زوّدنا ضدّ غوايته بالتقوى وأغلق عنه قلوبنا

زوّدنا ضدّ غوايته بالتقوى وأغلق عنه قلوبنا

[مِنْ دُعَاء الإمام زين العابدين (ع) إِذَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَعَاذَ مِنْهُ وَمِنْ عَدَاوَتِهِ وَكَيْدِهِ]:

"اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِه، وأمْتِعْنا مِنَ الهدى بمثْلِ ضلالَتِهِ، وزوِّدْنا مِنَ التّقْوى ضدَّ غوايَتِهِ، واسْلُكْ بنا من التُّقى خِلافَ سبيلِهِ من الرّدى. اللّهُمَّ لا تجعَل له في قلوبِنا مدْخلاً، ولا تُوَطِّنَنَّ له فيما لديْنا منْزِلاً".

إنَّ مسألة الشيطان في قضيّة سلامة المصير، هي مسألة السّير في عكس الاتجاه الّذي يقود النّاس إليه، لأنَّ دعوته تؤدّي إلى النّار، بينما تمثّل دعوتك ـ يا ربّ ـ الدّعوة إلى الجنّة، وذلك هو ما يمنح الإنسان الإحساس بالأمان من سخطك وعذابك. إننا ـ يا رب ـ نستنفر كل طاقاتنا، ونحرّك عمق إرادتنا، ونوجّه كلّ حركاتنا من أجل أن تكون حياتنا صورةً للهدى الذي أردتنا أن نسير عليه، وامتداداً للتّقوى التي أكّدت لنا أنها سبيل الخلاص، وتخطيطاً للدّرب الذي يصل بنا إلى مواقع رضاك.

ونحن ـ هنا ـ نتطلّع إلى المدد الغيبي منك، حيث تتصاعد في أعماقنا الروحيّة التي تمنحنا قوّة العزم وصلابة الإرادة، ونلتفت إلى توفيقك لنا في إثارة كل الأفكار الإيمانية النيّرة في عقولنا، وكلّ المشاعر الطيّبة في أحاسيسنا، وكل الخطوات الهادية في الدرب المستقيم في دروبنا، لأننا نريد أن نكون من حزبك لا من حزبه، ومن جندك لا من جنده، ومن أوليائك لا من أوليائه، ولذلك، فإننا نعمل على أن يكون برنامجنا في أقوالنا وأفعالنا وعلاقاتنا، هو البرنامج الذي ارتضيته لنا في خطّ رسالتك ومفردات شريعتك.

اللّهمّ اجعل كل شغلنا الفكري والعملي في كلّ مجالات الحياة في خطّ الهدى، بالقوّة نفسها التي يعمل فيها الشّيطان لتأكيد الشغل في ضلالته، لتكون قوّة الهدى في الحركة الهادية الفاعلة لدينا، في مستوى قوّة الضّلال لديه في حركته الضالّة.

وامنحنا قوّة التقوى التي تعطينا قوّة الانضباط في خطّ التوازن الروحي والعملي، لنواجه بها حشد قوّة الانحراف لديه في خط غوايته، لتكون التقوى إسقاطاً لكلّ أساليب الغواية، واجعل طريقنا الذي يؤدي إلى روحية التقوى ونتائج الخير وسلامة المصير، على خلاف طريقه الذي يؤدّي إلى وحشية الجريمة ونتائج الشرّ وموارد الهلاك.

"اللّهُمَّ لا تجعَل له في قلوبِنا مدْخلاً، ولا تُوَطِّنَنَّ له فيما لديْنا منْزِلاً."

يا ربّ، للشيطان حركتان في المواقع التي يحتلها في وجودنا: حركة في الداخل يحتلّ فيها قلوبنا، ويجتذب فيها مشاعرنا، ويفتح في ثغرات الإحساس منها مدخلاً يروح فيه ويجيء كلّما كان له شغل بتحريك نبضاتها في الاتجاه المنحرف الذي يريد للعواطف أن تتّجه إليه، أو بإثارة هواجسها في الأفق الذي يريد لها أن تنطلق فيه، وبذلك تتحوّل خفقات قلوبنا إلى خفقات شيطانية، وتعيش أوهامها في دائرة الأوهام الشيطانية، فترى الخير شراً، والشرّ خيراً، وينتكس الإنسان الداخلي فينا في الاتجاه المعاكس.. وحركةً في الخارج، يحتلّ فيها منازلنا ومواقفنا ودروبنا وملاعبنا ومحالَّ عبادتنا، ليرتّبها على طريقته، وليبني فيها قواعده، ولينصب فيها حاله وأفخاخه، وليزخرف فيها زينته، وليحرّك فيها وسائل لهوه وعبثه ومجونه، وليثير فيها أجواء الضّلال وتهاويل الشرّ.

ونحن هنا ـ يا ربّ ـ في خطّ الجهاد الداخلي الذي نريد فيه أن نجعل كياننا الفكري والشعوري في خطّ رضاك، وفي خطّ الجهاد الخارجي الذي نعمل فيه أن تكون حياتنا في نهج رسالتك. إننا نريد أن نطرد الشيطان من عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا، ومن كلّ مجالاتنا العمليّة في حركتنا في الواقع، لتكون ـ وحدك ـ القوّة القدسيّة التي تعيش في كلّ مواقعنا الذاتيّة في الداخل والخارج، ونحن ـ هنا ـ نستعين بك على تحقيق النّصر عليه بلطفك وقوَّتك.

اللّهمّ أغلق عنه كلّ مداخل قلوبنا، فإنّنا قد أغلقناها بإيماننا عنه، فلا تجعل له سبيلاً إلى فتح نافذةٍ جديدةٍ عليها، وأبعده عن مواقع منازلنا، فإنّنا قد وضعنا الحواجز أمامه لئلّا يستطيع الوصول إليها بوسائله الخاصّة، فلا تجعل له قدرةً على أن يحطّم تلك الحواجز من خلال النفاذ إلى مواطن ضعفنا من موطن قوّته.

*من كتاب "آفاق الرّوح، ج1.

[مِنْ دُعَاء الإمام زين العابدين (ع) إِذَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَعَاذَ مِنْهُ وَمِنْ عَدَاوَتِهِ وَكَيْدِهِ]:

"اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآلِه، وأمْتِعْنا مِنَ الهدى بمثْلِ ضلالَتِهِ، وزوِّدْنا مِنَ التّقْوى ضدَّ غوايَتِهِ، واسْلُكْ بنا من التُّقى خِلافَ سبيلِهِ من الرّدى. اللّهُمَّ لا تجعَل له في قلوبِنا مدْخلاً، ولا تُوَطِّنَنَّ له فيما لديْنا منْزِلاً".

إنَّ مسألة الشيطان في قضيّة سلامة المصير، هي مسألة السّير في عكس الاتجاه الّذي يقود النّاس إليه، لأنَّ دعوته تؤدّي إلى النّار، بينما تمثّل دعوتك ـ يا ربّ ـ الدّعوة إلى الجنّة، وذلك هو ما يمنح الإنسان الإحساس بالأمان من سخطك وعذابك. إننا ـ يا رب ـ نستنفر كل طاقاتنا، ونحرّك عمق إرادتنا، ونوجّه كلّ حركاتنا من أجل أن تكون حياتنا صورةً للهدى الذي أردتنا أن نسير عليه، وامتداداً للتّقوى التي أكّدت لنا أنها سبيل الخلاص، وتخطيطاً للدّرب الذي يصل بنا إلى مواقع رضاك.

ونحن ـ هنا ـ نتطلّع إلى المدد الغيبي منك، حيث تتصاعد في أعماقنا الروحيّة التي تمنحنا قوّة العزم وصلابة الإرادة، ونلتفت إلى توفيقك لنا في إثارة كل الأفكار الإيمانية النيّرة في عقولنا، وكلّ المشاعر الطيّبة في أحاسيسنا، وكل الخطوات الهادية في الدرب المستقيم في دروبنا، لأننا نريد أن نكون من حزبك لا من حزبه، ومن جندك لا من جنده، ومن أوليائك لا من أوليائه، ولذلك، فإننا نعمل على أن يكون برنامجنا في أقوالنا وأفعالنا وعلاقاتنا، هو البرنامج الذي ارتضيته لنا في خطّ رسالتك ومفردات شريعتك.

اللّهمّ اجعل كل شغلنا الفكري والعملي في كلّ مجالات الحياة في خطّ الهدى، بالقوّة نفسها التي يعمل فيها الشّيطان لتأكيد الشغل في ضلالته، لتكون قوّة الهدى في الحركة الهادية الفاعلة لدينا، في مستوى قوّة الضّلال لديه في حركته الضالّة.

وامنحنا قوّة التقوى التي تعطينا قوّة الانضباط في خطّ التوازن الروحي والعملي، لنواجه بها حشد قوّة الانحراف لديه في خط غوايته، لتكون التقوى إسقاطاً لكلّ أساليب الغواية، واجعل طريقنا الذي يؤدي إلى روحية التقوى ونتائج الخير وسلامة المصير، على خلاف طريقه الذي يؤدّي إلى وحشية الجريمة ونتائج الشرّ وموارد الهلاك.

"اللّهُمَّ لا تجعَل له في قلوبِنا مدْخلاً، ولا تُوَطِّنَنَّ له فيما لديْنا منْزِلاً."

يا ربّ، للشيطان حركتان في المواقع التي يحتلها في وجودنا: حركة في الداخل يحتلّ فيها قلوبنا، ويجتذب فيها مشاعرنا، ويفتح في ثغرات الإحساس منها مدخلاً يروح فيه ويجيء كلّما كان له شغل بتحريك نبضاتها في الاتجاه المنحرف الذي يريد للعواطف أن تتّجه إليه، أو بإثارة هواجسها في الأفق الذي يريد لها أن تنطلق فيه، وبذلك تتحوّل خفقات قلوبنا إلى خفقات شيطانية، وتعيش أوهامها في دائرة الأوهام الشيطانية، فترى الخير شراً، والشرّ خيراً، وينتكس الإنسان الداخلي فينا في الاتجاه المعاكس.. وحركةً في الخارج، يحتلّ فيها منازلنا ومواقفنا ودروبنا وملاعبنا ومحالَّ عبادتنا، ليرتّبها على طريقته، وليبني فيها قواعده، ولينصب فيها حاله وأفخاخه، وليزخرف فيها زينته، وليحرّك فيها وسائل لهوه وعبثه ومجونه، وليثير فيها أجواء الضّلال وتهاويل الشرّ.

ونحن هنا ـ يا ربّ ـ في خطّ الجهاد الداخلي الذي نريد فيه أن نجعل كياننا الفكري والشعوري في خطّ رضاك، وفي خطّ الجهاد الخارجي الذي نعمل فيه أن تكون حياتنا في نهج رسالتك. إننا نريد أن نطرد الشيطان من عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا، ومن كلّ مجالاتنا العمليّة في حركتنا في الواقع، لتكون ـ وحدك ـ القوّة القدسيّة التي تعيش في كلّ مواقعنا الذاتيّة في الداخل والخارج، ونحن ـ هنا ـ نستعين بك على تحقيق النّصر عليه بلطفك وقوَّتك.

اللّهمّ أغلق عنه كلّ مداخل قلوبنا، فإنّنا قد أغلقناها بإيماننا عنه، فلا تجعل له سبيلاً إلى فتح نافذةٍ جديدةٍ عليها، وأبعده عن مواقع منازلنا، فإنّنا قد وضعنا الحواجز أمامه لئلّا يستطيع الوصول إليها بوسائله الخاصّة، فلا تجعل له قدرةً على أن يحطّم تلك الحواجز من خلال النفاذ إلى مواطن ضعفنا من موطن قوّته.

*من كتاب "آفاق الرّوح، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية