من مواعظ الإمام الحسين(ع)

من مواعظ الإمام الحسين(ع)

من مواعظ الإمام الحسين(ع)


في الأحاديث عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الكثير مما تتعظ به النفس المنفتحة على الحياة العاملة، بما عليها من مسؤوليات، وما تقتضيه الأمانة في القول والعمل، حيث يقدّم لنا الإمام الحسين (عليه السلام) موعظة اجتماعية ونفسية وروحيّة رائعة، في موعظته لابن عباس "حبر الأمة". والواقع أن الإمام الحسين (عليه السلام) يعظ الناس أجمعين من خلاله.

قَالَ الإمام الْحُسَيْنُ (عليه السَّلام) يَوْماً لِابْنِ عَبَّاسٍ: "لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْوِزْرَ، وَلَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا يَعْنِيكَ حَتَّى تَرَى لِلْكَلَامِ مَوْضِعاً، فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْحَقِّ فَعِيبَ، وَلَا تُمَارِيَنَّ حَلِيماً وَلَا سَفِيهاً، فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ، وَالسَّفِيهَ يُؤْذِيكَ، وَلَا تَقُولَنَّ فِي أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَوَارَى عَنْكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ أَنْ يَقُولَ فِيكَ إِذَا تَوَارَيْتَ عَنْهُ، وَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ، مَجْزِيٌّ بِالْإِحْسَانِ، وَالسَّلَامُ".

يعظنا سيد الشهداء (عليه السلام) الذي هو- إمام الإسلام والمسلمين - بترك كلّ ما لا يعنينا من قول أو فعل، حتى لا ندخل عن قصد أو غير قصد في الذنوب والمعاصي، فكثيرون منّا يتكلمون في حال هذا أو ذاك، وفي خصوصيات هذا أو تلك، بما لا يعنيهم من قريب أو بعيد، فيقعون في الغيبة والنميمة من حيث لا يشعرون، ويقعون في مخالفة تعاليم الله تعالى ودعوته في الدّخول في الخير، وما يجلب المصلحة للفرد والجماعة، فالدخول فيما لا يعنينا يتسبب في العادة بالفتنة والقيل والقال وردود الأفعال وإحداث القلاقل.

حتى الكلام فيما يخصّ الإنسان ويعنيه، لا بدّ وأن ينطق به ويتحدّث به في المواقف والأوقات المناسبة، كي يؤتي ثماره المرجوَّة، ويحدث الأثر المطلوب في النّفوس والقلوب بما يصفّيها ويقارب بينها، فللكلام مقاصد تتحقّق عندما يكون الظرف مناسباً.

مثلاً، قد تقع مشاكل بين الأزواج، ويكون الطرفان في حالة انفعالية وعصبية شديدة، هنا الكلام قد لا يؤدي إلى النتيجة الإيجابية، إلا حينما تهدأ الأعصاب والنفوس، وتصبح مهيأة للاستماع إلى النصح.
كما يعظنا الإمام الحسين (عليه السلام) بعدم الجدال مع الحليم، لأنه قد يسبّب إعراضه عنا في بعض الأحيان، أما السفيه، فإن المجادلة معه تجلب لنا الأذى، بالنّظر إلى جهله وسطحيّته وعدم تعقّله.
يوصينا الإمام الحسين (عليه السلام) بأن نحفظ المؤمنين في غيابهم، وأن نحفظ سيرتهم، فلا نذكرهم إلا بالخير، ولا نتحدث عنهم إلا بما نحبّ نحن أن يتكلّم الناس عنا في غيابنا. البعض يغتاب الناس عندما يديرون ظهورهم، وهذا لا يمتّ إلى أخلاقيات المؤمنين الشّرفاء المخلصين الذين يخافون الله في عباده، ويحفظون الأمانة، فلا يجرحون أحداً، ولا يؤذون أحداً في السرّ أو العلن، في حضور الناس بينهم أو في غيابهم عنهم، فالأمر واحد.

يعظنا أيضاً بأن نؤاخذ أنفسنا بالذّنب والتقصير، ونرجو رحمة الله، ونعمل لأجل ذلك ما يرضيه، حتى نحصل على فضله وإحسانه، فما عند الله هو الخالد والباقي.
إن المؤمنين هم الذين يدعون عن وعي ومسؤوليّة كلّ ما لا يعنيهم، ولا يتحدثون فيما يخصّهم إلا عن دراسة وحكمة للأوقات والظروف الملائمة للكلام، وهم الذين لا يجادلون بغير علم، وهم الذين يحفظون حرمات المؤمنين وكراماتهم، وهم الذين يؤاخذون أنفسهم على الدوام، حتى يبقوا متحرّزين من كلّ تقصير وغفلة.

إننا مدعوّون إلى فهم هذه المواعظ وحسن تمثّلها في حياتنا اليوميّة، وتفعيل مفاهيمها في سلوكنا وأخلاقنا ومواقفنا، حتى نكون ممن يستمع الموعظة فيحسن اتباعها بحقّ.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من مواعظ الإمام الحسين(ع)


في الأحاديث عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام) الكثير مما تتعظ به النفس المنفتحة على الحياة العاملة، بما عليها من مسؤوليات، وما تقتضيه الأمانة في القول والعمل، حيث يقدّم لنا الإمام الحسين (عليه السلام) موعظة اجتماعية ونفسية وروحيّة رائعة، في موعظته لابن عباس "حبر الأمة". والواقع أن الإمام الحسين (عليه السلام) يعظ الناس أجمعين من خلاله.

قَالَ الإمام الْحُسَيْنُ (عليه السَّلام) يَوْماً لِابْنِ عَبَّاسٍ: "لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْوِزْرَ، وَلَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا يَعْنِيكَ حَتَّى تَرَى لِلْكَلَامِ مَوْضِعاً، فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْحَقِّ فَعِيبَ، وَلَا تُمَارِيَنَّ حَلِيماً وَلَا سَفِيهاً، فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ، وَالسَّفِيهَ يُؤْذِيكَ، وَلَا تَقُولَنَّ فِي أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَوَارَى عَنْكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ أَنْ يَقُولَ فِيكَ إِذَا تَوَارَيْتَ عَنْهُ، وَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ، مَجْزِيٌّ بِالْإِحْسَانِ، وَالسَّلَامُ".

يعظنا سيد الشهداء (عليه السلام) الذي هو- إمام الإسلام والمسلمين - بترك كلّ ما لا يعنينا من قول أو فعل، حتى لا ندخل عن قصد أو غير قصد في الذنوب والمعاصي، فكثيرون منّا يتكلمون في حال هذا أو ذاك، وفي خصوصيات هذا أو تلك، بما لا يعنيهم من قريب أو بعيد، فيقعون في الغيبة والنميمة من حيث لا يشعرون، ويقعون في مخالفة تعاليم الله تعالى ودعوته في الدّخول في الخير، وما يجلب المصلحة للفرد والجماعة، فالدخول فيما لا يعنينا يتسبب في العادة بالفتنة والقيل والقال وردود الأفعال وإحداث القلاقل.

حتى الكلام فيما يخصّ الإنسان ويعنيه، لا بدّ وأن ينطق به ويتحدّث به في المواقف والأوقات المناسبة، كي يؤتي ثماره المرجوَّة، ويحدث الأثر المطلوب في النّفوس والقلوب بما يصفّيها ويقارب بينها، فللكلام مقاصد تتحقّق عندما يكون الظرف مناسباً.

مثلاً، قد تقع مشاكل بين الأزواج، ويكون الطرفان في حالة انفعالية وعصبية شديدة، هنا الكلام قد لا يؤدي إلى النتيجة الإيجابية، إلا حينما تهدأ الأعصاب والنفوس، وتصبح مهيأة للاستماع إلى النصح.
كما يعظنا الإمام الحسين (عليه السلام) بعدم الجدال مع الحليم، لأنه قد يسبّب إعراضه عنا في بعض الأحيان، أما السفيه، فإن المجادلة معه تجلب لنا الأذى، بالنّظر إلى جهله وسطحيّته وعدم تعقّله.
يوصينا الإمام الحسين (عليه السلام) بأن نحفظ المؤمنين في غيابهم، وأن نحفظ سيرتهم، فلا نذكرهم إلا بالخير، ولا نتحدث عنهم إلا بما نحبّ نحن أن يتكلّم الناس عنا في غيابنا. البعض يغتاب الناس عندما يديرون ظهورهم، وهذا لا يمتّ إلى أخلاقيات المؤمنين الشّرفاء المخلصين الذين يخافون الله في عباده، ويحفظون الأمانة، فلا يجرحون أحداً، ولا يؤذون أحداً في السرّ أو العلن، في حضور الناس بينهم أو في غيابهم عنهم، فالأمر واحد.

يعظنا أيضاً بأن نؤاخذ أنفسنا بالذّنب والتقصير، ونرجو رحمة الله، ونعمل لأجل ذلك ما يرضيه، حتى نحصل على فضله وإحسانه، فما عند الله هو الخالد والباقي.
إن المؤمنين هم الذين يدعون عن وعي ومسؤوليّة كلّ ما لا يعنيهم، ولا يتحدثون فيما يخصّهم إلا عن دراسة وحكمة للأوقات والظروف الملائمة للكلام، وهم الذين لا يجادلون بغير علم، وهم الذين يحفظون حرمات المؤمنين وكراماتهم، وهم الذين يؤاخذون أنفسهم على الدوام، حتى يبقوا متحرّزين من كلّ تقصير وغفلة.

إننا مدعوّون إلى فهم هذه المواعظ وحسن تمثّلها في حياتنا اليوميّة، وتفعيل مفاهيمها في سلوكنا وأخلاقنا ومواقفنا، حتى نكون ممن يستمع الموعظة فيحسن اتباعها بحقّ.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية