة عموماً.. فلقد كان المدافع ببسالة عن عقيدة الإسلام ضدّ موجات الزّندقة والتّشويه، وكان مشهوراً عنه محاججاته لرجال الأديان كلّهم بلا استثناء، موضحاً معالم الدّين الحقَّة في وجه من أراد الانحراف بمسيرة الإسلام والمسلمين عن مسارها الصّحيح..
ولذا، كان الإمام الرّضا(ع) في مواقفه الخاصَّة والعامّة، يستحثّ الدّعاة إلى الله على الأخذ بأسباب العلم والصَّبر والتحدّي والتَّقوى، وأن يكونوا على مستوى الأمانة؛ أمانة حفظ الإسلام ومصالح المسلمين.
ولقد قال الإمام موسى الكاظم(ع) عنه لبنيه: "وهذا أخوكم عليّ بن موسى، عالمُ آل محمّد، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم".
ولقد كان مثالاً في الأخلاق والتّواضع، كيف لا، وهو سليل العترة الطّاهرة التي علَّمت الأجيال كيف تكون الأخلاق، وكيف يكون التّواضع بسلوكها وبظاهرها وباطنها ومشاعرها وعلومها..
ويقول إبراهيم بن العباس واصفاً أخلاق الإمام الرّضا(ع): "ما رأيت الرّضا جفا أحداً بكلامٍ قطّ، ولا رأيته قطع على أحدٍ كلامه حتى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه، ولا رأيته تفل قطّ ـ أمام النّاس ـ ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسُّم، وكان إذا خلا ونصب مائدته، أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه، حتى البوّاب والسّائس، وكان(ع) قليل النَّوم باللّيل، كثير السّهر، يحيي لياليه من أوّلها إلى الصّبح، وكان كثير الصّيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر، ويقول: ذلك صوم الدّهر.. وكان كثير المعروف والصَّدقة في السّرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة، فكان يدور على بيوت الفقراء، ويعطيهم الصّدقة من دون أن يعرفوه، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدِّقوه".
إنَّ سيرته مضيئة تربّي الأجيال على ما فيها من أخلاقيّاتٍ بتنا نفتقد إليها كثيراً في ساحات حياتنا، فلقد كان الإمام الرّضا(ع) منفتحاً على التّوحيد العمليّ بكلِّ أبعاده وتجلّياته، وأراد للنّاس جميعاً أن يعيشوا التَّوحيد في أفعالهم، ويجسِّدوه في حياتهم، وأن يؤصِّلوا عقائدهم في خطِّه، بما يؤمِّن سلامة مصيرهم.
ونختم بما قاله المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "لقد كان الإمام الرّضا(ع) القمّة في العلم والعبادة والأخلاق والقرب من الله في عبادته وطاعته، وعلينا أن نعمل على أساس الالتزام بسيرته الّتي تمثّل الإسلام كلَّه، كما هي سيرة آبائه وأبنائه، وعليكم عندما تزورون الإمام الرّضا(ع) أن تقفوا لتتأمَّلوا كلّ حياته ولتقتدوا به.. فأهل البيت(ع) هم القدوة لنا في كلِّ ما يريده الله منّا في توحيده وطاعته... السَّلام على الإمام الرضا(ع) يوم وُلد، ويوم انتقل إلى رحاب ربّه، ويوم يُبعث حيّاً". [أرشيف السيّد، خطب الجمعة، 13-2-2009].
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

هو ثامن أئمَّة أهل البيت(ع)، الإمام عليّ بن موسى الرّضا(ع)، الّذي يصادف يوم وفاته في السّابع عشر من شهر صفر، وهناك روايات أنّه في التّاسع والعشرين من العام 203 ه، حيث تستوقفنا ذكراه العطرة بكلِّ ما تزخر به من معانٍ وقيم ومواقف كان لها الصَّدى الكبير على مستوى السَّاحة الإسلاميَّة عموماً.. فلقد كان المدافع ببسالة عن عقيدة الإسلام ضدّ موجات الزّندقة والتّشويه، وكان مشهوراً عنه محاججاته لرجال الأديان كلّهم بلا استثناء، موضحاً معالم الدّين الحقَّة في وجه من أراد الانحراف بمسيرة الإسلام والمسلمين عن مسارها الصّحيح..
ولذا، كان الإمام الرّضا(ع) في مواقفه الخاصَّة والعامّة، يستحثّ الدّعاة إلى الله على الأخذ بأسباب العلم والصَّبر والتحدّي والتَّقوى، وأن يكونوا على مستوى الأمانة؛ أمانة حفظ الإسلام ومصالح المسلمين.
ولقد قال الإمام موسى الكاظم(ع) عنه لبنيه: "وهذا أخوكم عليّ بن موسى، عالمُ آل محمّد، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم".
ولقد كان مثالاً في الأخلاق والتّواضع، كيف لا، وهو سليل العترة الطّاهرة التي علَّمت الأجيال كيف تكون الأخلاق، وكيف يكون التّواضع بسلوكها وبظاهرها وباطنها ومشاعرها وعلومها..
ويقول إبراهيم بن العباس واصفاً أخلاق الإمام الرّضا(ع): "ما رأيت الرّضا جفا أحداً بكلامٍ قطّ، ولا رأيته قطع على أحدٍ كلامه حتى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه، ولا رأيته تفل قطّ ـ أمام النّاس ـ ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسُّم، وكان إذا خلا ونصب مائدته، أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه، حتى البوّاب والسّائس، وكان(ع) قليل النَّوم باللّيل، كثير السّهر، يحيي لياليه من أوّلها إلى الصّبح، وكان كثير الصّيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر، ويقول: ذلك صوم الدّهر.. وكان كثير المعروف والصَّدقة في السّرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة، فكان يدور على بيوت الفقراء، ويعطيهم الصّدقة من دون أن يعرفوه، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدِّقوه".
إنَّ سيرته مضيئة تربّي الأجيال على ما فيها من أخلاقيّاتٍ بتنا نفتقد إليها كثيراً في ساحات حياتنا، فلقد كان الإمام الرّضا(ع) منفتحاً على التّوحيد العمليّ بكلِّ أبعاده وتجلّياته، وأراد للنّاس جميعاً أن يعيشوا التَّوحيد في أفعالهم، ويجسِّدوه في حياتهم، وأن يؤصِّلوا عقائدهم في خطِّه، بما يؤمِّن سلامة مصيرهم.
ونختم بما قاله المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "لقد كان الإمام الرّضا(ع) القمّة في العلم والعبادة والأخلاق والقرب من الله في عبادته وطاعته، وعلينا أن نعمل على أساس الالتزام بسيرته الّتي تمثّل الإسلام كلَّه، كما هي سيرة آبائه وأبنائه، وعليكم عندما تزورون الإمام الرّضا(ع) أن تقفوا لتتأمَّلوا كلّ حياته ولتقتدوا به.. فأهل البيت(ع) هم القدوة لنا في كلِّ ما يريده الله منّا في توحيده وطاعته... السَّلام على الإمام الرضا(ع) يوم وُلد، ويوم انتقل إلى رحاب ربّه، ويوم يُبعث حيّاً". [أرشيف السيّد، خطب الجمعة، 13-2-2009].
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.