ماذا أسرَّ الرّسول (ص) لفاطمة (ع) قبل وفاته؟!

ماذا أسرَّ الرّسول (ص) لفاطمة (ع) قبل وفاته؟!

كانت الزّهراء (ع) ذات فرادة وتميُّز في كلّ تصرّفاتها وأفعالها، حتّى في حزنها وبكائها على أحبّائها، ولا سيّما فراقها لرسول الله (ص).

ينقل المؤرّخون أنّها دخلت عليه وهو في حال الاحتضار واحتضنته، فَهَمَسَ في أُذُنها همسة أبكتها، ثمّ هَمَسَ همسةً أخرى أضحكتها، فقيل لها ما أسرع الضّحك إلى البكاء؟! فقالت: "ما كنتُ لأفشي سرّ رسول الله في حياته". ولمّا سئلت عن ذلك بعد وفاته قالت: "إنّه همس في أُذُني أوّلاً أنّه سيلاقي وجه ربّه، وأنّه نعيت إليه نفسه فبكيت، ثمّ همس في أُذُني ثانيةً أنّي أوّل النّاس لحوقاً به من أهل بيته فضحكت"1.

تصوّروا شابّة في مقتبل العمر وريعان الشّباب، زوجةً وأُمّاً، والحياة تقبل عليها وتفتح لها أبوابها على أجنحة الأمل، عندما يحدّثها أبوها أنّها أوّل بيته لحوقاً به تبتسم وتكفكف دموعها!

هل تجدون فتاةً، ومهما كان حبّها لأبيها، تفرح إذا أخبرها بأنّها ستموت بعده؟ وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به؟

الزّهراء (ع) فرحت بذلك بقدر بكائها عليه. لماذا؟ لأنّها تشعر بأنّ الفراق لن يدوم طويلاً، فعمّا قليل ستلاقي أباها في جنّة عدن عند مليك مقتدر، وتعيش معه في الجنان كما عاشت معه في الدّنيا.

أيّ علاقة أعمق من هذه العلاقة، وأيّ اندماج أقوى من هذا الاندماج؟! من هنا نعرف عمق حزنها على أبيها، وأنّه يختلف عن حزن أيّ ابنة لفقد أبيها، فهو في الوقت الذي كان حزن المسلمة الرساليّة على فقد رسولها، كان حزن البنت على فقد أبيها الذي امتزجت روحها بروحه، وحياتها بحياته، وعقلها بعقله.

ولهذا، يقول الإمام الصادق (ع) في ما رواه الكليني بسنده الصحيح عنه: "عاشت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً، لم ترَ كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشّهداء في كلّ أسبوع مرّتين، الإثنين والخميس، فتقول: ههنا كان رسول الله، وههنا كان المشركون"2 .

وفي رواية أخرى عن الصّادق (ع) أنّها كانت تصلّي هناك وتدعو حتّى ماتت3. وهذا المقدار من الحزن والبكاء يليق بمكانة الزهراء (ع)، ولا غضاضة فيه، لأنّه حزن القضيّة الذي لا يلغي قيمة الصبر.

*من كتاب "الزهراء القدوة".

[1]صحيح مسلم، ج:4، ص:1904. وبحار الأنوار، ج:43، باب:3، ص:25، رواية:22. ومسند الإمام أحمد، ج:8، ص:401، ينقل القصّة عن عائشة.

[2]الكافي، ج:4، ص:561. بحار الأنوار، ج:43، ص:195. وعوالم الزهراء، ص:447.

[3]الكافي، ج:4، ص:561.

كانت الزّهراء (ع) ذات فرادة وتميُّز في كلّ تصرّفاتها وأفعالها، حتّى في حزنها وبكائها على أحبّائها، ولا سيّما فراقها لرسول الله (ص).

ينقل المؤرّخون أنّها دخلت عليه وهو في حال الاحتضار واحتضنته، فَهَمَسَ في أُذُنها همسة أبكتها، ثمّ هَمَسَ همسةً أخرى أضحكتها، فقيل لها ما أسرع الضّحك إلى البكاء؟! فقالت: "ما كنتُ لأفشي سرّ رسول الله في حياته". ولمّا سئلت عن ذلك بعد وفاته قالت: "إنّه همس في أُذُني أوّلاً أنّه سيلاقي وجه ربّه، وأنّه نعيت إليه نفسه فبكيت، ثمّ همس في أُذُني ثانيةً أنّي أوّل النّاس لحوقاً به من أهل بيته فضحكت"1.

تصوّروا شابّة في مقتبل العمر وريعان الشّباب، زوجةً وأُمّاً، والحياة تقبل عليها وتفتح لها أبوابها على أجنحة الأمل، عندما يحدّثها أبوها أنّها أوّل بيته لحوقاً به تبتسم وتكفكف دموعها!

هل تجدون فتاةً، ومهما كان حبّها لأبيها، تفرح إذا أخبرها بأنّها ستموت بعده؟ وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به؟

الزّهراء (ع) فرحت بذلك بقدر بكائها عليه. لماذا؟ لأنّها تشعر بأنّ الفراق لن يدوم طويلاً، فعمّا قليل ستلاقي أباها في جنّة عدن عند مليك مقتدر، وتعيش معه في الجنان كما عاشت معه في الدّنيا.

أيّ علاقة أعمق من هذه العلاقة، وأيّ اندماج أقوى من هذا الاندماج؟! من هنا نعرف عمق حزنها على أبيها، وأنّه يختلف عن حزن أيّ ابنة لفقد أبيها، فهو في الوقت الذي كان حزن المسلمة الرساليّة على فقد رسولها، كان حزن البنت على فقد أبيها الذي امتزجت روحها بروحه، وحياتها بحياته، وعقلها بعقله.

ولهذا، يقول الإمام الصادق (ع) في ما رواه الكليني بسنده الصحيح عنه: "عاشت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً، لم ترَ كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشّهداء في كلّ أسبوع مرّتين، الإثنين والخميس، فتقول: ههنا كان رسول الله، وههنا كان المشركون"2 .

وفي رواية أخرى عن الصّادق (ع) أنّها كانت تصلّي هناك وتدعو حتّى ماتت3. وهذا المقدار من الحزن والبكاء يليق بمكانة الزهراء (ع)، ولا غضاضة فيه، لأنّه حزن القضيّة الذي لا يلغي قيمة الصبر.

*من كتاب "الزهراء القدوة".

[1]صحيح مسلم، ج:4، ص:1904. وبحار الأنوار، ج:43، باب:3، ص:25، رواية:22. ومسند الإمام أحمد، ج:8، ص:401، ينقل القصّة عن عائشة.

[2]الكافي، ج:4، ص:561. بحار الأنوار، ج:43، ص:195. وعوالم الزهراء، ص:447.

[3]الكافي، ج:4، ص:561.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية