كثيرة هي القصص الّتي يسمع بها المرء يوميّاً عن حوادث التحرّش في سيّارات الأجرة، وفي الشّوارع وزوايا المحلات والطّرقات الّتي باتت تكتظّ بمراهقين يتجمّعون هنا وهناك، وإذا ما مرّت امرأة أو شابّة، بادروا إلى إطلاق ألفاظ التحرّش والمضايقة والإيحاءات اللاأخلاقيّة.
ويأخذ التحرّش أشكالاً مختلفة في ظلّ تنامي هذه الظّاهرة، والّتي أجريت عنها أبحاث كثيرة من قبل مراكز وجمعيّات أهليّة، من هذه الأشكال، "المعاكسات الكلاميّة" المباشرة وغير المباشرة "التلفونيّة". ويصل التحرّش بالنّساء إلى أماكن العمل ومن قبل أصحابه، الّذين يقوم بعضهم بالتحرّش بهنّ، مستغلّين حاجتهنّ إلى العمل، حتّى إنَّ بعض العاملات الأجنبيّات يتعرّضن للمضايقات من قبل مستخدميهم.
وتظهر الإحصائيّات العالميّة، أنّ دول العالم العربي تتصدّر لائحة الدّول التي يكثر فيها التحرّش الجنسي، إذ تشير الدّراسات إلى أنّ مصر والسعوديّة هما الدّولتان الأكثر خطورةً بالنّسبة إلى معدّلات التحرّش، كما وتلفت إلى أنّ معدّلاته في لبنان مرتفعة أيضاً، إذا إنّ نسبة النّساء اللّواتي يتعرّضن للتحرّش بصورة مستمرّة، تصل إلى 30 %.
ويبدو أنّ هذه الظّاهرة إلى تزايد، في ظلّ غياب التوعية والتّثقيف، والإجراءات القانونيّة التي تحدّ منها، وفي ظلّ صمت من يتعرّضن لذلك في بيئات تعتبر نفسها محافظة.
وفي سياقٍ متّصل بالموضوع، يرى سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، أنَّ الإسلام جعل المراهق مكلّفاً ومسؤولاً عن كلّ أعماله، سلباً أو إيجاباً، وهذا يعني أنّ الإسلام لا يعتبر المراهقة مرحلة يتخفّف فيها الإنسان من المسؤوليّة والتّبعات...
وكذلك، لا بدَّ لنا من أن نبدأ عمليّة التّوجيه الروحي والفكري والاجتماعي، وكلّ المجالات الواقعيّة الأخرى من قبل البلوغ، حتّى نجنّب الشابّ الصّدمة الّتي يواجهها عندما يقف وجهاً لوجه أمام غرائزه الّتي استيقظت في هذه المرحلة، وأن تبقى رعايته مستمرّة في كل المراحل، وأن نراعي أصول التّربية والتوجيه بالشّكل الّذي لا نجعل فيه الإنسان الجديد صورة للإنسان القديم في القضايا المتحرّكة في الحياة، وأن لا نحاول تعليبه في علبة مغلقة، بل نحاول أن نفتح رئتيه الفكريّتين والرّوحيّتين ليتنفّس الهواء النّظيف في الحياة.[كتاب دنيا الشّباب، ص 94].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كثيرة هي القصص الّتي يسمع بها المرء يوميّاً عن حوادث التحرّش في سيّارات الأجرة، وفي الشّوارع وزوايا المحلات والطّرقات الّتي باتت تكتظّ بمراهقين يتجمّعون هنا وهناك، وإذا ما مرّت امرأة أو شابّة، بادروا إلى إطلاق ألفاظ التحرّش والمضايقة والإيحاءات اللاأخلاقيّة.
ويأخذ التحرّش أشكالاً مختلفة في ظلّ تنامي هذه الظّاهرة، والّتي أجريت عنها أبحاث كثيرة من قبل مراكز وجمعيّات أهليّة، من هذه الأشكال، "المعاكسات الكلاميّة" المباشرة وغير المباشرة "التلفونيّة". ويصل التحرّش بالنّساء إلى أماكن العمل ومن قبل أصحابه، الّذين يقوم بعضهم بالتحرّش بهنّ، مستغلّين حاجتهنّ إلى العمل، حتّى إنَّ بعض العاملات الأجنبيّات يتعرّضن للمضايقات من قبل مستخدميهم.
وتظهر الإحصائيّات العالميّة، أنّ دول العالم العربي تتصدّر لائحة الدّول التي يكثر فيها التحرّش الجنسي، إذ تشير الدّراسات إلى أنّ مصر والسعوديّة هما الدّولتان الأكثر خطورةً بالنّسبة إلى معدّلات التحرّش، كما وتلفت إلى أنّ معدّلاته في لبنان مرتفعة أيضاً، إذا إنّ نسبة النّساء اللّواتي يتعرّضن للتحرّش بصورة مستمرّة، تصل إلى 30 %.
ويبدو أنّ هذه الظّاهرة إلى تزايد، في ظلّ غياب التوعية والتّثقيف، والإجراءات القانونيّة التي تحدّ منها، وفي ظلّ صمت من يتعرّضن لذلك في بيئات تعتبر نفسها محافظة.
وفي سياقٍ متّصل بالموضوع، يرى سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)، أنَّ الإسلام جعل المراهق مكلّفاً ومسؤولاً عن كلّ أعماله، سلباً أو إيجاباً، وهذا يعني أنّ الإسلام لا يعتبر المراهقة مرحلة يتخفّف فيها الإنسان من المسؤوليّة والتّبعات...
وكذلك، لا بدَّ لنا من أن نبدأ عمليّة التّوجيه الروحي والفكري والاجتماعي، وكلّ المجالات الواقعيّة الأخرى من قبل البلوغ، حتّى نجنّب الشابّ الصّدمة الّتي يواجهها عندما يقف وجهاً لوجه أمام غرائزه الّتي استيقظت في هذه المرحلة، وأن تبقى رعايته مستمرّة في كل المراحل، وأن نراعي أصول التّربية والتوجيه بالشّكل الّذي لا نجعل فيه الإنسان الجديد صورة للإنسان القديم في القضايا المتحرّكة في الحياة، وأن لا نحاول تعليبه في علبة مغلقة، بل نحاول أن نفتح رئتيه الفكريّتين والرّوحيّتين ليتنفّس الهواء النّظيف في الحياة.[كتاب دنيا الشّباب، ص 94].
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .