المحتوى العربي على الإنترنت: إشكاليّة الكمّ والنّوع

المحتوى العربي على الإنترنت: إشكاليّة الكمّ والنّوع

عرضت إحدى القنوات الأجنبيّة النّاطقة باللّغة العربيّة لموضوع المحتوى الرّقمي باللّغة العربيّة، أي ما ينشر على الانترنت، والّذي لا يرقى إلى مستوى الطلب عليه، وهي حقيقة بحسب القناة، لا يقتصر تأكيدها على الدّراسات والإحصاءات فحسب، بل هي موجودة كلّ يوم.

فالمشكلة أنّ من يبحث في الشبكة العنكبوتيّة باللّغة العربيّة، يتعرّض لصعوبات كبيرة، إذ يصرف وقتاً كبيراً وجهداً، فيعثر على منتديات وروابط في معظمها مغلق، أو تحتاج في أحسن الأحوال إلى تعبئة استمارة ليمكنك الدّخول إليها، ومع ذلك، فهي لا تلبّي الحاجة في البحث ولا تشبع الفضول العلميّ.

ويبدو أنّ محتوى ما يعرض، يصفه المتابعون ومراكز البحث والإحصاء بأنّه ضعيف من حيث النّوع والقيمة، إذا ما استثنيت بعض المواقع الجادّة، والمشكلة، كما يذكر التّقرير، هي أنّ كمّ المحتوى العربيّ ونوعه لا يتناسبان مطلقاً مع ازدياد الحاجة إليه، وتتجلّى هذه المشكلة في الفجوة الكبيرة بين عدد المستخدمين العرب لشبكة الإنترنت وحجم المحتوى العربيّ.

ورغم تقدّم اللّغة العربيّة في قائمة اللّغات على الإنترنت (المرتبة السّابعة عالميّاً)، فإنّ المادّة المنشورة لا ترقى إلى هذه المرتبة المتقدّمة تصنيفيّاً، مما لا يشبع شغف الباحث عن المعلومة والمعرفة.

ومن علامات ضعف هذه المواقع، إعادة نشر المواضيع والأبحاث بعد استنساخها وتجريدها في كثيرٍ من المناسبات من اسم كاتبها أو الجهة النّاشرة، بل يعمد البعض إلى وضع اسمٍ غير اسم كاتبها، وهنا يكون النّشر دون إذن، وانتهاكاً لحقوق الملكيّة الفكريّة، وهذا ما يتطلّب تدخّلاً عاجلاً من الجهات ذات الاختصاص في العالم العربيّ.

وبحسب مواقع الدّراسة والإحصاء، فإنّ تحسين المحتوى العربي ضرورة ملحّة للتناسب مع النموّ المتسارع لأعداد مستخدمي الإنترنت، ومعدّل الدّخول إلى الشبكة الإلكترونيّة، فمعدّلات الصّعود في استخدام الإنترنت، تختلف من بلدٍ إلى آخر وفقاً لظروف كلّ بلد، ومنها المستوى المعيشي، وعدد السكّان، وتسهيلات الدّخول إلى الإنترنت، وفي الوقت ذاته، سجّل الانضمام إلى مواقع التّواصل الاجتماعي ارتفاعاً ملحوظاً، فعدد مستخدمي موقع "فيسبوك" في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، ارتفع إلى 44 مليوناً حسب إحصاءات صدرت في شهر تشرين الثّاني/نوفمبر في موقع "سوشيال بيكرز".

ومن الواضح أنّ النموّ المتسارع في عالم التكنولوجيا، هو ما يعطي شبكة الإنترنت سلطة وهيمنة على العالم، ومنه المجتمعات العربيّة الّتي هي اليوم أمام تحدّيات كبرى، وهذا ما يمكن ربط تأثيره بشكلٍ مباشر بمحتوى المواقع العربيّة، وما تضمّه من معارف ومعلومات، ومدى مواكبتها لعصر السّرعة والتقدّم والنموّ في كلّ الصّعد، وهذا ما يضع كلّ المؤسّسات، من اجتماعيّة وتعليميّة وثقافيّة وبحثيّة وغيرها، أمام مسؤوليّة كبيرة في تنمية مناهجها وآليّاتها وعرض أفكارها، توخّياً لأحداث التنمية البشريّة السليمة ونشر المعرفة.

ويبقى أنّ التحدّي الكبير في تحقيق نقلة نوعيّة لما يعرض في المواقع العربيّة، يتطلّب جهوداً جبّارة وتنسيقاً وخطّةً واضحةً من كلّ الجهات والفاعليّات الرّسميّة والمدنيّة، لأنّ مستوى المحتوى الرّقمي العربي يعبّر بطريقة أو بأخرى عن هويّة الأمّة وصورتها ومستوياتها البشريّة والمعرفيّة والإنسانيّة، وخصوصاً ما تتعرّض له اليوم المجتمعات العربيّة من تحدّيات كبرى، تفرض على الجميع أن يكونوا بمستوى المسؤوليّة والدّور، فلم يعد يخفى اليوم أنّ ثورة المعلومات والاتّصالات أعادت صوغ عالمنا، فينبغي التنبّه والحذر من كلّ ذلك، خدمةً لقضايا الإنسان والحياة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

عرضت إحدى القنوات الأجنبيّة النّاطقة باللّغة العربيّة لموضوع المحتوى الرّقمي باللّغة العربيّة، أي ما ينشر على الانترنت، والّذي لا يرقى إلى مستوى الطلب عليه، وهي حقيقة بحسب القناة، لا يقتصر تأكيدها على الدّراسات والإحصاءات فحسب، بل هي موجودة كلّ يوم.

فالمشكلة أنّ من يبحث في الشبكة العنكبوتيّة باللّغة العربيّة، يتعرّض لصعوبات كبيرة، إذ يصرف وقتاً كبيراً وجهداً، فيعثر على منتديات وروابط في معظمها مغلق، أو تحتاج في أحسن الأحوال إلى تعبئة استمارة ليمكنك الدّخول إليها، ومع ذلك، فهي لا تلبّي الحاجة في البحث ولا تشبع الفضول العلميّ.

ويبدو أنّ محتوى ما يعرض، يصفه المتابعون ومراكز البحث والإحصاء بأنّه ضعيف من حيث النّوع والقيمة، إذا ما استثنيت بعض المواقع الجادّة، والمشكلة، كما يذكر التّقرير، هي أنّ كمّ المحتوى العربيّ ونوعه لا يتناسبان مطلقاً مع ازدياد الحاجة إليه، وتتجلّى هذه المشكلة في الفجوة الكبيرة بين عدد المستخدمين العرب لشبكة الإنترنت وحجم المحتوى العربيّ.

ورغم تقدّم اللّغة العربيّة في قائمة اللّغات على الإنترنت (المرتبة السّابعة عالميّاً)، فإنّ المادّة المنشورة لا ترقى إلى هذه المرتبة المتقدّمة تصنيفيّاً، مما لا يشبع شغف الباحث عن المعلومة والمعرفة.

ومن علامات ضعف هذه المواقع، إعادة نشر المواضيع والأبحاث بعد استنساخها وتجريدها في كثيرٍ من المناسبات من اسم كاتبها أو الجهة النّاشرة، بل يعمد البعض إلى وضع اسمٍ غير اسم كاتبها، وهنا يكون النّشر دون إذن، وانتهاكاً لحقوق الملكيّة الفكريّة، وهذا ما يتطلّب تدخّلاً عاجلاً من الجهات ذات الاختصاص في العالم العربيّ.

وبحسب مواقع الدّراسة والإحصاء، فإنّ تحسين المحتوى العربي ضرورة ملحّة للتناسب مع النموّ المتسارع لأعداد مستخدمي الإنترنت، ومعدّل الدّخول إلى الشبكة الإلكترونيّة، فمعدّلات الصّعود في استخدام الإنترنت، تختلف من بلدٍ إلى آخر وفقاً لظروف كلّ بلد، ومنها المستوى المعيشي، وعدد السكّان، وتسهيلات الدّخول إلى الإنترنت، وفي الوقت ذاته، سجّل الانضمام إلى مواقع التّواصل الاجتماعي ارتفاعاً ملحوظاً، فعدد مستخدمي موقع "فيسبوك" في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، ارتفع إلى 44 مليوناً حسب إحصاءات صدرت في شهر تشرين الثّاني/نوفمبر في موقع "سوشيال بيكرز".

ومن الواضح أنّ النموّ المتسارع في عالم التكنولوجيا، هو ما يعطي شبكة الإنترنت سلطة وهيمنة على العالم، ومنه المجتمعات العربيّة الّتي هي اليوم أمام تحدّيات كبرى، وهذا ما يمكن ربط تأثيره بشكلٍ مباشر بمحتوى المواقع العربيّة، وما تضمّه من معارف ومعلومات، ومدى مواكبتها لعصر السّرعة والتقدّم والنموّ في كلّ الصّعد، وهذا ما يضع كلّ المؤسّسات، من اجتماعيّة وتعليميّة وثقافيّة وبحثيّة وغيرها، أمام مسؤوليّة كبيرة في تنمية مناهجها وآليّاتها وعرض أفكارها، توخّياً لأحداث التنمية البشريّة السليمة ونشر المعرفة.

ويبقى أنّ التحدّي الكبير في تحقيق نقلة نوعيّة لما يعرض في المواقع العربيّة، يتطلّب جهوداً جبّارة وتنسيقاً وخطّةً واضحةً من كلّ الجهات والفاعليّات الرّسميّة والمدنيّة، لأنّ مستوى المحتوى الرّقمي العربي يعبّر بطريقة أو بأخرى عن هويّة الأمّة وصورتها ومستوياتها البشريّة والمعرفيّة والإنسانيّة، وخصوصاً ما تتعرّض له اليوم المجتمعات العربيّة من تحدّيات كبرى، تفرض على الجميع أن يكونوا بمستوى المسؤوليّة والدّور، فلم يعد يخفى اليوم أنّ ثورة المعلومات والاتّصالات أعادت صوغ عالمنا، فينبغي التنبّه والحذر من كلّ ذلك، خدمةً لقضايا الإنسان والحياة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية