كانت امرأة العزيز تحاول أن تفرض سيطرتها على يوسف، مستغلّةً وضعه المملوكيّ في بيتها، وحاجته إلى المحضن الّذي يحضنه في موقعه السَّكني، وإلى الرّعاية الغذائيَّة، والإمكانات الماليّة التي تحلّ له مشاكله، ولكنَّ يوسف تمرّد عليها، وامتنع عن الاستجابة لها، ولم يكن لديه فرصة للتخلّص منها ومن التصاقها الجسديّ به إلا الهرب منها، ليخرج من البيت الّذي يمثّل الموقع الضَّاغط الّذي يشبه السّجن، بعد أن أغلقت كلَّ الأبواب عليه، حتّى لا يستطيع التفلّت منها.
اتّهام يوسف بالخيانة
وهكذا، اندفع يوسف إلى الباب ليفتحه بكلِّ قوَّته الجسديَّة، أو بالوسائل الّتي كان يملكها، للهروب منها، وليتخلَّص من ضغطها العنيف الّذي كاد يسقطه في الإغراء. ولكنّها لم تستسلم لذلك، بل اندفعت خلفه لتمنعه من الهرب، ولتفرض عليه الاستجابة لنداء الشَّهوة الّتي كانت تلتهب في كلِّ عضوٍ من أعضائها، في عمليّة سباقٍ بينهما، إذ كان كلٌّ منهما يحاول أن يسبق الآخر، ولا سيَّما امرأة العزيز، الّتي استطاعت أن تسبقه وتلحق به قبل أن يفلت من يديها.
وتعلَّقت بثيابه لتجذبه إليها، وبدأت بتمزيقها، {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ}، من الخلف، ومزَّقته عندما كانت تجذبه إليها بكلِّ قوّة وعنف، ليرجع إلى داخل البيت، ولتغلق عليه الباب من جديد، فلا يملك أن يفتحه.
وكانت المفاجأة لها بالمرصاد، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}، في المدخل الّذي يدخل منه إلى بيته، وفوجئ بالموقف الملتهب أمامه، في مظهرٍ من مظاهر الخيانة الزوجيَّة. فكيف يجرؤ هذا الشابّ الّذي ربَّاه ورعاه وحفظ حرمته في بُعدها الإنسانيّ، أن يخونه في فعل القبيح مع زوجته؟ وكيف تجرؤ زوجته على أن تستجيب له أو تخضع لإغرائه لها؟
ولكنَّها حاولت أن ترمي الاتّهام بالاعتداء عليها على يوسف، لضعف موقعه في البيت، وقوَّة موقعها فيه، معتقدةً أنَّ زوجها سوف يصدِّقها في اتّهامها إيّاه، فلم ترتبك، ولم يأخذها الخوف منه، بل حاولت أن تحوِّل المسألة إلى يوسف كشابٍّ خائنٍ لحرمة البيت الّذي كفله وربّاه، وخصوصاً أنَّه لا يزال في مرحلة المراهقة الّتي تدفعه إلى الخيانة، انطلاقاً من قوَّته الجسديّة وضعفها الأنثويّ، لتثأر منه، فينال عقابه من سيّده، تأديباً له على امتناعه عن الاستجابة لها، وذلك بتشويه صورته في أخلاقيَّته الطَّاهرة، واستغلالها الفكرة الشَّائعة عند النّاس بأنَّ الرّجل هو الّذي يعتدي على المرأة وليس العكس، وربّما كانت تشعر بضغطها العاطفيّ على زوجها، أو ضعفه أمامها، كما نستوحي ذلك من أسلوب مواجهته لها بالاتّهام بعد ذلك.
وهكذا، اعتبرت الحكم على يوسف بإنزال العقوبة عليه أمراً حاسماً مفروغاً منه، لا يحتاج إلى إثباتٍ أو مناقشة، لوضوحه بحسب طبيعة الأمور. ولهذا، كان حديثها مع زوجها عن نوعيَّة العقوبة الّتي يستحقّها هذا الشابّ المتمرّد حسب زعمها، كجزاءٍ عقابيٍّ له على فعلته القبيحة الشَّنيعة الخيانيَّة. ولذلك، بادرت زوجها عند مفاجأته لها بالصّورة المتمثِّلة بموقفها المريب: {قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}1، وهكذا حدَّدت له طرفي الاحتمال في العقوبة، ليختار الزَّوج واحدةً منهما، جزاءً ليوسف على فعلته، حيث برزت أمامه كما لو كانت ضحيَّة اعتداءٍ ظالم واغتصابٍ قاسٍ، بفعل شخصٍ لا تملك الدِّفاع عن نفسها أمام عدوانه وهجومه عليها.
الردّ على الاتّهامات
ولكنَّه أجابها في خطابه لزوجها، رافضاً الاتّهام الكاذب، لأنّه لا يمكن أن يجرؤ على أولياء نعمته وعلى خيانة الّذين احتضنوه وقاموا بتربيته، {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}. ولكنّه كان ـ بفعل الموقع الّذي كان فيه ـ دفاعاً ضعيفاً لا يملك معه أيّة حجّةٍ تؤكّد دفاعه عن نفسه، وذلك أمام الفكرة الشَّائعة عند النّاس، التي تضع المرأة في حالة الضَّعف في مقابل الرجل، الَّذي هو في حالة القوّة، بفعل القدرة الجسديّة في مثل هذا الوضع الخاصّ.
ولكنَّ رعاية الله لهذا العبد المخلص، الّذي صرف الله عنه السّوء والفحشاء، وعصمه من كلّ ما يسيء إلى عفّته الأخلاقيّة، هيّأت له الفرصة القويّة المقنعة التي تُظهر براءته، ليقوى موقفه بشهادةٍ لا تحدّد طبيعة ما حدث بشكلٍ حسّيّ مباشر، ولكنّها تضع أمام الزّوج أساس الحكم العادل النّزيه في هذه المسألة بطريقةٍ لا تقبل الشكّ، لأنّها تتناسب مع طبيعة الأشياء.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}، ممَّن كان في مستوى الثّقة به وبحكمته وتفكيره وحساباته الدّقيقة، ولم يكن له علاقة بيوسف، بل كان قريباً من العائلة الّتي احتضنت يوسف، ما يجعل حكمه قريباً من الخطِّ العادل المستقيم بعيداً عن العاطفة، فلا تكون شهادته موقع شبهة. {إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ}2، لأنَّ من المفروض في الرّجل الّذي يعتدي على المرأة جنسيّاً، أن يواجهها بالهجوم ويقابلها وجهاً لوجه، كما يفترض بالمرأة التي تدافع عن نفسها في هذه الحال، أن توجِّه ضرباتها إليه، وأن تمزّق قميصه لجهة الصَّدر.
{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}3، لأنَّ المفروض في المرأة عندما تريد الضَّغط على الرَّجل الّذي يرفض مراودتها والاستجابة لها، أن تلاحقه في حال هروبه منها، وأن تمسكه بثوبه بقوّةٍ، لتجرّه إليها، ولتعطِّل حركته في الهروب، بأن تشدَّه من الخلف تبعاً لموقعها منه وموقعه منها في عمليَّة ملاحقته، بما يؤدّي إلى تمزيق قميصه عندما تتعلّق به، وبهذا تكون كاذبةً في الحديث عن مبادرته في العدوان عليها.
براءة يوسف(ع)
وعندما تطلّع العزيز، ورأى قميصه قد تمزّق من الخلف، اقتنع بهذه الملاحظة، لأنّها تتناسب مع طبيعة الأشياء التي قرَّرها الشَّاهد من أهلها، المتميِّز بالعدل والدقّة والحكمة في النّظرة إلى الواقع، وهذا ما أشارت إليه الآية: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ}، صدَّق يوسف في دفاعه عن نفسه بأنّها راودته عن نفسه، وليس هو من راودها عن نفسها، ورأى أنّها تريد أن تدفع عن نفسها تهمة التحرّك في الخيانة، لتثبتها على يوسف الّذي لم يُعرَف عنه في كلّ سلوكه الأخلاقيّ وعفّته الإنسانيّة إلا كلّ استقامة واتّزان وأمانة.
وهكذا، تأكَّد أنّها كانت تكيد لهذا الشابّ العفيف الصَّادق في كلامه وموقفه، فالتفت إليها مؤنِّباً لها، منكراً لحديثها، مذكِّراً إيّاها بأنّها من فصيلة النِّساء اللاتي يمارسن الكيد الخفيّ للإيقاع بالنَّاس والإضرار بهم، في أسلوبهنّ المتلوّن المعقَّد الّذي يبرّرن به أعمالهنَّ الشرّيرة، أو يلصقن من خلاله التّهم الكاذبة بالآخرين، في استغلالٍ سيّئٍ لبعض الظَّواهر التي قد تدعم أهدافهنَّ السيِّئة تجاه الآخرين.
وهكذا استعاد زوجها في فعلها الّذي قامت به واتّهامها ليوسف، كلَّ خطوط الكيد الغالب على سلوك النِّساء، بما كان يحمله في نفسه من انطباعٍ عن كيد النِّساء اللّواتي يستخدمن ضعفهنَّ الأنثويّ في مخاطبة شهوة الرّجال وغريزتهم، واستعمال ذلك الضَّعف كسلاحٍ ضدَّهم في ضغطهنَّ عليهم، فيما يذرفنه من الدّموع في حال الشَّكوى، أو فيما يقدّمنه من أساليب أخرى ملتوية في محاولةٍ لإقناع الآخرين بظلامتهنّ.
وفي هذا الاتّجاه، سارت زوجة العزيز في موقفها الكيديّ من يوسف، مستغلّةً وجوده عندها في البيت، وحاجته إليها وإلى البقاء فيه في ظروف العبوديّة المفروضة عليه، ويقظة الغرائز المراهقة في دمه الحارّ وأعصابه الملتهبة. وعندما امتنع عنها لاحقته، في محاولةٍ منها للضَّغط عليه، ولمّا فاجأها زوجها بالموقف الشَّائن، بادرت إلى اتّهام يوسف بالاعتداء عليها، لمعاقبته على رفضه لها، ظنّاً منها بأنَّ طبيعة الأمور في مثل هذه الحالات تفرض على زوجها تصديقها في دعواها باتّهامه وتكذيبه في دفاعه عن نفسه، وكان ردّ فعل زوجها اعتبار فعلتها من الكيد النّسويّ: {قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}4، لأنَّ المرأة تملك في ذهنيَّتها الشيطانيَّة المعقَّدة من الوسائل الخفيّة ما تستطيع به السَّيطرة على الموقف من أوسع السُّبُل.
سبب ضعف المرأة
وقد ذهبَ البعض إلى أنَّ التَّاريخ البشريَّ الّذي عزل المرأة عن النَّشاط البشريّ الفكريّ والعمليّ، وأبعدها عن العمل الجدّيّ الواسع في حركة الحياة، وحبسها في دائرة البيت، وجعلها مجرّدَ خادمةٍ وراعيةٍ لزوجها وأولادها، ووالدة للنَّسل الذي يفرضه عليها الزّوج بحسب العدد الّذي يرغبه من الأولاد، وأضاء لها الأجواء الخاصَّة المحيطة بموقعها من الرَّجل في عمليّة التصاقٍ بحياته، بحيث لا تملك معه الحريّة في الانفتاح على آفاق العلم والمعرفة والامتداد الإنسانيّ في حركة التَّجربة الغنيَّة في أوضاع الحياة وتنوّعاتها وامتداداتها في الواقع، إنَّ هذا السِّجن الَّذي يشبه القفص الذَّهبيّ والفضّيّ، هو الَّذي جعلها تتَّجه إلى تفجير طاقاتها المتنوّعة في التَّخطيط للدّفاع عن نفسها، واللَّعب على مشاعر الرّجل، بالتّآمر الخفيّ والكيد المتحرّك والحيل المتنوّعة، في حالةٍ من السرّيّة والخفاء في مجتمع الرّجال والنّساء معاً.
ولهذا، كانت هذه الوسائل الّتي تفجَّرت بها عبقريَّتها الإنسانيَّة الذِّهنيَّة، نتيجةً طبيعيّةً لسلوكها في إدارة أمورها، وخدمة مصالحها، وترتيب أوضاعها الخاصَّة، وتفجير طاقاتها في هذا الاتّجاه الدِّفاعيّ الَّذي يبحث عن الموقع الَّذي يحفظ سلامتها من ضغط الرّجل واستغلاله لضعفها الأنثويّ جسداً وحركةً وفكراً في الدَّائرة الضيّقة التي تحاصرها، فأبدعت في ذلك ككلّ إنسانٍ يكرِّس طاقاته الفكريّة والعمليّة التي تختزنها ذاته لشيءٍ ما ممّا هو في حاجةٍ إليه. وبهذا، فإنَّ الحيل والمكر والمكيدة لا تمثِّل حالةً طبيعيّةً في شخصيّة المرأة، من حيث طبيعة الوجود الذّاتيّ في عالم الخلق، بل تمثِّل لوناً من ألوان النَّشاط الذِّهنيّ الّذي يتحوَّل إلى حركةٍ عمليّةٍ فاعلةٍ تحرّكه أجواء معيَّنة يمكن أن يقوم بها الرَّجل في حالات مماثلة، إلا أنَّ ما يميّز المرأة في هذا الشّأن، هو أنَّ موقعها الضَّعيف أمام الرّجل، والحواجز الّتي تحول دون تأكيد أصالتها الإنسانيَّة، كما هو الرجل، تجعل الكيديّة أسلوباً حتميّاً تحتاجه للوصول إلى ما تريده، في محاولة السَّيطرة على الرّجل، واستغلال حاجته إليها في عالم الرّغبة الجنسيَّة، والعبث بمشاعره بطريقتها اللاهبة المثيرة لأحاسيسه، لتدفعه إلى الخضوع لها بكلِّ عناصره الغريزيّة.
ولعلَّ هذا هو الّذي جعل الأدب بكلِّ فنونه، والشّعر بكلّ انفتاحاته، يتغزّل بالمرأة في جمالها، ويعبّر عن رغبته بها والتصاقه الشّعوري بها، ممّا لم نجده لدى المرأة بالمستوى البارز الكبير، ما يفسِّر تأثير المرأة فيه بأساليبها الخاصَّة. أمّا الرجل، فإنّه لا يشعر بالحاجة إلى إبراز سلطته القويّة وسلطانه القاهر على المرأة، لأنّه يتمتَّع بذلك في إحساسه بذاته وقوّته الجسديّة وموقعه المميَّز وذكوريّته الرّفيعة، فيملك بذلك حريّة الحركة وإمكانات الوصول إلى ما يريد من أقرب طريقٍ بشكلٍ مباشر. وهو، إلى جانب ذلك، يملك الانفتاح على تطوّر عقله ونموّ إحساسه وامتداد معرفته، بحيث يصل إلى الدَّرجات العليا في المعرفة والتَّجربة، من دون حاجةٍ إلى الحيلة الكبيرة والفكر الدَّقيق والعبقريّة الكيديّة الّتي قد تنتجها طريقته في التَّفكير والحركة.
موقف العزيز من الحادثة
أمَّا العزيز، الّذي توضّح الأمر لديه، واكتشف اتّجاه زوجته نحو الخيانة، وبراءة يوسف من ذلك، فلم يكن من الرِّجال الّذين يستشعرون خطورة الخيانة، بحيث يثار عندما تتحرَّك في بيته من خلال زوجته، بل كان من النّاس الّذين لا يملكون الغيرة ولا تهزّه الخيانة، بل ربّما رآه أمراً طبيعيّاً بحسب عرف المجتمع الّذي كان يعيش فيه، ممّا تكثر فيه خيانات الزَّوجات لأزواجهنّ، ولذلك أراد للقضيَّة ألاّ تأخذ حجماً كبيراً يصل إلى مستوى الفضيحة المثيرة اجتماعيّاً، لأنَّ ذلك قد يضرُّ بمركزه، أو يعقِّد علاقته بزوجته الّتي كان يحبُّها، وهو ما يظهر من ملاحظة دورها المميَّز معه.
ولذلك، فقد اعتبر المسألة لوناً من ألوان العبث الصّبيانيّ الّذي قد يدعو إليه الضَّعف الأنثويّ، فتوجّه إليها وإلى يوسف وقال له: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}، وانسَ كلَّ ما يتعلَّق به، ولا تتوقَّف عنده، واعتبره أمراً طارئاً ككلِّ شيءٍ ينطلق من بعض الحالات الإنسانيّة الطبيعيّة في مواقع الضَّعف، ولا سيَّما عندما يصدر عن الأنثى الّتي قد تستسلم لضغطٍ غريزيٍّ تفقد معه عقلها، ويغيب عنها اتّزانها وإحساسها بخطورة ما أقدمت عليه، فهذا أمرٌ يحدث بسرعة وينتهي بسرعة، فلا يستحقّ الكثير من الاهتمام، ولا يدخل في دائرة الخطورة، ولا سيَّما أنَّ الخيانة لم تصل إلى مداها الأخير. وقال لامرأته: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ} في مراودتك ليوسف، بما يمثِّله ذلك من عدوانٍ عليه، وإساءةٍ إلى طهارته وعفَّته الأخلاقيّة والروحيّة، وفي خيانتك للأمانة الزّوجيّة التي تربطني بك وتربطك بي، والّتي تفرض عليك العفَّة والإخلاص، {إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}5، بما كنت تحاولينه من الوقوع في الزّنا بطريقة الضَّغط والعدوان، بما لا يتعارف حدوثه من النِّساء في الضَّغط القاسي على الرِّجال، ما يجعل من الخطيئة مضاعفةً في الموقع الَّذي وقعت فيه.
وهكذا، أسدل السِّتار على هذا المشهد في نطاق المشكلة الَّتي أثارها الوضع الطَّارئ القلق في البيت، وعاد كلّ إنسانٍ إلى عالمه الخاصّ، وهدأ كلّ شيءٍ في الدَّاخل، ونجح يوسف في الامتحان الرّوحيّ الإيمانيّ في أوّل تجربةٍ صعبة هزَّت كلّ وجدانه وكلّ وجوده، وعاشت بشريّته في عالم القيم المعنويّة، وابتعدت عن الأحاسيس الماديّة، لأنّه كان من عباد الله المخلصين. والحمد لله ربِّ العالمين.
*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة
1 [يوسف: 25].
2 [يوسف: 26].
3 [يوسف: 27].
4 [يوسف: 28].
5 [يوسف: 29].