جدثٌ يضمّك روضةٌ غنّاءُ
يرتادها الأدباءُ والشّعراءُ
من بيت أحمد كان طيبُ غرسِهِ
وعليه من آي الهدى آلاءُ
ثمرُ النبوّة والإمامة والتّقى
ينبوعُ حقّ ماؤُهُ روّاءُ
عطرُ الغيوبِ براحتيْه مضمّخٌ
وبنوره تتلألأ الظّلماءُ
نطق الزّمانُ ببسمتيْه مبيّناً
حِكَماً فماذا قالت الحكماءُ
وصحائفُ الإيمان في محرابهِ
تُليَتْ ففي إنبائِها الأنباءُ
وغدوت نبراسَ الفصاحة والهدى
للسّالكين فدوحةٌ رغداءُ
في المصلحين مضيْت درّة تاجهم
فصدى الزّمان له عليك ثناءُ
فقدت برزئك هاشمٌ أعلامها
وبكت عليكَ السّادة النّجباءُ
لك في الثّرى قبرٌ حواك وفي العلى
شرفٌ تحارُ بسرِّه الجوزاءُ
ماذا أؤبّن فيك طبْت معلماً
طهرُ الملائك فيه والعرفاءُ
رَعش اليراعُ براحتيْه بيانُهُ
بحرٌ به تتلاطمُ الأسماءُ
من مقلتيْه نعبُّ كأس محبّةٍ
تصفو فأروقةُ القلوب صفاءُ
واهاً ليُتم الخلقِ بعد رحيله
فاضت به الأشواقُ والبرحاءُ
تدع الحشا جمراً على نار الجوى
فيضجُّ في أنحائها الأرزاءُ
هبني ـ بربّك ـ لفتة قدسيّة
بُرْء الجراح إذا استطال بلاءُ
تشفي بها روح المولّه عاشقاً
تربو بصيِّب غيثها النّعماءُ
فيفوحُ من ذكراك عنبرُ عزّةٍ
يحلو به المعراجُ والإسراءُ
في الله ذاتك دوحةٌ علويّةٌ
إشراقةٌ تحيا بها الرّمضاءُ
خضت الزّمانَ فكنتَ فيه مبجَّلاً
فإذا الخلود أتاك كيف تشاءُ