الحاجة إلى الإخلاص

الحاجة إلى الإخلاص

الإخلاص لله تعالى وحده صفة محمودة، زرعها الله تعالى في قلوب المؤمنين، وهي سرّ من أسرار الله، فالقلب إذا خلُص من الأحقاد والضّغائن، وخلا من الحسد والبغضاء، وغيرها من الصّفات المذمومة، استوى على الطّريق السليم، وابتعد بالتالي عن حبائل الشيطان، الذي لا يستطيع إفساد إخلاص العبد، إذا كان العبد في كلّ حركاته وسكناته، وفي ظاهره وباطنه، مخلصاً لله، ولا يريد ثناء النّاس ومدحهم وشكرهم، كمظهر من مظاهر حبّ الأنا والظّهور والبروز.

فالإنسان المخلص لله إذا قال قولاً وزنه؛ هل هو في خطّ الله؟ وهل يؤدّي به حقّ الإخلاص لله، بأن لا يجرح مشاعر أحد، ولا يثقل أحاسيس أحد، وأن يرحم الكبار والصّغار بالتودّد إليهم والإحسان إليهم، وأن يحفظ لسانه، فلا يسيء إلى جاره أو صديقه أو رحِمه، وإذا عمل عملاً أن لا يقصد من خلاله إلا وجه الله، وإذا أحسن إلى أحد، فلا يمنِّنه، ولا يخدش شعوره، وإذا قام بالعبادة، من صلاة وحجّ وصوم وقراءة للقرآن، جعل كلّ ذلك ابتغاء مرضاة الله، لا يريد أن يراه أحد أو يثني عليه أحد، وإذا عمل خيراً، عمله في العلن والسرّ، من دون أن يسعى إلى مدح أو ما شابه؟

إنّ أفضل عبادة يقوم بها المرء، هي الإخلاص لله تعالى في العبادة، حيث يصل الإنسان على المستوى الروحي والنفسي، إلى حالة يكون فيها مخلصاً عند الله تعالى، عندما يوافق ظاهره باطنه، وقوله فعله، فيما يرضي الله ولا يتعدّى حدوده، فلقد أمرنا الله تعالى أن نعبده مخلصين له الدّين، كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}[الزّمر: 2].

وحول تفسير هذه الآية المباركة، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "وذلك بالقلب الّذي يتحرّك إخلاصه بالنّبض الشعوري بحبّ الله أكثر من حبّ أحدٍ غيره، وبالعقل الّذي يطوف باحثاً عن أسرار عظمة الله في الكون، فيعيش الخضوع المطلق في كلّ حركة فكره المشدود إلى هذه العظمة بعمق وانفتاح، وفي كلّ حياته التي تلتزم بالله التزاماً شاملاً، فلا تخضع إلا لشريعته ونهجه، بعيداً عن كلّ شرائع الآخرين ومناهج الكافرين، وذلك هو معنى عبادة الله في ما يريده من عبادة خلقه له، بأن يكون الكيان كلّه في داخله وخارجه له، فلا يكون فيه أيّ شيء لغيره". [تفسير من وحي القرآن، ج 19، ص: 295].

وفي الحديث الشريف المرويّ عن الرّسول(ص): "ما من عمل تعمله تبتغي وجه الله تعالى، إلا ازددت به خيراً ودرجةً رفيعةً". إذاً، يجزي الله تعالى عباده على أعمالهم الخالصة لوجهه، والّتي لا يبتغون من ورائها أيّ شيء آخر دنيويّ يدخل في الحسابات الماديّة، فحسابات الله غير ماديّة.

والسؤال: هل إنّ مجتمع المؤمنين أو من ينتسبون إليه، يلتزمون الإخلاص في تفاصيل حياتهم الخاصّة والعامّة؟! سؤال من المفترض أن يسأله كلّ واحد منّا، لنعرف حجمنا، ومدى قربنا أو بعدنا عن خطّ التوحيد وخطّ الإخلاص لله، ولنحاول أن نبني علاقاتنا وحساباتنا مع أنفسنا ومحيطنا على أساس الإخلاص لله، لننعم بالفوز بمرضاته، ونُحسن إلى أنفسنا وربّنا والحياة من حولنا.

ما أحوجنا اليوم إلى إقامة الإخلاص بين ربوعنا، لنجعله الميزان الذي يضبط كلّ حركتنا ومواقعنا، فالحياة بكلّ تفاصيلها تحتاج إلى الإخلاص لتستقيم في كلّ أوضاعها...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .



الإخلاص لله تعالى وحده صفة محمودة، زرعها الله تعالى في قلوب المؤمنين، وهي سرّ من أسرار الله، فالقلب إذا خلُص من الأحقاد والضّغائن، وخلا من الحسد والبغضاء، وغيرها من الصّفات المذمومة، استوى على الطّريق السليم، وابتعد بالتالي عن حبائل الشيطان، الذي لا يستطيع إفساد إخلاص العبد، إذا كان العبد في كلّ حركاته وسكناته، وفي ظاهره وباطنه، مخلصاً لله، ولا يريد ثناء النّاس ومدحهم وشكرهم، كمظهر من مظاهر حبّ الأنا والظّهور والبروز.

فالإنسان المخلص لله إذا قال قولاً وزنه؛ هل هو في خطّ الله؟ وهل يؤدّي به حقّ الإخلاص لله، بأن لا يجرح مشاعر أحد، ولا يثقل أحاسيس أحد، وأن يرحم الكبار والصّغار بالتودّد إليهم والإحسان إليهم، وأن يحفظ لسانه، فلا يسيء إلى جاره أو صديقه أو رحِمه، وإذا عمل عملاً أن لا يقصد من خلاله إلا وجه الله، وإذا أحسن إلى أحد، فلا يمنِّنه، ولا يخدش شعوره، وإذا قام بالعبادة، من صلاة وحجّ وصوم وقراءة للقرآن، جعل كلّ ذلك ابتغاء مرضاة الله، لا يريد أن يراه أحد أو يثني عليه أحد، وإذا عمل خيراً، عمله في العلن والسرّ، من دون أن يسعى إلى مدح أو ما شابه؟

إنّ أفضل عبادة يقوم بها المرء، هي الإخلاص لله تعالى في العبادة، حيث يصل الإنسان على المستوى الروحي والنفسي، إلى حالة يكون فيها مخلصاً عند الله تعالى، عندما يوافق ظاهره باطنه، وقوله فعله، فيما يرضي الله ولا يتعدّى حدوده، فلقد أمرنا الله تعالى أن نعبده مخلصين له الدّين، كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ}[الزّمر: 2].

وحول تفسير هذه الآية المباركة، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "وذلك بالقلب الّذي يتحرّك إخلاصه بالنّبض الشعوري بحبّ الله أكثر من حبّ أحدٍ غيره، وبالعقل الّذي يطوف باحثاً عن أسرار عظمة الله في الكون، فيعيش الخضوع المطلق في كلّ حركة فكره المشدود إلى هذه العظمة بعمق وانفتاح، وفي كلّ حياته التي تلتزم بالله التزاماً شاملاً، فلا تخضع إلا لشريعته ونهجه، بعيداً عن كلّ شرائع الآخرين ومناهج الكافرين، وذلك هو معنى عبادة الله في ما يريده من عبادة خلقه له، بأن يكون الكيان كلّه في داخله وخارجه له، فلا يكون فيه أيّ شيء لغيره". [تفسير من وحي القرآن، ج 19، ص: 295].

وفي الحديث الشريف المرويّ عن الرّسول(ص): "ما من عمل تعمله تبتغي وجه الله تعالى، إلا ازددت به خيراً ودرجةً رفيعةً". إذاً، يجزي الله تعالى عباده على أعمالهم الخالصة لوجهه، والّتي لا يبتغون من ورائها أيّ شيء آخر دنيويّ يدخل في الحسابات الماديّة، فحسابات الله غير ماديّة.

والسؤال: هل إنّ مجتمع المؤمنين أو من ينتسبون إليه، يلتزمون الإخلاص في تفاصيل حياتهم الخاصّة والعامّة؟! سؤال من المفترض أن يسأله كلّ واحد منّا، لنعرف حجمنا، ومدى قربنا أو بعدنا عن خطّ التوحيد وخطّ الإخلاص لله، ولنحاول أن نبني علاقاتنا وحساباتنا مع أنفسنا ومحيطنا على أساس الإخلاص لله، لننعم بالفوز بمرضاته، ونُحسن إلى أنفسنا وربّنا والحياة من حولنا.

ما أحوجنا اليوم إلى إقامة الإخلاص بين ربوعنا، لنجعله الميزان الذي يضبط كلّ حركتنا ومواقعنا، فالحياة بكلّ تفاصيلها تحتاج إلى الإخلاص لتستقيم في كلّ أوضاعها...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية