ألا أكون عبداً شكوراً؟!

ألا أكون عبداً شكوراً؟!

في كتاب الكافي: 2 / 95، للشّيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني: رَوَى أبو بصير عَنْ الإمام محمَّد الباقر(ع) أنَّهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ(ص) عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟!"  .

رسول الرّحمة المهداة إلى العالمين، المختار من قبل الله، المصطفى من بين عباده، صاحب الوحي والتّبليغ، يحاول أن يعلّمنا معنى شكر الله من خلال تأدية حقّه على أكمل وجه، كي نؤكّد أوّلاً عبوديتنا لله وحده، فلا يمكن أن نعيش معنى التسليم والعبودية والانقياد للخالق إذا لم نشكره على نعمه وإذا لم نؤدّ حقّه علينا. إذ مهما بلغ الإنسان من مراتب معنويّة وروحيّة وأخلاقيّة، يظلّ شكر الله ملازماً له إذا كان أصيلاً في فطرته وقلبه ومشاعره وعقله. فليس معنى وصولك إلى موقع ديني أو روحي أو اجتماعي، وما يستتبع ذلك من عمل البرّ ـ على أهميّته ـ أنّك اكتفيت وانتهى الأمر وضمنت على الله الرّحمة والرّضوان، فلا تعود بالتالي تذكر الله وتشكره! إنّ ذلك يعتبر عندها غاية الجهل والتّقصير، وانتكاسة روحيّة وإيمانيّة وأخلاقيّة كبيرة للإنسان، لأنه لا ينسجم مع مقتضى الفطرة السّليمة في المواظبة على التزام معنى الشّكر وقيمته، ومعايشتها في الواقع سلوكاً نافعاً يطاول ببركاته الناس جميعاً.

وبما أنّ الخالق تعالى أنعم علينا بنعمة الوجود والحياة والحركة والنشاط والسّعي، فهذا بحدّ ذاتها مدعاة لشكره الدَّائم، هذا الشّكر الواعي الذي يعرف حقائق الأمور، ويعرف بدايتها ومنتهاها وحجمها، ويتعامل معها على أساس متين، من معرفة الله في عظمة خلقه وقدرته وسلطانه.

لقد أفاض الله تعالى علينا من رحمته ولطفه، فما أحسن أن يرانا عباداً شاكرين! نحترم أنفسنا ومشاعرنا ووجودنا، فنقبل على ربّنا بنفوس خاشعة، ونيات صادقة، وأعمال مخلصة لا تريد غير وجه الله، ولا تعبأ بشياطين الإنس والجنّ، وما يحيكونه من دسائس ومؤامرات لإضعاف المؤمن وإسقاطه، وجعله خارج دائرة شكر الله، إذ مع عدم الشّكر، يتحوَّل الإنسان إلى مخلوقٍ ملؤه التكبّر والعجب والعجرفة، فيطرد من رحمة الله ورعايته.

ليس شكر الله حاجة له تعالى - والعياذ بالله - فهو الغنيّ عن العالمين، لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه، بل هو حاجة لنا نحن المخلوقين، حتّى نشعر بأنّنا نستحقّ فعلاً اسم الإنسانيّة، لأنّ الشّكر يعني وعي الآفاق الواسعة للوجود والخلق بكلّ تجلّياتها، ومعرفةً بالله تنمو شيئاً فشيئاً...

هذا هو المجتمع الإيماني القائم على شكر من يحسن إلينا، وهل هناك محسن أكثر من الله؟! فهلّا كنّا من الشّاكرين؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

في كتاب الكافي: 2 / 95، للشّيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني: رَوَى أبو بصير عَنْ الإمام محمَّد الباقر(ع) أنَّهُ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ(ص) عِنْدَ عَائِشَةَ لَيْلَتَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ تُتْعِبُ نَفْسَكَ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟!"  .

رسول الرّحمة المهداة إلى العالمين، المختار من قبل الله، المصطفى من بين عباده، صاحب الوحي والتّبليغ، يحاول أن يعلّمنا معنى شكر الله من خلال تأدية حقّه على أكمل وجه، كي نؤكّد أوّلاً عبوديتنا لله وحده، فلا يمكن أن نعيش معنى التسليم والعبودية والانقياد للخالق إذا لم نشكره على نعمه وإذا لم نؤدّ حقّه علينا. إذ مهما بلغ الإنسان من مراتب معنويّة وروحيّة وأخلاقيّة، يظلّ شكر الله ملازماً له إذا كان أصيلاً في فطرته وقلبه ومشاعره وعقله. فليس معنى وصولك إلى موقع ديني أو روحي أو اجتماعي، وما يستتبع ذلك من عمل البرّ ـ على أهميّته ـ أنّك اكتفيت وانتهى الأمر وضمنت على الله الرّحمة والرّضوان، فلا تعود بالتالي تذكر الله وتشكره! إنّ ذلك يعتبر عندها غاية الجهل والتّقصير، وانتكاسة روحيّة وإيمانيّة وأخلاقيّة كبيرة للإنسان، لأنه لا ينسجم مع مقتضى الفطرة السّليمة في المواظبة على التزام معنى الشّكر وقيمته، ومعايشتها في الواقع سلوكاً نافعاً يطاول ببركاته الناس جميعاً.

وبما أنّ الخالق تعالى أنعم علينا بنعمة الوجود والحياة والحركة والنشاط والسّعي، فهذا بحدّ ذاتها مدعاة لشكره الدَّائم، هذا الشّكر الواعي الذي يعرف حقائق الأمور، ويعرف بدايتها ومنتهاها وحجمها، ويتعامل معها على أساس متين، من معرفة الله في عظمة خلقه وقدرته وسلطانه.

لقد أفاض الله تعالى علينا من رحمته ولطفه، فما أحسن أن يرانا عباداً شاكرين! نحترم أنفسنا ومشاعرنا ووجودنا، فنقبل على ربّنا بنفوس خاشعة، ونيات صادقة، وأعمال مخلصة لا تريد غير وجه الله، ولا تعبأ بشياطين الإنس والجنّ، وما يحيكونه من دسائس ومؤامرات لإضعاف المؤمن وإسقاطه، وجعله خارج دائرة شكر الله، إذ مع عدم الشّكر، يتحوَّل الإنسان إلى مخلوقٍ ملؤه التكبّر والعجب والعجرفة، فيطرد من رحمة الله ورعايته.

ليس شكر الله حاجة له تعالى - والعياذ بالله - فهو الغنيّ عن العالمين، لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه، بل هو حاجة لنا نحن المخلوقين، حتّى نشعر بأنّنا نستحقّ فعلاً اسم الإنسانيّة، لأنّ الشّكر يعني وعي الآفاق الواسعة للوجود والخلق بكلّ تجلّياتها، ومعرفةً بالله تنمو شيئاً فشيئاً...

هذا هو المجتمع الإيماني القائم على شكر من يحسن إلينا، وهل هناك محسن أكثر من الله؟! فهلّا كنّا من الشّاكرين؟!

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية