استشارة..
عندما كانت صديقتي تبلغ من العمر عشر سنوات تحرش والدها بها، وبدأ يتمادى معها تدريجياً على مدى خمس سنوات، إلى أن حاول الاعتداء عليها، فمنعته ولجأت إلى أمها التي حذرته من الاقتراب منها، ولكنه لم يرتدع وظلَّ يضايقها باستمرار لعدم امتثالها لرغباته.
هي اليوم شابة في العشرين من عمرها، خضعت لعلاجٍ نفسي، وارتبطت بشاب تقدم لخطبتها مؤخراً، ولم تزل تسكن في بيت والدها إلى أن يحين موعد العرس. في البداية، أخفت الأمر عن خطيبها، ولكنها باحت له بكلّ شيء، بعدما بات أبوها يعامله معاملة سيئة. فما هو عقاب الأب شرعاً؟ وهل تعتبر الفتاة ضحية في رأي الشرع؟ وبم تنصحون الشاب، علماً أنه لم يقدم حتى الآن على أي خطوة تجاه الفتاة؟ وهل يحق له أن ينفصل عنها إذا رغب في ذلك؟
وجواب..
يندرج موضوع هذه الاستشارة في إطار ما يعرف عرفاً بـ"زنا المحارم"، أو "سفاح المحارم"، وهو من الأمور الخطيرة التي صارت تحدث كثيراً، والتي تطاول غالباً الأطفال والقاصرين من الذكور والإناث، وهم الذين يقعون ضحية خداع الكبار من أقاربهم جراء جهلهم وبراءتهم وثقتهم بهم، فيستغل الأقارب ذلك، ويقومون باستغلالهم جنسياً، وأحياناً يكون ذلك الشخص المعتدي والداً أو أخاً أو عماً أو خالاً، حيث صرنا نسمع بحالات كثيرة من هذه الاعتداءات، والتي تعرض علينا لأخذ الرأي الشرعي، كما أن الكثير منها قد وصل إلى القضاء وشاع أمره.
وهذه الحالة التي تسأل عنها هي من الحالات المؤسفة التي لطف الله تعالى بنتائجها، إذ اقتصر على الاعتداءات السطحية، ولكن لا شك في أنها تركت وستترك آثاراً عميقة في حياة الفتاة المستهدفة، وقد كان من الضروري أن لا تخبر خطيبها بما جرى، وأن تحاول معالجة مضايقات والدها لخطيبها بطريقة أخرى، وخصوصاً أن خطيبها قد لا يصدّق أنها ضحية، وأنها ما تزال بكراً، وأن باله لن يهدأ جراء ما سمعه، والأرجح أنه سيطلقها من دون أن يرفق بها أو يراعي أنها ضحية، الأمر الَّذي سيؤلمها أكثر، ولكن عليها أن تواجه الأمور بشجاعة، علماً أن الشرع لا يأمره بطلاقها في هذه الحالة.
وفي جميع الحالات، عليها أن تتجنب الخلوة مع والدها، وأن تسعى مع والدتها لردعه عن ذلك ونصحه بالاستقامة، وعليها مواجهته إن حاول الاعتداء عليها بالقوة، حيث يجوز لها استخدام جميع الوسائل الرادعة، بما في ذلك التقدم بشكوى ضده أمام النيابة العامة، بعد دراسة الأمر من الناحية القانونية مع محام بارع كفوء ومخلص ونزيه، وبعد استنفاد الوسائل العائلية الكفيلة بردعه.
أما الفتاة، فهي تأثم فقط إن كانت عالمة بحرمة ما يفعله، ولا إثم عليها إن كانت تحت تأثير خداعه وجهلها وطفوليتها، ولذلك، فإنَّ الإثم كله يقع عليه وحده، ويستحق في الدنيا عقاباً رادعاً ومناسباً، كما يستحق في الآخرة أليم العذاب.
ومن جهة أخرى، وإن كان هذا الأمر يندرج في إطار "سفاح القربى"، إلا أنه لا يعتبر شرعاً زنا ما دام لم يصل إلى حد الدخول في الفتاة في الفرج أو الدبر، لكن رغم ذلك هو من الأمور الخطيرة.
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 25 آب 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.
استشارة..
عندما كانت صديقتي تبلغ من العمر عشر سنوات تحرش والدها بها، وبدأ يتمادى معها تدريجياً على مدى خمس سنوات، إلى أن حاول الاعتداء عليها، فمنعته ولجأت إلى أمها التي حذرته من الاقتراب منها، ولكنه لم يرتدع وظلَّ يضايقها باستمرار لعدم امتثالها لرغباته.
هي اليوم شابة في العشرين من عمرها، خضعت لعلاجٍ نفسي، وارتبطت بشاب تقدم لخطبتها مؤخراً، ولم تزل تسكن في بيت والدها إلى أن يحين موعد العرس. في البداية، أخفت الأمر عن خطيبها، ولكنها باحت له بكلّ شيء، بعدما بات أبوها يعامله معاملة سيئة. فما هو عقاب الأب شرعاً؟ وهل تعتبر الفتاة ضحية في رأي الشرع؟ وبم تنصحون الشاب، علماً أنه لم يقدم حتى الآن على أي خطوة تجاه الفتاة؟ وهل يحق له أن ينفصل عنها إذا رغب في ذلك؟
وجواب..
يندرج موضوع هذه الاستشارة في إطار ما يعرف عرفاً بـ"زنا المحارم"، أو "سفاح المحارم"، وهو من الأمور الخطيرة التي صارت تحدث كثيراً، والتي تطاول غالباً الأطفال والقاصرين من الذكور والإناث، وهم الذين يقعون ضحية خداع الكبار من أقاربهم جراء جهلهم وبراءتهم وثقتهم بهم، فيستغل الأقارب ذلك، ويقومون باستغلالهم جنسياً، وأحياناً يكون ذلك الشخص المعتدي والداً أو أخاً أو عماً أو خالاً، حيث صرنا نسمع بحالات كثيرة من هذه الاعتداءات، والتي تعرض علينا لأخذ الرأي الشرعي، كما أن الكثير منها قد وصل إلى القضاء وشاع أمره.
وهذه الحالة التي تسأل عنها هي من الحالات المؤسفة التي لطف الله تعالى بنتائجها، إذ اقتصر على الاعتداءات السطحية، ولكن لا شك في أنها تركت وستترك آثاراً عميقة في حياة الفتاة المستهدفة، وقد كان من الضروري أن لا تخبر خطيبها بما جرى، وأن تحاول معالجة مضايقات والدها لخطيبها بطريقة أخرى، وخصوصاً أن خطيبها قد لا يصدّق أنها ضحية، وأنها ما تزال بكراً، وأن باله لن يهدأ جراء ما سمعه، والأرجح أنه سيطلقها من دون أن يرفق بها أو يراعي أنها ضحية، الأمر الَّذي سيؤلمها أكثر، ولكن عليها أن تواجه الأمور بشجاعة، علماً أن الشرع لا يأمره بطلاقها في هذه الحالة.
وفي جميع الحالات، عليها أن تتجنب الخلوة مع والدها، وأن تسعى مع والدتها لردعه عن ذلك ونصحه بالاستقامة، وعليها مواجهته إن حاول الاعتداء عليها بالقوة، حيث يجوز لها استخدام جميع الوسائل الرادعة، بما في ذلك التقدم بشكوى ضده أمام النيابة العامة، بعد دراسة الأمر من الناحية القانونية مع محام بارع كفوء ومخلص ونزيه، وبعد استنفاد الوسائل العائلية الكفيلة بردعه.
أما الفتاة، فهي تأثم فقط إن كانت عالمة بحرمة ما يفعله، ولا إثم عليها إن كانت تحت تأثير خداعه وجهلها وطفوليتها، ولذلك، فإنَّ الإثم كله يقع عليه وحده، ويستحق في الدنيا عقاباً رادعاً ومناسباً، كما يستحق في الآخرة أليم العذاب.
ومن جهة أخرى، وإن كان هذا الأمر يندرج في إطار "سفاح القربى"، إلا أنه لا يعتبر شرعاً زنا ما دام لم يصل إلى حد الدخول في الفتاة في الفرج أو الدبر، لكن رغم ذلك هو من الأمور الخطيرة.
***
مرسل الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 25 آب 2013م.
نوع الاستشارة: دينية.