استشارة..
ما هو رأي الشرع في زواج المرأة من رجل يشرب الخمر، ولا يؤدي الفرائض الواجبة، كالصَّلاة والصوم؟ وما هي عواقب الارتباط به؟
وجواب..
لا ريب في أنَّ الزواج النّاجح يقوم في أهم ركائزه على الخلق الفاضل وتقوى الله تعالى، فهما ضمانة استقرار العلاقة الزوجية وسعادتها، ووفاء كل منهما للآخر بحقوقه، وثقته به. والمعروف أن شارب الخمر مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وأنه في موقع غضب الله تعالى، وأنه يستحق عقوبة الجلد ثمانين جلدة.
ومن جهة أخرى، يُخشى أن يصير عنيفاً على عائلته حين يسكر، وربما يفعل الكثير من المعاصي. ففي حالة السكر، تضعف الإرادة وحسن التقدير للأمور، ويقل تأثير الضمير والروادع الدينية.
وقد وردت أحاديث كثيرة تنهى عن تزويج شارب الخمر، ما جعل الفقهاء يفتون بكراهة تزويجه، وذلك بلحاظ ما ذكرناه من المفاسد المترتبة على شرب الخمر. وقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: "ولا تأتمن شارب الخمر، إن الله عز وجل يقول في كتابه: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ}[النساء: 5]، فأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟! إن شارب الخمر لا يُزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يؤتمن على أمانة"، وعنه(ع): "من زوَّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها"، وعن النبي(ص): أنه قال: "من شرب الخمر بعد ما حرمها الله، فليس بأهل أن يُزوج إذا خطب". وعن الحسن بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر(ع): "يؤتى شارب الخمر يوم القيامة مسوداً وجهه، مدلعاً لسانه، يسيل لعابه على صدره، وحق على الله أن يسقيه من طينة خبال أو قال: من بئر خبال. قال: قلت: وما بئر خبال؟ قال(ع): بئر يسيل فيها صديد الزناة".
وعن يونس بن ضبيان، عن الإمام الصادق(ع) قال: "يا يونس، أبلغ عطية عني أنه من شرب جرعة من خمر، لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون، وإن شربها حتى يسكر، نزع روح الإيمان من جسده، وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة". وفي الحديث عن أبي جعفر الباقر(ع) أنه قال: "...لا يزال العبد في فسحة من الله حتى يشرب الخمر، فإذا شربها خرق الله عنه سرباله، وكان وليه وأخوه إبليس لعنه الله وسمعه وبصره ويده ورجله، يسوقه إلى كل شر، ويصرفه عن كل خير". إضافةً إلى أحاديث أخرى كثيرة واردة في ذم شارب الخمر، وذكر صفاته، وما يستحقه من عقاب. وبذلك، فإن الخير للفتاة المؤمنة وأهلها أن لا يقبلوا شارب الخمر بينهم.
نعم، إذا تاب من شرب الخمر، ومضت عليه مدة، وسلك طريق الإيمان والهداية، وعرف بالصلاح، فلا مانع من تزويجه. أما مجرد الوعد بأنه سيترك شرب الخمر، فأعتقد أنه وعد غير مضمون، ويفضل عدم تزويجه إلا بعد الاطمئنان لحسن توبته وصدقها.
وقد سبق أن ضمَّنا بعض هذه الأفكار في استشارة مماثلة، لكننا لم نكثر من الأحاديث التي تتعلق بهذا الموضوع، الأمر الذي تداركناه في هذه الاستشارة، فيرجى العودة إلى الرابط الذي يحمل عنوان: "شرب الخمر من أعظم المحرمات".
http://arabic.bayynat.org.lb/NewsPage.aspx?id=2291#.Us0k4vtYXFA
***
مرسلة الاستشارة:ح.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 12 كانون الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.
استشارة..
ما هو رأي الشرع في زواج المرأة من رجل يشرب الخمر، ولا يؤدي الفرائض الواجبة، كالصَّلاة والصوم؟ وما هي عواقب الارتباط به؟
وجواب..
لا ريب في أنَّ الزواج النّاجح يقوم في أهم ركائزه على الخلق الفاضل وتقوى الله تعالى، فهما ضمانة استقرار العلاقة الزوجية وسعادتها، ووفاء كل منهما للآخر بحقوقه، وثقته به. والمعروف أن شارب الخمر مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وأنه في موقع غضب الله تعالى، وأنه يستحق عقوبة الجلد ثمانين جلدة.
ومن جهة أخرى، يُخشى أن يصير عنيفاً على عائلته حين يسكر، وربما يفعل الكثير من المعاصي. ففي حالة السكر، تضعف الإرادة وحسن التقدير للأمور، ويقل تأثير الضمير والروادع الدينية.
وقد وردت أحاديث كثيرة تنهى عن تزويج شارب الخمر، ما جعل الفقهاء يفتون بكراهة تزويجه، وذلك بلحاظ ما ذكرناه من المفاسد المترتبة على شرب الخمر. وقد جاء في الحديث عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: "ولا تأتمن شارب الخمر، إن الله عز وجل يقول في كتابه: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ}[النساء: 5]، فأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟! إن شارب الخمر لا يُزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يؤتمن على أمانة"، وعنه(ع): "من زوَّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها"، وعن النبي(ص): أنه قال: "من شرب الخمر بعد ما حرمها الله، فليس بأهل أن يُزوج إذا خطب". وعن الحسن بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر(ع): "يؤتى شارب الخمر يوم القيامة مسوداً وجهه، مدلعاً لسانه، يسيل لعابه على صدره، وحق على الله أن يسقيه من طينة خبال أو قال: من بئر خبال. قال: قلت: وما بئر خبال؟ قال(ع): بئر يسيل فيها صديد الزناة".
وعن يونس بن ضبيان، عن الإمام الصادق(ع) قال: "يا يونس، أبلغ عطية عني أنه من شرب جرعة من خمر، لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون، وإن شربها حتى يسكر، نزع روح الإيمان من جسده، وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة". وفي الحديث عن أبي جعفر الباقر(ع) أنه قال: "...لا يزال العبد في فسحة من الله حتى يشرب الخمر، فإذا شربها خرق الله عنه سرباله، وكان وليه وأخوه إبليس لعنه الله وسمعه وبصره ويده ورجله، يسوقه إلى كل شر، ويصرفه عن كل خير". إضافةً إلى أحاديث أخرى كثيرة واردة في ذم شارب الخمر، وذكر صفاته، وما يستحقه من عقاب. وبذلك، فإن الخير للفتاة المؤمنة وأهلها أن لا يقبلوا شارب الخمر بينهم.
نعم، إذا تاب من شرب الخمر، ومضت عليه مدة، وسلك طريق الإيمان والهداية، وعرف بالصلاح، فلا مانع من تزويجه. أما مجرد الوعد بأنه سيترك شرب الخمر، فأعتقد أنه وعد غير مضمون، ويفضل عدم تزويجه إلا بعد الاطمئنان لحسن توبته وصدقها.
وقد سبق أن ضمَّنا بعض هذه الأفكار في استشارة مماثلة، لكننا لم نكثر من الأحاديث التي تتعلق بهذا الموضوع، الأمر الذي تداركناه في هذه الاستشارة، فيرجى العودة إلى الرابط الذي يحمل عنوان: "شرب الخمر من أعظم المحرمات".
http://arabic.bayynat.org.lb/NewsPage.aspx?id=2291#.Us0k4vtYXFA
***
مرسلة الاستشارة:ح.
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 12 كانون الأول 2013م.
نوع الاستشارة: اجتماعية.