أَضِئْ شُموعَكَ حَتَّى يَشْمَخَ اللَّهَبُ * فَوَجْهُ شَمْسِكَ خَلْفَ الغَيْبِ يَحْتَجِبُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ، نَحْوَ اللَّهِ رِحْلَتُهُ * يَطُوفُ فيها جِنانَ الخُلْدِ، يَقْتَرِبُ
فَمقْعَدُ الصِّدْقِ عُنوانٌ لِمَرْتَبَةٍ * فيها تُحاكُ لَهُ أَثْوابُهُ القُشُبُ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الدَّهْرَ يَفْجَعُنَا * بِسَيِّدٍ هامَ فِيهِ العُجْمُ وَالعَرَبُ
أَبَا عَلِيٍّ، شِهاباً كُنْتَ مُتَّقِداً * لَمَّا عَلَوْتَ فَدَتْكَ السَّبْعَةُ الشُّهُبُ
تَاقَتْ إِلَيْكَ السَّمَا، لَبَّيْتَ دَعْوَتَها * وَبانْتِظارِكَ فِيهَا سَادَةٌ نُجُبُ
سَلِّمْ عَلَيْهِمْ، رَسُولُ اللهِ خَاتَمُهُمْ * وَآلُ بَيْتٍ بِسَاقِ العَرْشِ قَدْ كُتِبُوا
مَغْنَاكَ أَمْسَى سَوادُ اللَّيْلِ فارِسَهُ * وَضَجَّ فيهِ النَّوَى وَالحُزْنُ وَالكُرَبُ
يَبْكِيهِ مِحْرابُهُ الوَلْهَانُ في أَسَفٍ * وَمِنْبَرُ الجُمْعَةِ الغَرَّاءِ يَنْتَحِبُ
بَاتَتْ مَواعِظُهُ تَنْعاهُ دَامِعَةً * وَنَافَسَتْها عَلى دَمْعاتِها الخُطَبُ
أَغْنَى الحَياةَ وَأَقْلامُ الهُدَى شَهِدَتْ * وَالصُّبْحُ ضَاحٍ عَلى أَجْفانِها الكُتُبُ
وَكانَ حِلْيَةَ هَذا العَصْرِ في جَبَلٍ * مِنَ السَّماحَةِ، لا حِقْدٌ وَلا غَضَبُ
وَاللُّطْفُ وَالعَطْفُ وَالإحْسَانُ دَيْدَنُهُ * وَالفَضْلُ والدِّينُ وَالأَخْلاقُ وَالأَدَبُ
وَالفِقْهُ وَالعِلْمُ وَالتَّقْوَى وَبَسْمَتُهُ * وَالـمَجْدُ وَالخُلْدُ في خُطْواتِهِ اصْطَحَبُوا
مَالِي أُعَدِّدُ في شِعْري مَنَاقِبَهُ * وَالنَّاسُ تَعْرِفُهُ بَحْراً، وَلَا عَجَبُ!
شَمائِلٌ بَارَكَ الخَلَّاقُ صَحْوَتَها * كَأنَّهُ مُصْطَفًى فيها، وَمُنْتَخَبُ
غَضِبْتَ لِلْعَقْلِ أَنْ يَشْقَى فَكانَ لَهُ * عَلى التَّقاليدِ فِكْرٌ نَيِّرٌ يَثِبُ
لاَ لَمْ يُدانِكَ في التَّجْديدِ فِكْرُ فَتًى * فَأَنْتَ لِلْفِكْرِ، في أيَّامِنا، قُطُبُ
وَرَأْيُكَ الحُرُّ كَمْ صَالَ الحِوارُ بِهِ * حَتَّى تَجَلَّى، وَفي صَوْلاتِهِ الغَلَبُ
لَمْ تَبْدُ بارِقَةٌ في رَأْيِهِ لَمَعَتْ * إلَّا وَكانَ لَها في النَّفْسِ مُرْتَقِبُ
عَلَّامَةٌ عَلَمٌ، أحْلامُهُ نَدِيَتْ * في الخافِقَيْنِ، فَكانَ الزَّهْرُ وَالعُشُبُ
وَمَرْجِعٌ قُدْوَةٌ في الشَّرْعِ نَابِهَةٌ * وَآيةٌ هَمُّهُ في العُمْرِ مَا يَهَبُ
أَحْبَبْتَ كُلَّ الوَرَى حُبًّا تُؤَجِّجُهُ * سَلامَةُ القَلْبِ تُذْكيهِ فَيَلْتَهِبُ
كَرَوْضَةٍ فَتَّحَتْ أَزْهارَ وَجْنَتِها * وَشَبَّ فيها الهَوَى بِالعِطْرِ يَخْتَضِبُ
وَالشِّعْرُ غَنَّتْكَ صُوفِيّاً بَلابِلُهُ * لِلَّهِ دَرُّكَ، أَنْتَ الشَّاعِرُ الأَرِبُ
سَرَيْتَ نُوراً على الأَيَّامِ فَائْتَلَقَتْ * بِنُورِكَ الدَّرْبُ وَالأَيَّامُ والحِقَبُ
وَسِرْتَ لِلْحَقِّ يَحْدُوكَ الـمَدَى وَلَعاً * بِصُحْبَةِ النَّاسِ حَتَّى كانتِ النُّخَبُ
بَذَلْتَ، أَسَّسْتَ، فَالأَيْتَامُ في رَغَدٍ * فَأَنْتَ أُمٌّ لَهُمْ، في يُتْمِهِمْ، وَأَبُ
هذي المـَبَّراتُ بالخَيْراتِ دَائِبَةٌ * غَدَتْ تَمِيسُ بِها الخَيْرَاتُ والدَّأَبُ
وَذِي مُقاوَمَةٌ بارَكْتَها فَمَضَتْ * وَزَادُها الموْتُ وَالإِقْدامُ وَالرَّهَبُ
تَهْفو بِعِزٍّ إِلى المـَيْدانِ في خَبَبٍ * وَأَطْرَبُ الوَقْعِ في جَوْلاتِها الخَبَبُ
* * *
كَبُرْتَ يا قَلَمي في ذِكْرِهِ، وَزَهَتْ * بِهِ القَوافِي، وَهَذا الشِّعْرُ مُنْسَكِبُ
وَاقْرَأْ لَـهُ آيـةً يَهْنَأْ بِـمَرْقَـدِهِ * فَطَالَما كانَ بِالآياتِ يَنْجَذِبُ
أَضِئْ شُموعَكَ حَتَّى يَشْمَخَ اللَّهَبُ * فَوَجْهُ شَمْسِكَ خَلْفَ الغَيْبِ يَحْتَجِبُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ، نَحْوَ اللَّهِ رِحْلَتُهُ * يَطُوفُ فيها جِنانَ الخُلْدِ، يَقْتَرِبُ
فَمقْعَدُ الصِّدْقِ عُنوانٌ لِمَرْتَبَةٍ * فيها تُحاكُ لَهُ أَثْوابُهُ القُشُبُ
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الدَّهْرَ يَفْجَعُنَا * بِسَيِّدٍ هامَ فِيهِ العُجْمُ وَالعَرَبُ
أَبَا عَلِيٍّ، شِهاباً كُنْتَ مُتَّقِداً * لَمَّا عَلَوْتَ فَدَتْكَ السَّبْعَةُ الشُّهُبُ
تَاقَتْ إِلَيْكَ السَّمَا، لَبَّيْتَ دَعْوَتَها * وَبانْتِظارِكَ فِيهَا سَادَةٌ نُجُبُ
سَلِّمْ عَلَيْهِمْ، رَسُولُ اللهِ خَاتَمُهُمْ * وَآلُ بَيْتٍ بِسَاقِ العَرْشِ قَدْ كُتِبُوا
مَغْنَاكَ أَمْسَى سَوادُ اللَّيْلِ فارِسَهُ * وَضَجَّ فيهِ النَّوَى وَالحُزْنُ وَالكُرَبُ
يَبْكِيهِ مِحْرابُهُ الوَلْهَانُ في أَسَفٍ * وَمِنْبَرُ الجُمْعَةِ الغَرَّاءِ يَنْتَحِبُ
بَاتَتْ مَواعِظُهُ تَنْعاهُ دَامِعَةً * وَنَافَسَتْها عَلى دَمْعاتِها الخُطَبُ
أَغْنَى الحَياةَ وَأَقْلامُ الهُدَى شَهِدَتْ * وَالصُّبْحُ ضَاحٍ عَلى أَجْفانِها الكُتُبُ
وَكانَ حِلْيَةَ هَذا العَصْرِ في جَبَلٍ * مِنَ السَّماحَةِ، لا حِقْدٌ وَلا غَضَبُ
وَاللُّطْفُ وَالعَطْفُ وَالإحْسَانُ دَيْدَنُهُ * وَالفَضْلُ والدِّينُ وَالأَخْلاقُ وَالأَدَبُ
وَالفِقْهُ وَالعِلْمُ وَالتَّقْوَى وَبَسْمَتُهُ * وَالـمَجْدُ وَالخُلْدُ في خُطْواتِهِ اصْطَحَبُوا
مَالِي أُعَدِّدُ في شِعْري مَنَاقِبَهُ * وَالنَّاسُ تَعْرِفُهُ بَحْراً، وَلَا عَجَبُ!
شَمائِلٌ بَارَكَ الخَلَّاقُ صَحْوَتَها * كَأنَّهُ مُصْطَفًى فيها، وَمُنْتَخَبُ
غَضِبْتَ لِلْعَقْلِ أَنْ يَشْقَى فَكانَ لَهُ * عَلى التَّقاليدِ فِكْرٌ نَيِّرٌ يَثِبُ
لاَ لَمْ يُدانِكَ في التَّجْديدِ فِكْرُ فَتًى * فَأَنْتَ لِلْفِكْرِ، في أيَّامِنا، قُطُبُ
وَرَأْيُكَ الحُرُّ كَمْ صَالَ الحِوارُ بِهِ * حَتَّى تَجَلَّى، وَفي صَوْلاتِهِ الغَلَبُ
لَمْ تَبْدُ بارِقَةٌ في رَأْيِهِ لَمَعَتْ * إلَّا وَكانَ لَها في النَّفْسِ مُرْتَقِبُ
عَلَّامَةٌ عَلَمٌ، أحْلامُهُ نَدِيَتْ * في الخافِقَيْنِ، فَكانَ الزَّهْرُ وَالعُشُبُ
وَمَرْجِعٌ قُدْوَةٌ في الشَّرْعِ نَابِهَةٌ * وَآيةٌ هَمُّهُ في العُمْرِ مَا يَهَبُ
أَحْبَبْتَ كُلَّ الوَرَى حُبًّا تُؤَجِّجُهُ * سَلامَةُ القَلْبِ تُذْكيهِ فَيَلْتَهِبُ
كَرَوْضَةٍ فَتَّحَتْ أَزْهارَ وَجْنَتِها * وَشَبَّ فيها الهَوَى بِالعِطْرِ يَخْتَضِبُ
وَالشِّعْرُ غَنَّتْكَ صُوفِيّاً بَلابِلُهُ * لِلَّهِ دَرُّكَ، أَنْتَ الشَّاعِرُ الأَرِبُ
سَرَيْتَ نُوراً على الأَيَّامِ فَائْتَلَقَتْ * بِنُورِكَ الدَّرْبُ وَالأَيَّامُ والحِقَبُ
وَسِرْتَ لِلْحَقِّ يَحْدُوكَ الـمَدَى وَلَعاً * بِصُحْبَةِ النَّاسِ حَتَّى كانتِ النُّخَبُ
بَذَلْتَ، أَسَّسْتَ، فَالأَيْتَامُ في رَغَدٍ * فَأَنْتَ أُمٌّ لَهُمْ، في يُتْمِهِمْ، وَأَبُ
هذي المـَبَّراتُ بالخَيْراتِ دَائِبَةٌ * غَدَتْ تَمِيسُ بِها الخَيْرَاتُ والدَّأَبُ
وَذِي مُقاوَمَةٌ بارَكْتَها فَمَضَتْ * وَزَادُها الموْتُ وَالإِقْدامُ وَالرَّهَبُ
تَهْفو بِعِزٍّ إِلى المـَيْدانِ في خَبَبٍ * وَأَطْرَبُ الوَقْعِ في جَوْلاتِها الخَبَبُ
* * *
كَبُرْتَ يا قَلَمي في ذِكْرِهِ، وَزَهَتْ * بِهِ القَوافِي، وَهَذا الشِّعْرُ مُنْسَكِبُ
وَاقْرَأْ لَـهُ آيـةً يَهْنَأْ بِـمَرْقَـدِهِ * فَطَالَما كانَ بِالآياتِ يَنْجَذِبُ