كنّا نتحدَّث في المحاضرة السَّابقة عن النّبيّ داود(ع)، وقد ذكرنا أنَّ الله سبحانه ميّزه بخصوصيّتين، وقلنا إنَّ الخصوصيَّة الأولى هي أنَّ الطّير والجبال كانت تسبِّح معه.
صناعة الدّروع
أمَّا الخصوصيَّة الثانية الَّتي ميَّز الله بها النّبيّ داود(ع)، فكانت تعليمه صناعة الدّروع التي يستخدمها النّاس لحماية أنفسهم من الاعتداءات الموجَّهة إليهم في ضربات السّلاح في حال الحرب بشكلٍ خاصّ. وقد نستوحي من الآية الواردة في بيان ذلك، أنَّ هذا التَّعليم لم يكن من خلال المختصّين بهذا العلم من أهل الخبرة فيه، ولكنَّه كان إلهاماً إلهيّاً علَّمه الله إيَّاه، ويسَّر له وسائله، وذلك حين ألان له الحديد، ما جعل إنتاجه للدّروع أمراً سهلاً مكَّنه من صنع الكثير منها، ومن المتاجرة بها عبر بيعها للنَّاس، ليحصل من خلال ذلك على رزقه وحاجاته المعاشيَّة، وهو ما جعله يستغني عن الآخرين من النَّاس، إضافةً إلى أنَّه كان بذلك يحقِّق لهم ما لا يتيسَّر لهم في إنتاجهم، ليزدادوا التزاماً به، واطمئناناً إلى أنّه يحمي الرّوح من خلال الرّسالة، ويحمي الحياة من خلال الدّروع الّتي يصنعها.
هذا ما نستوحيه من قوله تعالى في حديثه عن داود: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ}[1] لهذه النَّعمة الكبيرة الَّتي تحمي حياتكم من الهلاك، وتتيح لكم فرصة الدّفاع عن أنفسكم ضدّ العدوان عليكم بالسّلاح، من دون إبعادكم عن ساحة الصِّراع الّتي قد تفرضها الظروف المتنوّعة في علاقاتكم السّلبيّة بالأعداء الَّذين يكيدون لكم في أوضاعكم ومصالحكم وقضاياكم المصيريّة.
وقد فصَّل الله الوسيلة المهمَّة لهذه الصِّناعة في قوله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ـ ممّا يحتاجه تكوين هذه الدّروع، فجعلناه ليِّناً بين يديه، يتصرَّف به كيف يشاء، ويصنعه كما يريد، لأنَّ قسوة الحديد قد تعطِّل لداود قدرته على إدارة العمل بيسرٍ وسهولة، إذ إنَّه لم يكن يملك الآلات والأدوات الّتي يستخدمها أصحاب هذه الصّناعة في تليين الحديد وتطويعه ليتحوَّل إلى درعٍ مميَّزة قويّة ـ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ ـ وهي الدّروع الواسعة ـ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}[2]، أي اقتصد فيه، واجعله متناسقاً متناسباً في حلقاته.
وهكذا، هيّأ الله له هذه المهنة المهمَّة، وهي صنع الدّروع، حتى يستطيع أن يعيش من كدِّ يمينه، ليكون قدوةً للنّاس، ولا سيَّما العاملين في الخطّ الدّينيّ الرّساليّ، الّذين تسمح لهم مواقع نشاطهم بالعمل في سبيل العيش، ليعرفوا أنَّ العمل شرف للعامل، ورسالة في حياته، ولا سيَّما إذا كان مما ينفع الناس فيمكث في الأرض، من خلال تلبيته لحاجاتهم وأوضاعهم وتدبير النّظام العام في الحياة، من خلال علاقة هذا العمل بالهدف الكبير في حركة المسؤوليَّة.
إعجاز أو كرامة!؟
وقد ثار جدلٌ كبير بين المفسِّرين حول ما إذا كانت هذه الإلانة للحديد لداود جاريةً على سبيل الإعجاز، كما هو الظّاهر من النّسبة المباشرة إلى الله، ومن اعتبار هذا الأمر كرامةً له، وميزةً له على الآخرين، أو كانت جاريةً وفق الوضع الطّبيعيّ، ليكون الحديث عنه كالحديث عن كلِّ الأفعال الإراديّة الاختياريّة للنّاس التي ينسبها الله إلى نفسه، باعتباره مصدر القوَّة والقدرة الأساس في كلِّ شيء، ولتكون المسألة هي ما يريد الله أن يبيِّنه من ممارسة داود لعمليَّة صنع الدّروع بشكلٍ متقن، بحيث تحمي المقاتل من الآخرين، وتجعل له حريّة الحركة في القتال، للتَّدليل على الجانب العمليّ في حياته.
ونحن لا نمانع في أن تكون المسألة على سبيل الإعجاز، ولا سيَّما أنها جاءت بعد ذكر تسخير الجبال والطّير امتثالاً واستجابةً لتسبيحه في مزاميره، مما لا يُعتبر شيئاً عاديّاً من صنع داود أو بشرٍ آخر، لأنهم لا يملكون القدرة على ذلك، ولأنَّ تعلّم داود لهذه المهنة بالطّريقة الطّبيعيَّة، لا يمثّل أيَّ نوعٍ من أنواع الامتياز والكرامة، لأنَّ ذلك مما يمكن لأيِّ شخصٍ أن يحصل عليه بالوسائل الطّبيعيَّة، كما نلاحظه في الأشخاص الّذين يملكون الخبرة في هذه الصّناعة، من خلال أخذهم بأسباب المعرفة من أصحابها. ولكنَّنا لا ننفي أن يكون الرّأي الآخر قريباً من التصوّر، ولا سيَّما إذا لاحظنا ما يقرّره البعض من أنَّ المعجزة الَّتي تمثِّل الطريقة الخارقة للعادة، لا تأتي إلا كأسلوبٍ من أساليب التّحدّي أو مواجهة التّحدّي.
إلا أنَّ هذا الرّأي قابلٌ للنّقاش، لأنَّ المسألة، بحسب الرّأي الأوّل، لا تدخل في نطاق المعجزة، بل في نطاق الكرامة، وذلك بأن يفيض الله من نعمه الكثيرة على بعض النّاس، كما حدث في إلقاء ثوب يوسف على وجه أبيه يعقوب فعاد بصيراً، وكما في شفاء أيّوب بشكلٍ سريع من دون علاج دوائيّ...
ولكنَّ هذا الجدل لا يمثّل حاجةً عقيديّةً وعمليَّة على كلّ حال، إذ يكفي في مسألة الإيمان الاعتقاد أنّ الله قادر على أن يمنح أولياءه وأنبياءه القدرة المميَّزة بطريقة غيبيَّة، كما قد يمنحهم المعجزة بقدرة إلهيَّة، وأنَّ ذلك داخل في ساحة الإمكان من خلال قدرة الله المطلقة، وليست المسألة خاضعةً للاجتهاد الذّاتيّ البشريّ، والله العالم.
النّفوذ والسّلطة
وقد تحدَّث الله في القرآن مع النّبيِّ محمَّد(ص)، وأراد له وهو يواجه الكلام غير المسؤول من قومه، أو الاتهامات الظَّالمة له، أن يتذكَّر داود(ع) في تجربته، وذلك قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ـ أي ذا القوّة الَّذي كان يمثّل نموذجاً متحركاً حيّاً، وتجربةً فريدةً في ساحة الرّسالة، في ما كان يتميَّز به من صلابة وشدَّة في الحرب وفي مواجهة الأعداء ـ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[3]، أي راجع إلى ربّه في إخلاصه له، مستند إليه في كلِّ العقبات الّتي تصادفه في طريق الدَّعوة، وفي إحساسه بعبوديّته الخالصة له الَّتي حرَّرته من كلِّ مواقع الخوف ونقاط الضَّعف.
وتتابع الآية الحديث عن رعاية الله لداود في مسألة مثيرة، وذلك قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}[4] في تقوية مراكز السّلطة الّتي يمتدُّ نفوذها في حياة الناس الاجتماعيَّة والقضائيَّة والعمليَّة العامّة، وأعطيناه القوّة الثّابتة التي تثبِّت له قواعده، وتمنعه من الاهتزاز الأمنيّ بفعل القوّة المضادّة، بكلّ الوسائل الواقعيّة الفاعلة الّتي يحتاجها من المال والرّجال ونحو ذلك. وقد أراد الله له أن يمتدَّ في سلطته لينفِّذ برنامجه في تنظيم أمور النّاس على أساس الحقّ، وليمنعهم من إثارة الفوضى في علاقة بعضهم ببعض وبالحياة من حوله، حتى لا يؤدِّي ذلك إلى الفساد في أوضاع البلاد والعباد.
وقد قال بعض المفسِّرين عن داود(ع) إنّه كان أشدَّ ملوك الأرض سلطاناً، وإن شدَّ الملك من الاستعارة بالكناية، لأنّ معنى الشدّ ـ كما يقول الرّاغب ـ "العقد القويّ. يقال: شددت الشّيء، قوّيت عقده". والمراد به في الآية تقوية الملك وإحكام أساسه بالهيبة والجنود والخزائن وحسن التّدبير وسائر الأشياء التي تؤكّد قوّة الملك، مما يتنوّع بحسب اختلاف الظّروف في الوسائل المتجدِّدة لأساليب القوّة. أمّا نسبة ذلك إلى الله، فقد تكون بالتّأييد والنّصرة وتهيئة الأسباب المادّيّة والنفسيّة لامتداد سلطانه وهيبته، ومن ذلك، إلقاء الرّعب في قلوب النّاس، بما يجعلهم خاضعين لأوامره ونواهيه وطاعته في حركته الّتي يقودهم من خلالها إلى مقاصد الرّسالة وأهدافها.
نبيّ السَّلام
ولم يتحدَّث التَّاريخ عن تفاصيل هذا الملك، وعن عناصر قوَّته وحركته في الحرب، وسيطرته على النَّاس، ولا سيَّما أنَّ النبيَّ داود كان نبيّاً مرسلاً ينطلق بالدّعوة، ويهدي النّاس إلى الحقّ بالوسائل السلميَّة، ويفتح عقولهم على التّفكير فيما يصلح أمرهم ويسدِّد خطواتهم، ويربّيهم على القيم الروحيّة والأخلاقيّة، ولم يكن دوره ـ في ما يوحي به القرآن ـ دور المحارب الّذي يقاتل الأعداء، ويفتح البلاد بالقوّة، ولكن ورد في بعض الرّوايات التفسيريّة، مما رواه الواحدي بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس، أنّه كان يحرسه ستّة وثلاثون ألف رجل، فإذا أصبحوا قيل: ارجعوا، فقد رضي عنكم نبيّ الله، وزاد آخرون فذكروا أربعين ألفاً.
ويشير هذا العدد الكبير ـ إذا صحَّت الرّواية ـ إلى أنَّ هؤلاء كانوا يمثِّلون بعض الجيش الّذي كان يملك قيادته. وعلى أيّ حال، فإنَّ تعبير الآية بأنَّ الله قد شدَّ ملكه وقوّاه، بحيث أصبح في موقع السّلطة القويّة القاهرة، يدلّ على أنَّ الله منحه دور الملك إلى جانب دور النبيّ، وهو ما كان يدعم موقعه في تنفيذ الأحكام الصَّادرة عنه في القضايا العامَّة والخاصَّة، بما يميِّزه عن كثيرٍ من الأنبياء من قبله ومن بعده.
ميزة الحكمة
وهناك ميزةٌ أخرى تحدَّث الله عنها مما منَّ به على نبيّه داود، وذلك قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ}[5]، ويقول سبحانه في آيةٍ أخرى وهو يتحدَّث عن هذه القيمة العقليَّة الروحيَّة الإنسانيَّة: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً}[6]، لأنَّ الحكمة تتمثَّل بوعي الأشياء في خطِّ التّوازن بقدر ما تحتاجه هذه الأشياء، وهو ما يتطلَّب من الإنسان دراسة كلِّ العناصر المتعلّقة بها، ومدى انسجامها مع المصلحة العليا في تحريك الواقع العمليّ، وهو ما يعبّر عنه بوضع الشّيء في موضعه. وقيل إنَّ الحكمة مشتقَّة من إحكام الأمور وتقويتها.
وجاء في تفسير الفخر الرّازي: "واعلم أنَّ الفضائل على ثلاثة أقسام: النفسانيّة، والبدنيّة، والخارجيّة، والفضائل النفسانيّة محصورة في قسمين: العلم والعمل. أمّا العلم، فهو أن تصير النّفس بالتصوّرات الحقيقيّة والتصديقات النفسانيّة بمقتضى الطاقة البشريّة. وأمّا العمل، فهو أن يكون الإنسان آتياً بالعمل الأصلح الأصوب بمصالح الدّنيا والآخرة، فهذا هو الحكمة. وإنما سمّي هذا بالحكمة، لأنَّ اشتقاق الحكمة من إحكام الأمور وتقويتها وإبعادها عن أسباب الرّخاوة والضّعف. والاعتقادات الصَّائبة الصَّحيحة لا تقبل النّسخ والنّقض، فكانت في غاية الإحكام، وأمّا الأعمال المطابقة لمصالح الدّنيا والآخرة، فإنها واجبة بالرّعاية، ولا تقبل النّقض والنّسخ، فلهذا السّبب سمّينا تلك المعارف وهذه الأعمال بالحكمة"[7].
وقد نلاحظ في التّأكيد الكبير على عنصر الحكمة في الكتاب والرسالة، أنَّ هذا المبدأ يمثِّل الأساس في حركة المسؤوليّة في الحياة، بحيث لا تتحرك مواقعها إلا في الدائرة التي يملك فيها الإنسان أو الخطّ، وعي الفكرة المنطلقة منها، والحركة السّائرة في طريقها، فلا يكفي في خطّ المسؤوليّة في الشّخص والمنهج، أن يكون هناك علم في مستوى الحاجة، بل لا بدَّ من أن يتوفّر ـ إلى جانب ذلك ـ وعيٌ دقيق للخطوط العمليّة الّتي تحرّك ذلك في الاتجاه السّليم والخطّ المستقيم.
وهذا هو المبدأ الّذي ينبغي ملاحظته في كلِّ مواقع القيادة للأمّة، التي يركّز البعض فيها على جانب التفوّق العلميّ، دون التركيز على التفوق والكفاءة في الجانب الإداريّ، وهذا ما يجعل السّاحة فارغةً من النّصر القياديّ الحركيّ، أو خاضعةً للأسلوب القلق المرتبك. ولذلك، رأينا القرآن يركِّز في دور النّبيّ العمليّ في ما يبلّغه للناس، على أن يعلّمهم الكتاب والحكمة، من خلال ما يمثّله الكتاب من خطِّ النظريّة، وما تمثّله الحكمة من خطّ الممارسة في التَّطبيق.
فصل الخطاب
أمَّا الصّفة الأخيرة التي ميَّز الله بها داود، فهي "فصل الخطاب"، وهو القول الحاسم الواضح في التّعبير عمّا في العقل والضّمير، من خلال تقديمه الفكرة الواضحة القويّة الّتي تحدِّد المعنى بدقّة، وإتقانه التّعبير عنه إلى أقصى الغايات، وإدخاله ذلك في القضاء بين المتخاصمين للوصول إلى الحقّ على أساس العدل.
وجاء في تفسير الكشاف: "الفصل: التّمييز بين الشيئين، وقيل للكلام البيّن: فصل، بمعنى المفصول، كضرب الأمير، لأنهم قالوا: كلام ملتبس، وفي كلامه لبس، والملتبس المختلط، فقيل في نقيضه: فصل، أي مفصول بعضه من بعض، فمعنى فصل الخطاب: البيّن من الكلام الملخّص الَّذي يتبيّنه من يخاطب به لا يلتبس عليه، ومن فصل الخطاب وملخّصه: أن لا يخطئ صاحبه مظانّ الفصل والوصل، فلا يقف في كلمة الشّهادة على المستثنى منه، ولا يتلو قوله: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}[8]، إلا موصولاً بما بعده، ولا {وَاللّهُ يَعْلَمُ}، حتى يصله بقوله: {وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[9]، ونحو ذلك، وكذلك مظانّ العطف وتركه والإضمار والإظهار والحذف والتكرار.
وإن شئت كان الفصل بمعنى الفاصل، كالصّوم والزّور، وأردت بفصل الخطاب الفاصل من الخطاب الّذي يفصل بين الصَّحيح والفاسد، والحقّ والباطل، والصّواب والخطأ، وهو كلامه في القضايا والحكومات وتدابير الملك والمشورات. وعن عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)، هو قوله: "البيِّنة على المدَّعي، واليمين على المدَّعى عليه"، وهو من الفصل بين الحقّ والباطل. ويدخل فيه قول بعضهم: أمّا بعد، لأنه يفتتح إذا تكلَّم في الأمر الَّذي له شأن بذكر الله وتحميده، فإذا أراد أن يخرج إلى الغرض المسوق إليه، فصل بينه وبين ذكر ربّه بقوله: أمّا بعد. ويجوز أن يراد الخطاب القصد الّذي ليس فيه اختصار مخلّ، ولا إشباع مملّ، ومنه ما جاء في صفة كلام رسول الله(ص): "فصل لا نذر ولا هَذَر"... وفي كتاب الأدب لأبي داود من حديث عائشة قالت: "كان كلام رسول الله(ص) فصلاً يفهمه من سمعه"[10].
وجاء في التّفسير الكبير للفخر الرّازي قال: "لما بيَّن الله تعالى كمال حال جوهر النّفس النطقيّة التي لداود بقوله: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ}[11]، أردفه ببيان كمال حاله في النّطق واللّفظ والعبارة، فقال: "وفصل الخطاب، وهذا التّرتيب في غاية الجلالة"[12].
وهكذا كان النبيّ داود(ع) من الشخصيّات التقيّة الخاشعة لله، المسبِّحة له، القويَّة في مواقع الملك والسّلطة الحكيمة، والحركة العمليَّة الفاصلة في ساحة القضاء، الواضحة في التّعبير عن الفكرة من دون لبسٍ ولا تكلّفٍ ولا غموض. والحمد لله ربّ العالمين.
*ندوة الشّام الأسبوعيّة، فكر وثقافة
[1] [الأنبياء: 80].
[2] [سبأ: 10، 11].
[3] [ص: 17].
[4] [ص: 20].
[5] [ص: 20].
[6] [البقرة: 269].
[7] تفسير الرّازي، الرّازي، ج 26، ص 187.
[8] [الماعون: 4].
[9] [البقرة: 216].
[10] الكشّاف، الزّمخشري، ج3، ص367.
[11] [ص: 20].
[12] تفسير الرّازي، ج 26، ص 188.