لا قيمة لشيء أمام سلطان الله تعالى

لا قيمة لشيء أمام سلطان الله تعالى

[ورد في دعاء كميل المرويّ عن أمير المؤمنين عليّ (ع)]:

"وبسلطانِكَ الذي عَلا كلّ شيء...".

السلطان: من السلطة، وهي القدرة، والملك. والسلطان هو القادر، والمالك، والمتسلِّط على غيره.

وعلا: من العلوّ، وتفيد الارتفاع، والقوّة، والقدرة، والقهر، والغلبة.

من هنا، لأنَّ قدرة الله (عزّ وجلّ) تعلو كلّ قدرة، وإرادته تقهر كلّ إرادة، فهو المتسلّط حقّاً على كلّ شيء وعلى كلّ شأن. قال تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ}، أي ما من شيء إلا وهو في متناول قدرته، وما من شيء إلا وإرادته نافذة فيه. ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، فحتّى لا يتوهّم متوهّم أنّ سلطة الله تقف عند حدّ محدود، قال تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.

فالله سبحانه وتعالى محيط بكلّ شيء، ومالك لكلّ شيء، وقاهر لكلّ شيء. وكيف لا يكون هذا شأنه، وهو خالق كلّ شيء ومبدعه؟! وهو مبدئ كلّ شيء ومعيده. ومحيي كلّ شيء ومميته "سبحان مَن قهر عباده بالموت والفناء". ولذا، ما من إرادة أو قدرة، يمكن أن تزاحم أو تنافس إرادة الله تعالى وقدرته. وبالتالي، ما من سلطة يمكن أن تزاحم سلطة الله تعالى، مهما توهّم صاحبها أنّ لديه من أسباب القوّة والمنعة والعظمة.

فكلّ مشاعر السلطة التي تنتاب الإنسان، سواء سلطته على الطبيعة أو الكون بفعل التقدّم العلمي أو التقني، أو سلطته على أخيه الإنسان بالقهر والغلبة، أو بالسياسة وسواها، فإنّها كلّها لا تخرج عن إرادة الله وقدرته، مهما عظمت واشتدّ عودها وكثفت أغصانها.

فسلطة الله سبحانه وتعالى مطلقة لا متناهية، لا تضاهيها سلطة أخرى في الوجود. بل إنّ أسباب كلّ سلطة وعناصرها هي بيد الله سبحانه وتعالى وحده. فبيد الله تعالى مقادير كلّ سلطة وأزمّتها، مهما بلغت وعظمت.

ولأنّ الله تعالى وحده هو السلطان حقّاً، فلا يجوز الخضوع لأيّ سلطة غير سلطته تعالى. فالخضوع والانصياع لغير سلطة الله تعالى، إنّما هو إقرار بسلطة في مقابل سلطته تعالى، ما يفضي إلى نوع من أنواع الشّرك بالله تعالى، ولأنّ الله سبحانه وتعالى له السّلطة جميعاً، فله وحده فقط يعود أمر تفويض شيء من سلطته، كما فوَّض تعالى الأنبياء والرّسل بعض السلطات، فكانت لهم الولاية التشريعيّة، والولاية التنفيذيّة الإجرائيّة، والولايات التي تدخل في سياق الكرامات والمعجزات.

من هنا، فكلّ سلطة لا تستمدّ شروطها وأسبابها، شكلها ومضمونها، غاياتها وأهدافها، ومواصفات القيّمين عليها، من عند الله سبحانه وتعالى، هي سلطة جاحدة كافرة.

وفي هذا السياق، يحدّثنا الله سبحانه وتعالى في القرآن عن اللّيل الذي يعقبه النّهار، وبيد الله أن لا يكون نهار بعد اللّيل، وعن النّهار الذي يعقبه اللّيل، وبيد الله أن لا يكون هناك ليل بعد النّهار، بيد الله أرواح النّاس، والماء الذي يجري، وكلّ الهواء الّذي نتنفَّس، فماذا يملك الناس من سلطة؟ إنّما يملكون شيئاً من قدرة الله، يملكون بعض الأشياء الّتي هي من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

الله هو السلطان "وبسلطانك الذي عَلا كلّ شيء". إذا تصوّرنا كلّ القوى الكبيرة والصّغيرة، فما قيمتها أمام قوّة الله وسلطانه؟! عندما تضغط القضايا على شخص من الأشخاص، ومن جميع الجهات، فيجب أن يرتفع بفكره إلى الله حتى يشعر بالانفتاح، لأنَّ الناس قد يصيبهم الاختناق وقد يهزمهم، وحين يصيب الاختناق النفسي قوماً، فمعنى ذلك أنّهم قدّموا لأعدائهم أكثر ممّا يريدون.

لماذا ذلك يا ترى؟ إنّه الاختناق بالضّعف.. وعلى الإنسان المؤمن أن يرفع قلبه وروحه وحياته لله سبحانه وتعالى في كلّ الأوقات، وفي كلّ الأحوال.

*من كتاب "في رحاب دعاء كميل".

[ورد في دعاء كميل المرويّ عن أمير المؤمنين عليّ (ع)]:

"وبسلطانِكَ الذي عَلا كلّ شيء...".

السلطان: من السلطة، وهي القدرة، والملك. والسلطان هو القادر، والمالك، والمتسلِّط على غيره.

وعلا: من العلوّ، وتفيد الارتفاع، والقوّة، والقدرة، والقهر، والغلبة.

من هنا، لأنَّ قدرة الله (عزّ وجلّ) تعلو كلّ قدرة، وإرادته تقهر كلّ إرادة، فهو المتسلّط حقّاً على كلّ شيء وعلى كلّ شأن. قال تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ}، أي ما من شيء إلا وهو في متناول قدرته، وما من شيء إلا وإرادته نافذة فيه. ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، فحتّى لا يتوهّم متوهّم أنّ سلطة الله تقف عند حدّ محدود، قال تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.

فالله سبحانه وتعالى محيط بكلّ شيء، ومالك لكلّ شيء، وقاهر لكلّ شيء. وكيف لا يكون هذا شأنه، وهو خالق كلّ شيء ومبدعه؟! وهو مبدئ كلّ شيء ومعيده. ومحيي كلّ شيء ومميته "سبحان مَن قهر عباده بالموت والفناء". ولذا، ما من إرادة أو قدرة، يمكن أن تزاحم أو تنافس إرادة الله تعالى وقدرته. وبالتالي، ما من سلطة يمكن أن تزاحم سلطة الله تعالى، مهما توهّم صاحبها أنّ لديه من أسباب القوّة والمنعة والعظمة.

فكلّ مشاعر السلطة التي تنتاب الإنسان، سواء سلطته على الطبيعة أو الكون بفعل التقدّم العلمي أو التقني، أو سلطته على أخيه الإنسان بالقهر والغلبة، أو بالسياسة وسواها، فإنّها كلّها لا تخرج عن إرادة الله وقدرته، مهما عظمت واشتدّ عودها وكثفت أغصانها.

فسلطة الله سبحانه وتعالى مطلقة لا متناهية، لا تضاهيها سلطة أخرى في الوجود. بل إنّ أسباب كلّ سلطة وعناصرها هي بيد الله سبحانه وتعالى وحده. فبيد الله تعالى مقادير كلّ سلطة وأزمّتها، مهما بلغت وعظمت.

ولأنّ الله تعالى وحده هو السلطان حقّاً، فلا يجوز الخضوع لأيّ سلطة غير سلطته تعالى. فالخضوع والانصياع لغير سلطة الله تعالى، إنّما هو إقرار بسلطة في مقابل سلطته تعالى، ما يفضي إلى نوع من أنواع الشّرك بالله تعالى، ولأنّ الله سبحانه وتعالى له السّلطة جميعاً، فله وحده فقط يعود أمر تفويض شيء من سلطته، كما فوَّض تعالى الأنبياء والرّسل بعض السلطات، فكانت لهم الولاية التشريعيّة، والولاية التنفيذيّة الإجرائيّة، والولايات التي تدخل في سياق الكرامات والمعجزات.

من هنا، فكلّ سلطة لا تستمدّ شروطها وأسبابها، شكلها ومضمونها، غاياتها وأهدافها، ومواصفات القيّمين عليها، من عند الله سبحانه وتعالى، هي سلطة جاحدة كافرة.

وفي هذا السياق، يحدّثنا الله سبحانه وتعالى في القرآن عن اللّيل الذي يعقبه النّهار، وبيد الله أن لا يكون نهار بعد اللّيل، وعن النّهار الذي يعقبه اللّيل، وبيد الله أن لا يكون هناك ليل بعد النّهار، بيد الله أرواح النّاس، والماء الذي يجري، وكلّ الهواء الّذي نتنفَّس، فماذا يملك الناس من سلطة؟ إنّما يملكون شيئاً من قدرة الله، يملكون بعض الأشياء الّتي هي من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

الله هو السلطان "وبسلطانك الذي عَلا كلّ شيء". إذا تصوّرنا كلّ القوى الكبيرة والصّغيرة، فما قيمتها أمام قوّة الله وسلطانه؟! عندما تضغط القضايا على شخص من الأشخاص، ومن جميع الجهات، فيجب أن يرتفع بفكره إلى الله حتى يشعر بالانفتاح، لأنَّ الناس قد يصيبهم الاختناق وقد يهزمهم، وحين يصيب الاختناق النفسي قوماً، فمعنى ذلك أنّهم قدّموا لأعدائهم أكثر ممّا يريدون.

لماذا ذلك يا ترى؟ إنّه الاختناق بالضّعف.. وعلى الإنسان المؤمن أن يرفع قلبه وروحه وحياته لله سبحانه وتعالى في كلّ الأوقات، وفي كلّ الأحوال.

*من كتاب "في رحاب دعاء كميل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية