لطالما خاطب أئمّة أهل البيت(ع) الناس، داعين إياهم إلى التنبه والاعتبار من حال
من سبقهم، والوعي لدورهم ومسؤوليّاتهم، والقيام بواجباتهم الإيمانية والأخلاقية،
بغية تأكيد التزامهم بخطّ الله وسبيله، وترجمةً لاستقامتهم على نهجه القويم.
ومن ذلك، حديثٌ للإمام الحسين(ع)، يدعو إلى الاعتبار والتوقّف على أخبار بني
إسرائيل، وما جرى معهم مع أحبارهم المضلّلين لهم، والذين أثّروا فيهم سلباً،
فجعلوهم يعيشون أجواء الفساد والفتنة، نتيجة تغاضيهم عن أفعالهم، وسكوتهم عن جرمهم
بحقّ المجتمع.
فقد جاء في "تحف العقول"، ص237، أنّ الإمام الحسين(ع) قال في كلام له: "اعتبروا
أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول: {لَوْلاَ
يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ}. وقال: {لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ}، إلى قوله {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ}، وإنما عاب الله ذلك عليهم، لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين
أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك، رغبةً فيما كانوا ينالون منهم، ورهبةً
مما يحذرون، والله يقول: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}، وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}".
فالذين كفروا بنعمة الله، هم الذين سلكوا بأفعالهم مسلك الكفّار، ورأوا الكفر
والظلم والفساد والمنكر ظاهراً وعامّاً في المجتمع، فلم ينكروه بأقوالهم وأفعالهم
وقلوبهم، بل بدلاً من ذلك، ساهموا بسكوتهم ومشاركتهم فيه في نشره وتقويته بين الناس،
ما جعل المجتمع بعيداً أكثر عن الله تعالى، غارقاً في أهوائه وشهواته وأنانيّاته.
والحقّ أنّه كان عليهم أن ينتفضوا على الظلم وينكروه، وأن يترجموا الخشية من الله
رفضاً للمنكر ولمواقف الباطل، والتزاماً بحدود الله وأوامره، وحرصاً على إقامة عدله،
فيقفوا موقف الحقّ، ويساندوا أهل الحقّ، ويرفضوا الفساد الاجتماعي والأخلاقي
والسياسي وغير ذلك، ويعمدوا إلى إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه
الفريضة التي بها يتمّ إحياء الناس والحياة، فلا قيمة لمجتمع يحكمه المنكر، ويغيب
عنه المعروف، فهذا بخلاف سنّة الله وعدله وشريعته.
المجتمع الإيماني يقاس بمدى اعتباره والتزامه بوضوح خطّ الله وتأدية شكره وتأكيد
خشيته مزيداً من النهوض والعمل بمستلزمات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في
مجالات الحياة وتفاصليها الخاصّة والعامّة.
فلننزل إلى أرض الواقع، ولينظر كلّ واحدٍ منّا في عمله وسلوكه وقوله؛ هل هو مطابق
للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؟ وهل هو موافق للخشية الصّادقة من الله تعالى؟
حتى لا نكون بشكلٍ وبآخر ممن يستغرقون مع ضُلاّل الأمَّة في تزيين سوء الأعمال،
والابتعاد شيئاً فشيئاً عن الله تعالى بما يوقع في سوء العاقبة.
هذه هي رسالة الإمام الحسين(ع) لنا؛ أن نخشى الله حقَّ خشيته، وأن نبتعد عن
المضلِّلين في كلّ زمن، وأن نكون فعلاً ممن يتحمّلون إقامة فريضة الأمر بالمعروف
والنّهي عن المنكر، أن لا يكون مجرَّد شعار نحمله، بل سلوكاً وموقفاً نلتزم بهما.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
لطالما خاطب أئمّة أهل البيت(ع) الناس، داعين إياهم إلى التنبه والاعتبار من حال
من سبقهم، والوعي لدورهم ومسؤوليّاتهم، والقيام بواجباتهم الإيمانية والأخلاقية،
بغية تأكيد التزامهم بخطّ الله وسبيله، وترجمةً لاستقامتهم على نهجه القويم.
ومن ذلك، حديثٌ للإمام الحسين(ع)، يدعو إلى الاعتبار والتوقّف على أخبار بني
إسرائيل، وما جرى معهم مع أحبارهم المضلّلين لهم، والذين أثّروا فيهم سلباً،
فجعلوهم يعيشون أجواء الفساد والفتنة، نتيجة تغاضيهم عن أفعالهم، وسكوتهم عن جرمهم
بحقّ المجتمع.
فقد جاء في "تحف العقول"، ص237، أنّ الإمام الحسين(ع) قال في كلام له: "اعتبروا
أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار، إذ يقول: {لَوْلاَ
يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ}. وقال: {لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ}، إلى قوله {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ
يَعْمَلُونَ}، وإنما عاب الله ذلك عليهم، لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين
أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك، رغبةً فيما كانوا ينالون منهم، ورهبةً
مما يحذرون، والله يقول: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}، وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}".
فالذين كفروا بنعمة الله، هم الذين سلكوا بأفعالهم مسلك الكفّار، ورأوا الكفر
والظلم والفساد والمنكر ظاهراً وعامّاً في المجتمع، فلم ينكروه بأقوالهم وأفعالهم
وقلوبهم، بل بدلاً من ذلك، ساهموا بسكوتهم ومشاركتهم فيه في نشره وتقويته بين الناس،
ما جعل المجتمع بعيداً أكثر عن الله تعالى، غارقاً في أهوائه وشهواته وأنانيّاته.
والحقّ أنّه كان عليهم أن ينتفضوا على الظلم وينكروه، وأن يترجموا الخشية من الله
رفضاً للمنكر ولمواقف الباطل، والتزاماً بحدود الله وأوامره، وحرصاً على إقامة عدله،
فيقفوا موقف الحقّ، ويساندوا أهل الحقّ، ويرفضوا الفساد الاجتماعي والأخلاقي
والسياسي وغير ذلك، ويعمدوا إلى إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه
الفريضة التي بها يتمّ إحياء الناس والحياة، فلا قيمة لمجتمع يحكمه المنكر، ويغيب
عنه المعروف، فهذا بخلاف سنّة الله وعدله وشريعته.
المجتمع الإيماني يقاس بمدى اعتباره والتزامه بوضوح خطّ الله وتأدية شكره وتأكيد
خشيته مزيداً من النهوض والعمل بمستلزمات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في
مجالات الحياة وتفاصليها الخاصّة والعامّة.
فلننزل إلى أرض الواقع، ولينظر كلّ واحدٍ منّا في عمله وسلوكه وقوله؛ هل هو مطابق
للأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؟ وهل هو موافق للخشية الصّادقة من الله تعالى؟
حتى لا نكون بشكلٍ وبآخر ممن يستغرقون مع ضُلاّل الأمَّة في تزيين سوء الأعمال،
والابتعاد شيئاً فشيئاً عن الله تعالى بما يوقع في سوء العاقبة.
هذه هي رسالة الإمام الحسين(ع) لنا؛ أن نخشى الله حقَّ خشيته، وأن نبتعد عن
المضلِّلين في كلّ زمن، وأن نكون فعلاً ممن يتحمّلون إقامة فريضة الأمر بالمعروف
والنّهي عن المنكر، أن لا يكون مجرَّد شعار نحمله، بل سلوكاً وموقفاً نلتزم بهما.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.